نادية لطفي... العصامية الشقراء (2 - 20)

الجريئة تلجأ إلى «الستار الحديدي»

نشر في 28-05-2017
آخر تحديث 28-05-2017 | 00:03
في حياة نادية لطفي، أقصد في حواراتها أو تصريحاتها أو أفلامها أو أنشطتها، كما في أحاديث الآخرين عنها، تنعكس أمامنا صورتها كاملة، وهي صورة أشمل وأكثر حرية من الصورة أحادية اللون التي يمكن الحصول عليها من خلال صوت الفنانة نفسه، الذي يراعي الكثير من التوازنات والحسابات العائلية، وهو يحكي عن نفسه. لذا كانت الفنانة الكبيرة تطالب جمهورها دوماً باحترام خصوصية «بولا»، أما حياة «نادية» فهي ملك جمهورها.
لم تفتح الفنانة الكبيرة نادية لطفي «جرة الأسرار» لأحد، حتى لنفسها. ظلّت أكثر من 20 عاماً تعلن أنها على وشك نشر مذكراتها كما أشرنا سلفاً، لكنها لم تفعل، رغم أنها كانت جادة في ذلك، وأكدت مراراً أنها تخطط وتستعد لذلك بعد سنوات قليلة من عملها في الفن، إذ صرحت بأنها كانت تسجل الأمور كافة بدقة، حتى المناقشات الفكرية والفنية التي كانت تدور في الصالون الأسبوعي الذي افتتحته في بيتها، كمدرسة حية تستكمل فيها دراستها وتجمع فيها الخبرة من أفواه ضيوفها الكبار في مجالات الآداب والفنون.

في منتصف الستينيات، أعلنت في حوار صحافي لمجلة «الكواكب» أنها تسجل يومياً «كل كبيرة وصغيرة» تمرّ في حياتها، مهما كان يومها مزدحماً بأوامر التصوير ومتاعب العمل.

في ذلك الوقت، قبل 50 عاماً بالتمام والكمال (مطلع عام 1967) قالت نادية: «أنا عندي 5 مجلدات كبيرة كلها ملاحظات مدونة وخواطر وصور، وعندي عشرات الشرائط المصورة بالفيديو، وشرائط الكاسيت، أكثر من 400 ساعة من الوثائق الوطنية والثقافية، وأصوات عمالقة الفكر والفن والأدب... وطبعاً كل ده تاريخ قد يرى البعض أنني أهدره أو أدفنه، وعن نفسي أرى أنه أهم من الحكايات الشخصية، فتاريخ الفنانة مش في الجواز والطلاق، تاريخ الفنانة في الدور اللي قدمته لفنها ووطنها، وللبشر وللإنسانية».

لا تراجع ولا استسلام

يعني ذلك أن «صندوق نادية» يتضمّن تاريخاً فنياً وثقافياً واجتماعياً وإنسانياً بالغ الثراء، ومع ذلك فهي تضع أقفالاً مشددة عليه، حتى عندما تقترب منه هي. ففي بداية التسعينيات، فكرت مع بدء عصر الفضائيات أن تقدم مذكراتها في حلقات، فهي تملك مئات اللقطات الموثقة بالفيديو لتاريخها وكانت حينذاك في المنطقة الرمادية بين ضوء الشهرة المنحسر، والظل الذي يهدّد صورتها عن نفسها، وتأثيرها في الفضاء العام، ونجوميتها الشعبية أيضاً. وبعد جلسات نقاش طويلة مع أصدقائها ومع نفسها استقرت على عنوان «أوراق مبعثرة»، بكل ما يوحي به من اجتزاء، وانتقاء، ورغبة في عدم الإفصاح عن الأوراق الكاملة.

فسرت نادية العنوان بعد ذلك، مؤكدة أنها لن تنشر مذكراتها بالطريقة الفضائحية التي تعوَّد الناس عليها في الغرب (ويقلدونها الآن في الشرق)، عن مذكرات الفنانين والمشاهير، لكنها تريد أن تلقي الضوء على دورها في حوادث كثيرة عاصرتها في الفن والثقافة والسياسة أيضاً.

