زبدة الهرج: حملة «أبشروا بالخير» ووزارة الداخلية

نشر في 17-06-2017
آخر تحديث 17-06-2017 | 00:12
 حمد الهزاع كثيرة هي المواضيع التي تتزاحم في رأسي، ويكاد بعضها يتصادم مع بعض، وأنا أقلبها ذات اليمين وذات الشمال، ولا أريد أن أسردها مرة واحدة حتي أبقي شيئا للأيام العجاف، وحتى لا أبحث عمن يتصدق علي بفكرة أو أضطر إلى أن أشحذ مقالاً، ولو على سبيل القرض الحسن، ففي هذا الزمان كثيرون يقولون ما لا يفعلون، وكثيرون هم الأفاكون المتقلبون المتلونون الذين تعجبك أشكالهم وتطرب لسماع قولهم، لكن أقنعتهم تسقط عند التجربة الأولى فتكتشف أنهم خشب مسندة.

المصادفة قادتني إلى مجمع 360 في السابع من رمضان الجاري الساعة 1:30 ظهرا، التقيت بقائد العمل الخيري الأخ محمد الحصينان، ومعه مجموعة من الشباب الكويتيين الذين ترفع لهم العقال إجلالاً واحتراماً وتقديراً ويستاهلون قبلة على "خشم" كل واحد منهم، لأنهم أرادوا أن يترجموا حقيقة العمل الخيري على أرض الكويت، من منطلق "الأقربون أولى بالمعروف" ومن باب تفريج كرب المسلمين، وهكذا يجب أن يكون العمل الخيري؛ لأنه ليس وجاهة أو مكتباً فارهاً بأثاث آخر موديل وسكرتارية وطلبات تعجيزية، ما إن يقرأ بنودها ذو الحاجة حتى يلعن أم الفقر والذل.

يقول الحصينان عن حملة "أبشروا بالخير": لقد قررنا أن تكون هذه الحملة في رمضان للأسر المحتاجة والمتعففة في الكويت، وقد جبنا مناطق الكويت للتواصل مع هذه الأسر والوقوف على احتياجاتها ودراسة أحوالها، وبعد أن استكملنا جميع الطلبات طلبنا منها أن نصور أوضاعها المعيشية لننشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولنثبت جدية حملتنا ومصداقيتها أمام المتبرعين، وما إن تم لنا ذلك حتى حددنا اليوم والمكان لانطلاق حملة التبرع، ووجدنا أن أكثر الأشياء التي يحتاجها هؤلاء المعسرون هي أنهم لا يستطيعون دفع إيجار السكن، فضلاً عن عجزهم عن دفع الرسوم الدراسية لأبنائهم، وستوزع المبالغ المحصلة لتدريس 1400 طالب العام المقبل، مع دفع مساعدة شهرية قيمتها 200 دينار لكل أسرة محتاجة.

ثم أما بعد...

لفت انتباهي وأنا أراجع وزارة الداخلية كثرة المراجعين من مختلف الجنسيات بسبب سياسة الباب المفتوح التي انتهجها معالي الوزير ووكيل وزارته والوكلاء المساعدون، فلهم كل الشكر والتقدير لتواضعهم ودماثة خلقهم، على ما يقومون به من مساعدة المراجعين وتذليل الصعوبات أمامهم، وكل الشكر وعظيم الامتنان للموظفين كافة على رقي التعامل وحسن الاستقبال، جزاكم الله خير جميعاً، وفي ميزان حسنات الكويت وميزان حسناتكم.

في بعض الدول مبنى وزارة الداخلية يحاط بأسلاك شائكة وحراسة مشددة، وقد لا يستطيع مراجع أن يقابل أصغر موظف.

back to top