زبدة الهرج: أزمة وتعدي

نشر في 10-06-2017
آخر تحديث 10-06-2017 | 00:10
في السابق اكتوت الكويت بنار بعض القنوات الفضائية التي كانت تتصيد علينا الخطأ الذي لا يذكر، حتى تجعل منه «مانشيت» إعلامياً يعرض على صدر شاشاتها، بل إن بعض المذيعين المحسوبين على تلك القنوات كان يقلل من شأننا أمام العالم رغم أننا أكبر وأعظم من أن يقيمنا إعلامي مأجور.
 حمد الهزاع لا أريد أن أخوض في تفاصيل الأزمة الخليجية وما صاحبته من قرارات مؤلمة لم تكن في الحسبان، ولم تخطر على قلب أحد أن تكون بهذا الحزم، إلا أن أهل مكة أدرى بشعابها، ولكل أزمة رجالها القادرون على احتوائها، وإطفاء نار فتنتها التي قد تشمل الكل، والجميع يعول بعد الله، سبحانه وتعالى، على حكمة سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، لاحتواء الأزمة وإعادة المياه إلى مجاريها، ولم شمل الإخوة وإصلاح ذات البين ورأب الصدع.

الغريب في الأمر أن الردح الإعلامي على القنوات الفضائية التي هي «مع» أو «ضد» وصل مبلغه من الحدة والشدة، وكنت أتمنى عليها أن تهدئ من وتيرة التصعيد والتراشق الذي لا يخدم القضية، بل يَصبّ الزيت على النار، مما يزيد إشعال نار الأزمة، ولا أجد مبرراً لهذا التصعيد سوى زيادة الفرقة، وتمزيق كيان دول مجلس التعاون الخليجي، وقد تكون وراءه أيادٍ خفية لا تريد لهذا الكيان أن يستمر.

الأزمة الخليجية كشفت عن طغيان إعلامي مخيف جعل الأعداء يتشفون ويسخرون منا ويعدون العدة للاحتفال بضرب الكؤوس بعضها ببعض في صحة تفكك دول مجلس التعاون الخليجي، والواضح أن تلك القنوات «مش جايباها البر»، وحسب ما شاهدته فإنها لا تبحث عن الإثارة لاستقطاب مشاهدين أكثر بل هدفها أكبر، والله من وراء القصد، وعلى الله قصد السبيل.

في السابق اكتوى بلدي الكويت بنار بعض القنوات الفضائية التي كانت تتصيد علينا الخطأ الذي لا يذكر، حتى تجعل منه «مانشيت» إعلامياً يعرض على صدر شاشاتها، بل إن بعض المذيعين المحسوبين على تلك القنوات كان يقلل من شأننا أمام العالم بالرغم من أننا أكبر وأعظم من أن يقيمنا إعلامي مأجور، ومازلنا إلى الآن نعاني نفث سمومهم، وحتى أثبت لكم ذلك فإن تلك الفضائيات لم تركز على خبر فوز دولة الكويت بمقعد غير دائم في مجلس الأمن، ومرت على الحدث الكبير مرور الكرام، وتناقلته بشكل هامشي.

لذا لا تلوموا الفضائيات على ما تفعله بِنا، وهي تشعل نار الفتنة وتقرع طبول الحرب، وكأنها على الأبواب... «قال من أمرك؟ قال من نهاني؟».

ثم أما بعد:

أسأل الله أن يحفظ خليجنا من الفتن، ما ظهر منها وما بطن، وأن يحفظ قادتنا، ويجمع كلمتهم ويوحد صفهم لخدمة شعوبهم.

back to top