مرت السنوات، ولم ينفذ المشروع، لكنه بين الحين والآخر كان يعود من خلال تصريح، أو اتفاق شفهي يحصل عليه أحد الإعلاميين من نادية. إلا أن أمراً ما تغير في ردود فعل نادية لطفي على مثل هذه الأخبار. بعد حادث موت سعاد حسني وتناثر الإشاعات عن مقتلها، لمنعها من نشر مذكراتها، حدث أن نشرت إحدى الصحف خبراً عن استعداد نادية لطفي لنشر مذكراتها السياسية، فاتصلت غاضبة بالصحيفة، وقالت للمحرر المسؤول: «لما نادية لطفي تنشر مذكراتها السياسية.. هتسيب أيه لحسنين هيكل وخالد محيي الدين؟.. بلاش تبالغوا في الأخبار، أنا فعلا عندي رغبة أنشر تجربتي في الحياة العامة، وقلت هذا بوضوح أكثر من مرة... لكن مش لأن فيها أسراراً سياسية خطيرة ومفاجآت وفضائح، كل ما يهمني هو نشر الجانب المفيد للناس من تجربتي وخبرتي، ربما ينفع غيري، والطبيعي أني اقتربت في حياتي من شخصيات وأحداث كثيرة، يبقى أكيد المذكرات هتقدم شهادة على العصر الذي عشته، وحتى لو كان في شهادتي اقتراب من السياسة، لا يصح تسميتها «مذكرات سياسية»، لأني بالأساس فنانة. صحيح كان لي دور وطني، لكني لم أكن وزيرة، أو رئيسة حزب معارضة، أو محترفة سياسة.

مرت السنوات أيضاً، وككل مرة تأجل النشر، لكن الأسرار لا تنام إلى الأبد، ولا بد من وقت لخروجها، ونحن نريد أن نقترب منها دون أن نفتح صندوق اللعنات.

المنطقة المحظورة

عندما حاول الصحافي الفني البارز حلمي سالم التسلل إلى الغرفة رقم (40) في حياة نادية، مبرراً رغبته تلك بكلام عن حب الجمهور، ورغبته في معرفة الأمور كافة عن نجومه المفضلين، قالت له ضاحكة: هقول لك على سر ممكن يفيدك... أنا صريحة جداً، وصعب أكذب، وطبعاً أثق فيك وما أقدرش أخبي عنك حاجة، لكن أنا مش ممكن أتكلم من نفسي في أشياء لا أريد الحديث فيها، لكن لما تسألني عن حاجة... أكيد لازم أتحرج وأرد عليك، وأنت شطارتك بقى، حاول تستخدم الحيلة دي وتكتشف المعلومة بأكبر قدر من الدهاء والاستدراج.

شعر حلمي سالم بأنه حصل على الانفراد الذي يخطط له، وبعد ساعتين كاملتين من الأسئلة، عاد إلى بيته ليكتب، فاكتشف أنه لم يحصل على شيء، فنشر موضوعه في المجلة بمقدمة صريحة قال فيها إن نادية لطفي بعد كتمان طويل قررت أن تفتح له خزانة الأسرار المغلقة: «قالت لي اسأل ما تريد وسأحدثك، وعندما سألتها، كانت تدخل دروباً كثيرة، وتلف بي في شوارع وميادين حتى يصيبني التعب، وأفقد القدرة على المتابعة، وعندما حاولت العودة إلى الموضوع ضحكت ضحكتها المشهورة، وقالت لي: المهم أنني تحدثت إليك، وتكلمنا ساعتين بصراحة ولم أكذب عليك!

وذات أمسية شتوية في نهاية عام 1996، كانت الكاتبة ماجدة الجندي تسهر مع نادية في منزلها القريب من مبنى مجلة «روزا اليوسف»، وامتدت الجلسة ساعات في جو من الود والدردشة الصحافية والنسائية، وتحدثت نادية عن جرأتها في اختيار الأدوار، واندفاعها العاطفي مع الشخصيات التي تقدمها، ما شجع ماجدة على طرح الأسئلة المحظورة...

كتبت ماجدة: «سألتها بقدر من الخباثة المشروعة في الصحافة، وأنت بقى في الحب.. زي في السينما؟

اكتفت بضحكة قوية ألحقتها بإجابة ذكية: «الحقيقة أنا ما أعرفش أعمل حاجة نص نص. ولا أكرر حاجة. يعني لما أمثل، أمثل بإحساس جديد، ولما أطبخ، أطبخ بمزاج، ولما أحب، أحب بحماسة.

