خاص

الفنان المصري محمد فهيم: شخصية «سيد قطب» في «الجماعة» تحدٍّ كبير لي

نشر في 28-05-2017
آخر تحديث 28-05-2017 | 00:03
أثار الجزء الأول من «الجماعة» جدلاً واسعاً عند عرضه، وكذلك الجزء الثاني من المسلسل الذي انطلق قبل أيام، خصوصاً شخصية سيد قطب التي يجسدها محمد فهيم لأول مرة على الشاشة لحساسيتها في الوسط السياسي والشارع المصري، وذلك يجعل التحدي أكثر صعوبة.
«الجريدة» التقت الفنان المصري لتلقي الضوء أكثر على تفاصيل شخصية «سيد قطب» والتحضير لها خلال الحوار التالي.
كيف رُشحت لدور «سيد قطب» في الجزء الثاني من مسلسل «الجماعة»؟

هاتفني مؤلف العمل الكاتب الكبير وحيد حامد وأخبرني بترشيحي، ثم التقيت المخرج شريف البندري، وعقدنا اجتماعات مُطولة تحضيراً للشخصية من تمرينات وماكياج وغيرهما، وحدث الاتفاق الحمد لله، والفضل الكبير في ذلك، بعد الله، يعود إلى البندري لأنه هو من شاهدني على المسرح في أدوار تراجيدية.

ألم تشعر بالقلق تجاه تقديم شخصية بهذا الحجم، خصوصاً أنها تحمل كثيراً من الجدل التاريخي والسياسي حولها؟

لم أقلق لأن تجسيد شخصية بهذا الحجم ومتعددة الخيوط فرصة جيدة للممثل على المستوى الفني، لا سيما أنها ثرية في أحداثها، بالإضافة إلى أنها تمثِّل لي تحدياً جديداً للظهور بشكل مختلف، خصوصاً أن الجمهور يعرف عني الطابع الكوميدي، ولا يعلم قدرتي على تقديم الأدوار التراجيدية التي قدمتها سابقاً على المسرح المصري كشخصية هاملت.

انتقد البعض إسناد شخصية سيد قطب إلى ممثل يحمل الطابع الكوميدي، على اعتبار أن في ذلك تقليلاً من شأن هذه الشخصية. ما رأيك؟

لكل شخص طبعاً مطلق الحرية في التعبير عن رأيه، والرد يكون من خلال الشاشة وطبيعة الدور في الأحداث، وهذه فرصة لي لتقديم الجانب التراجيدي الذي لم يعرفه الجمهور عني، وأطالب المشاهدين بالصبر وانتظار مشاهدة العمل كله، لأن بضع حلقات لا تكفي.

هل أنت مع مقولة «الممثل الكوميدي يستطيع تقديم الألوان السينمائية كافة»؟

للأسف، هذا ليس أمراً حقيقياً، ولا ينطبق ذلك على الممثلين كلهم، بل قلة قليلة تستطيع إقناع المشاهد بتجسيد مختلف الأنماط. باختصار، الممثل «الشاطر» يستطيع تقديم الألوان والأدوار كافة.

تحضيرات

كيف جاءت التحضيرات لشخصية سيد قطب؟

بدأت تحضيراتي للشخصية بالقراءة المستفيضة عن سيد قطب نفسه، كذلك حرصت على أن أقرأ معظم مؤلفاته أكثر مما أقرأ عنه، لأن هذا أقرب طريق إلى معرفة الشخصية، فطالعت: «معالم في الطريق، والتصوير الفني في القرآن، وأشواك»، وغيرها الكثير. بالإضافة إلى ذلك قرأت، للعقاد وابن تيمية بتركيز أكبر، كونهما من الشخصيات التي أثرت في التكوين الفكري لسيد قطب، ذلك للتعمّق في الشخصية فكرياً وروحياً. بعد ذلك، بدأت بقراءة كتابات وآراء مؤيديه ومعارضيه له لمحاولة تكوين صورة قريبة منه إلى حد ما. في النهاية، قرأت سيناريو الكاتب وحيد حامد، ثم بدأت بتدريبات على الصوت والشخصية، وغيّرت ملامحي كي يرى الجمهور شخصية سيد قطب حية في إطار الأحداث.

كيف ترى التعاون مع كاتب بحجم وحيد حامد؟

فرصة مهمة جداً، لأن نص وحيد حامد يكون دائماً الأهم على الساحة، وسعيد بهذه الثقة الكبيرة التي منحها لي لأن دور سيد قطب يمثِّل روح المسلسل في الجزء الثاني.

جدل وشخصية

ثمة من يرى أن الكاتب وحيد حامد يتحامل على التيار الإسلامي. ما تفسيرك؟

الأستاذ وحيد حامد كاتب كبير ويستعين بمصادر ومراجع في أعماله، ولا يمكن أن يخوض المغامرة بهدف التحامل على جهة لحساب أخرى، والأحداث التي يرصدها الجزء الثاني حدثت فعلاً، وليست متخيلة. عموماً، العمل تاريخي وأحداثه معروفة.

كيف ترى الجدل الذي أثير حول الجزء الثاني وقبله الجزء الأول؟

يمثل هذا الجدل سواء مؤيداً أو معارضاً نجاحاً للعمل، فما فائدة مسلسل يمر مرور الكرام من دون نقاشات حوله؟ وذلك كله إيجاباً على المشروع.

كان لشخصية «هاملت» تأثير في مسيرتك الفنية. حدثنا عن ذلك.

هي بالنسبة إلي بمنزلة انطلاقتي الحقيقية ضمن عروض مهرجان المسرح التجريبي عام 2009، حيث حصلت على جائزة أفضل ممثل من لجنة تحكيم المهرجان، ما فتح لي باب المشاركة في أعمال درامية وسينمائية عدة بعد ذلك، الحمد لله.

فنان شامل

يتحدّث محمد فهيم عن نفسه وعن بدايته الفنية، فيقول: «أنا ممثل أحب التمثيل والغناء والرقص، وأسعى إلى ما يسمى الفنان الشامل. كانت بدايتي من خلال المسرح الجامعي عام 2001، وحصلت على جائزة أحسن ممثل على مستوى جامعة القاهرة في ذلك العام. من أفضل الأعمال بالنسبة إلي، دوري في «الكبير أوي»، وشخصية إسماعيل ياسين في «الشحرورة»، ودوري في «العميلة ميسي»، وزكريا الرُخ في «بنات سوبر مان».

لا فائدة من مسلسل يمرّ مرور الكرام من دون نقاشات حوله

وحيد حامد لا يتحامل على التيار الإسلامي
back to top