قلت مستمرة في التسلل: وأنت دايما كده.. متطرفة في عواطفك؟

قطعت عليّ الطريق بـ«كف» تبادلته يدان كادتا أن تتصادقا، ثم قالت بجدية: شوفي بقى أنا عندي صندوق مقفول... منطقة محظورة، هي منطقة مشاعري. تقول لي ليه؟ أقول لك من غير ليه؟ دي منطقة أحترمها عندي وعند الناس، لا أحب حد يدخلها عندي، ولا أنا أدخلها عند الناس... تقدري تقولي ده «الحساب السري» اللي أنا الوحيدة اللي تعرف رقمه. حساب سري جدا غير قابل للكشف.

«ستيللا كون»

رحل الملك فؤاد غير مأسوف عليه من شعبه، بعد تدني الأحوال، وتخاذله في مفاوضات الاستقلال، وتولى العرش ابنه الطفل فاروق (تحت مجلس وصاية)، وتصاعدت التظاهرات العارمة للمطالبة بجلاء الإنكليز وعودة دستور 1923 بدلاً من دستور 1930، وفي هذه الأجواء تزوج المحاسب الشاب محمد شفيق من حبيبته الأجنبية «ستيللا كون»، وفي مطلع عام 1937 أنجبت له طفلة جميلة أطلق عليها اسم «بولا».

تاريخ ميلاد «بولا شفيق» محسوم في اليوم والشهر (3 من شهر يناير) أي أنها من مواليد برج الجدي (22 ديسمبر - 20 يناير)، لكن الأخبار المتداولة تختلف في عام الميلاد، بعضها يذكر 1934 وبعضها 1937، والقليل يتمسك بعام 1938. إلا أن منطق الأحداث في حياة نادية يتفق أكثر مع مولدها في 3 يناير 1937، وهو التاريخ المدون في بطاقة هويتها الرسمية التي جددتها للمرة الثانية في صيف 1964 من قسم عابدين وسط القاهرة، بعد شهرتها كممثلة. فقد كانت تسكن في الطابق التاسع في البناية رقم (19) في شارع البستان قرب ميدان التحرير، وكما يبدو من بيانات البطاقة أنها ولدت في ناحية العباسية شمال شرقي القاهرة (حي الوايلي القديم وليس الحالي)، وهذا يعني أنها لم تولد في أية مدينة من مدن الصعيد كما تردد مصادر تذكر مرة أنها مواليد سوهاج، ومصادر أخرى تقول مواليد قنا، وثالثة مواليد المنيا، وهي معلومات غير صحيحة نفتها نادية في المرات القليلة التي اقتربت فيها من حياتها الشخصية.

ربما يشكك أحد المتوجسين في التاريخ مستنداً إلى سوابق جنائية أثبتت تزوير بعض الفنانين تاريخ ميلادهم في الأوراق الرسمية، لكن يمكن الرد على ذلك بسؤال منطقي: ولماذا تفكر نادية في ذلك عام 1964 أثناء بدايتها الفنية؟

الملاحظة الأخيرة في بيانات البطاقة تتعلق باسم الأب الذي اختلفت فيه الصحف أيضاً بين «محمد لطفي شفيق»، و«محمد مصطفى شفيق»، والثاني هو الصحيح، مع ملاحظة أن اسم الأب مركب (محمد مصطفى) كعادة تسمية الابن الأكبر (البكري) في عائلات الطبقة الوسطى في ذلك الزمان حتى أواخر الستينيات.

فتحت غرابة الاسم، كما أشرنا، مجالاً للإشاعات والتكهنات، بعضها كان طريفاً ويدعو إلى السرور، وبعضها كان افتراء يؤدي إلى الغضب، وصفته نادية بأنه «كلام متطرف وعبيط».

ولما سألتها: كلام زي إيه؟

- قالت وهي تشيح بيدها: زي إني مسيحية مثلاً! وأضافت: طبعاً أنا لا أعتبر المسيحية تهمة، فهي دين سماوي، والإشاعة لم تصل بي إلى درجة الغضب من الناحية الدينية. ولكن كل إشاعة تُحسب عندي بالأغراض التي تقف خلفها، فلو كان الكلام بريئاً، والنية سليمة، لا أهتم، أما إذا كان المقصود به إعلان الحرب ضدي، فأهلا بالمعارك... أخش وما يهمنيش، ومن حسن الحظ أنني اضطررت إلى ذلك مرات قليلة، مرة لما نشر أنيس منصور أنني أجنبية وغير مصرية، وهو كلام كان يعرف هو نفسه أنه خطأ، لكنه نشره في توقيت معين، كنت أحقق فيه نجومية كبيرة، تحديداً بعدما حطم فيلم «أبي فوق الشجرة» أرقاماً قياسية في إيرادات شباك التذاكر وعدد أسابيع العرض المتواصل في السينما، ودخلتُ المعركة دفاعاً عن مصريتي.

ومرة أخرى لما رددت صحيفة «الوفد» معلومات «هبلة» قالت إنها أذيعت في راديو إسرائيلي، تفيد بأنني أعمل لصالح الموساد، فكان لا بد من أن أخوض المعركة دفاعاً عن وطنيتي. أما إشاعة أنني مسيحية، فلم أجعل منها معركة، لأنها كانت قصة طريفة، ليس وراءها تشويه ولا أغراض سيئة، فقد حدث أن أحد الصحافيين خمّن في بداية حياتي الفنية أنني مسيحية، وكتب ذلك فعلاً، وبدأ البعض يردده، ولما اتصلت به وسألته: حضرتك يا عبقري جبت معلوماتك عن ديني منين؟

أجاب وهو يشعر بالإحراج: الحقيقة اتصلت بك، وتحرجت من السؤال، ولما ربطت بين اسمك (بولا) وتجسيدك الشخصية المسيحية في فيلم «عمالقة البحار»، توقعت أنك مسيحية. وأضاف في ما يشبه الاعتذار وتخفيف الموقف: وبعدين يا فنانتنا الجميلة المسيحية مش تهمة يعني؟

ضحكت، وتأكدت أنه أخطأ بحسن نية، ولم أهتم بعمل زوبعة، ولا افتعال معركة للهيصة والشهرة، وطبعاً بعد سنوات شعرت بأني اتصرفت بطريقة صحيحة، لما شفت كمية تضارب المعلومات عن حياتي بعد كده، قلت لنفسي: ده أنا لو انشغلت بتصحيح كل كلمة نشروها عني غلط، ما كنتش عملت حاجة تانية في حياتي. ومع نضج التعلم على نيران الخبرة، صرت مستعدة للتنازل عن الحقيقة القاطعة، بشرط أن يكون الكذب جميلاً ونبيلاً، يعلم ولا يجرح، يصنع الحب والفرح، يخفف الحقد والعنف، يواجه العداوة والكراهية، يصنع الأمل ويبشر بالخير.. ,كخيال الشعراء، وإبداعات الفنانين، فالحقيقة متعددة بتعدد البشر، لذلك دربت نفسي أن أترك لكل شخص الحقيقة التي يفضلها من دون إرغامه على القبول بحقيقة أخرى، حتى لو كنت أصدقها.

توابل

قالت: كنت أحياناً أتمادى وأشارك الناس في حقائقهم التي تتناقض مع ما أعرفه من حقائق، لذلك كنت وما زلت أبتسم وهم يخطئون في اسمي، وفي تاريخ ميلادي، وفي مواقفي، فخبرة العمل وحكمة الزمن علمتاني أن مشاركة الناس في ما يحبون أفضل من إكراههم على حقائق خشنة تكسر خواطرهم وحماسهم، فأنا ممثلة تطل على الناس بشخصيات متعددة، وتنشر عنها الصحف والمجلات صوراً وكلمات، حتى صارت مادة مسلية لحديث الناس، وأحياناً يخترعون القصص، أو يضيفون إليها المزيد من الإثارة و«التوابل» لمجرد جذب القراء، وما دامت تلك «الصنعة» لا تهدم قيمة الفنان، ولا تلوث انطباع الناس عنه، عليّ أن أكون ديمقراطية، وأترك للناس مساحة للحديث حتى لو لم يكن مطابقاً للواقع، لأن حياتي في معظمها أقرب إلى الخيال، حتى اسمي الذي عرفني به الناس اخترعته بنفسي من شخصية في رواية.

هكذا مع الوقت اتخذت قراراً نهائياً بعدم تصحيح ما يتصوره الناس عن حياتي، وعدم الرد على ما ينشر عني، ما دام لا يمس الشرف والوطنية وحياة الآخرين. مثلاً كنت أقرأ كثيراً أن أمي بولندية، ثم يونانية، ثم إيطالية، ثم فلاحة من ريف الشرقية، ولم أكن أتدخل، بل كنت أواصل تدعيم «الستار الحديدي» الذي صنعته لحماية حياتي الخاصة من الشهرة ومخاطرها ومسؤولياتها، وفعلت ذلك «بالفطرة والضرورة معاً» كي لا أظلم أفراد عائلتي بظروف عملي، ولا أعكر حياتهم بعواصف الضوء التي تطارد أهل الفن والمشاهير. والجميل أن اسمي ظلّ بعيدا عن التورط في أية أخبار مخجلة، أو فضائح أخلاقية مشينة، وهذه إحدى النقاط البيضاء للصحافة والجمهور في مسيرتي، لذلك لم يحدث أن رفعت قضايا على صحيفة أو وسيلة إعلام، بسبب أي خبر منشور عني، إلا وسيلة إعلام صهيونية تعمدت الانتقام مني وتلويث ثوب وطنيتي الناصع، فادعت أنني كنت أعمل جاسوسة ضد مصر، وهي تهمة سقطت تحت الأقدام بمجرد صدورها من هذه الجهة الشريرة المغتصبة، والتي «هلل» لها بعض المنابر المشبوهة أو «العبيطة» بيننا في الداخل.

توقفت نادية لحظة ثم قهقهت حتى أدمعت عيناها وقالت بأداء متقطع من بين الضحك المتواصل: أيوه والله.. إحنا البلاوي بتحصل لنا بسبب نوعين من الناس: عملاء متآمرين بشكل مباشر، ودي ناس أمرها سهل، لأنهم عدو صريح، وناس «هبلة» بتقول أي حاجة مش فاهماها، ودي ناس طيبة وجاهلة وبيعملوا كوارث بحسن نية، ويقابلوني عادي ولا كأنهم عملوا حاجة. لكن الحمد لله على التاريخ والسمعة الطيبة، لأن ما فيش حد في الشرق ولا في الغرب صدق هذه الإشاعة الرخيصة المدسوسة، وطبعاً فرحت جداً، وتعلمت درساً عظيماً، ملخصه: ما زرعته من سيرة وسُمعة في أرض جمهوري، أثمر ثقةً أكيدة ليست محل شك.

«العندليبة»

«العندليبة الشقراء» هو اللفظ الذي أطلقه «العندليب الأسمر» عبد الحليم حافظ على نادية لطفي، نظراً إلى ما جمعهما من صداقة بدأت مع أول تعاون بينهما في فيلم «الخطايا»، حيث كان يشاركها أسراره، ويحرص على رؤيتها مهما طالت أسفاره خارج البلاد واستمرت حتى فيلم «أبي فوق الشجرة» آخر أفلامه وعرض عام 1969، عن قصة الأديب الكبير إحسان عبد القدوس، كتب لها السيناريو والحوار سعد الدين وهبة ويوسف فرنسيس، وأخرجه حسين كمال، وهو أيضاً الإطلالة الفنية الأولى للفنانة ميرفت أمين، وغنى فيه العندليب مجموعة من أشهر أغانيه مثل «الهوى هوايا»، و«أحضان الحبايب»، و«ياخلي القلب»، «جانا الهوى» و«قاضي البلاج».

استمر عرض الفيلم أكثر من عام، وكان حدثاً سينمائياً فريداً لم يتكرر كثيراً في تاريخ السينما المصرية ولا العربية، وكان أكثر ما لفت انتباه الجمهور وأثار جدلاً واسعاً عدد القبلات التي جمعت بين بطلي الفيلم عبد الحليم حافظ ونادية لطفي التي كان الجمهور يتبارى في إحصاء عددها.

نواصل كشف الأسرار في الحلقات المقبلة.

صحيفة إسرائيلية مشبوهة أرادت النيل من وطنيتي

لم أعد أهتم بالرد على المعلومات غير الصحيحة عني

إشاعة أنني «مسيحية» لم تغضبني ولكنها استهداف خبيث
back to top