مصر تقصف في ليبيا و«داعش» يتبنى «مجزرة المنيا»

• غارات جوية مستمرة على درنة بالتنسيق مع حفتر
• غضب وحزن لدى تشييع الأقباط ضحاياهم

نشر في 27-05-2017
آخر تحديث 27-05-2017 | 18:45
ثأر الجيش المصري لضحايا الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مسيحيين في المنيا، وقصف سلاح الجو تجمعات تابعة لمجلس شورى درنة على الأراضي الليبية، مساء أمس ، واستأنف الضربات صباح أمس بقصف مواقع جديدة، بينما أعلن تنظيم داعش تبني الهجوم الذي أسفر عن مقتل 29 قبطيا.
فيما اعتبر على نطاق واسع من قبل الدوائر المصرية المختلفة أنها عملية ثأرية لعشرات الضحايا من الأقباط الذين قضوا في عملية إرهابية، صباح أمس ، أثناء استقلالهم حافلة كانت في طريقها لدير الأنبا صموئيل بالطريق الصحراوي الغربي التابع لمركز مغاغة في محافظة المنيا، نفذ سلاح الجو المصري ست ضربات جوية مركزة بعد ساعات من العملية استهدفت معسكرات للعناصر الإرهابية التابعة لمجلس شورى درنة بمنطقة درنة في ليبيا مساء أمس ، واستأنف الضربات الجوية صباح أمس بشن عدة غارات على مواقع جديدة.

وشكت مصر مرارا من تجاهل المجتمع الدولي لندائها بضرورة رفع حظر تسليح الجيش الليبي لتمكينه من مكافحة الإرهاب، مع استمرار إعلان الجيش المصري إحباطه المتكرر لعمليات تسلل وإدخال ذخائر وأسلحة من الجانب الغربي، حيث تمتد الحدود بين مصر وليبيا نحو 1200 كيلومتر، وبث تنظيم داعش ليبيا في منتصف نوفمبر 2014 شريطا مصورا لنحر 21 قبطيا في مدينة سرت الليبية.

اعتداء المنيا الأخير، يعد الرابع ضد الأقباط في مصر خلال ستة أشهر، حيث قتل 29 قبطيا، في ديسمبر الماضي، خلال تفجير إرهابي بحزام ناسف للكنيسة البطرسية، وفي منتصف أبريل الماضي، سقط 45 قتيلا في اعتداءين بأحزمة ناسفة، استهدفا كنيستين في طنطا وفي الإسكندرية، أثناء احتفال الأقباط بأحد الشعانين.

إصابات مباشرة

وبينما أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن هجوم المنيا عبر وكالة «أعماق» التابعة له، علمت «الجريدة» من مصادر مطلعة أن المواقع التي استهدفتها القوات الجوية المصرية، داخل مدينة درنة، شملت مناطق في حي الفتائح والشركة الصينية والملعب البلدي ووادي الناقة وثانوية الشرطة ومقر اللجنة الشعبية السابق.

وقالت المصادر إن «الإصابات جاءت مباشرة ومؤثرة بنسبة 100 في المئة، حيث دمرت المركز الرئيسي لمركز شورى مجاهدي درنة التابع لتنظيم القاعدة»، مضيفة ان القيادة العامة للجيش المصري نسَّقت بشكل كامل مع القيادة العامة للجيش الليبي الوطني، الذي يقوده المشير خليفة حفتر، وان المقاتلات المصرية عادت إلى قواعدها بعد أن حققت الضربة هدفها.

وتابعت: «تشكيلات من المقاتلات المصرية انطلقت من عدد من القواعد المختلفة، ووجهت ضربات مركزة لمعسكرات تدريب تابعة لتنظيم مجلس مجاهدي درنة القاعدي وأخرى تتبع داعش الإرهابي».

وأكدت أن الضربة استندت إلى معلومات استخباراتية دقيقة، وأن تلك المعسكرات هي التي خرجت منها العناصر المنفذة لعمليات عدائية ضد أهداف مصرية، آخرها استهداف حافلات أقباط قرب دير «الأنبا صموئيل» بالمنيا.

وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي أعلن، في كلمة له إلى الشعب المصري مساء أمس ، توجيه ضربة كبرى للمعسكرات التي خرجت منها العناصر الإرهابية التي نفذت عمليات ضد مصر.

وتابع السيس، في أعقاب اجتماع أمني مصغر، «الهدف من العملية إسقاط الدولة المصرية وكسر تماسك المصريين»، مضيفا: «ما حدث في مصر لن يمر دون رد»، مطالبا بمعاقبة الدول التي تدعم الإرهاب دون مجاملة أو مصالحة.

وبينما انتهت النيابة العامة أمس من إجراء المعاينات التصويرية والاستماع إلى أقوال المصابين في الحادث، أجرى السيسي، أمس ، اتصالا هاتفيا ببابا الأقباط البابا تواضروس الثاني، قدم من خلاله خالص التعازي في ضحايا الحادث الإرهابي، كما تلقى السيسي اتصالا هاتفيا من العاهل السعودي الملك سلمان، أعرب خلاله عن إدانته واستنكاره الشديدين للحادث.

وبينما أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن دعمه ووقفه مع مصر في حربها ضد الإرهاب، قائلا في بيان نشره البيت الأبيض أمس : «الحادث يحزننا جميعا، وهذا الهجوم الإرهابي يزيد إصرارنا على جمع الأمم معا لتحقيق الهدف الصحيح في سحق شرور المنظمات الإرهابية».

غضب وحزن

ووسط البكاء وأجواء الحزن العارمة، تجمع آلاف المسيحيين في كنيسة بقرية دير الجرنوس الصغيرة في صعيد مصر، ليصلوا على أرواح سبعة من أبناء قريتهم كانوا بين ما لا يقل عن 29 قبطيا قتلهم مسلحون مجهولون أمس .

وسرعان ما انقلبت مظاهر الحزن في كنيسة العائلة المقدسة إلى موجة غضب ومسيرة احتجاج، ردد خلالها الشبان الهتافات حاملين صليبا خشبيا كبيرا، وهتفت الحشود «بالروح بالدم نفديك يا صليب» و»يا نجيب حقهم يا نموت زيهم».

وبحسب رواية الاقباط، فقد أطلق المسلحون النار على نوافذ الحافلة، ثم صعدوا إليها وقتلوا كل الرجال، وأطلقوا النار على أقدام النساء والأطفال. وقال شهود عيان إنهم سلبوا النساء كل حليهن الذهبية. وقتل بعض الأطفال.

وعندما فرغ الهواء من إطار إحدى مركبات المسلحين أوقفوا شاحنة كانت تقل عمالا مسيحيين، وأطلقوا النار عليهم، واستولوا على الشاحنة. وقال الشهود إن أحد المسلحين كان يحمل كاميرا.

وذكر صفوت بشرى، وهو من بلدة العدوة الصغيرة الواقعة، مثل دير الجرنوس، في محافظة المنيا، ويقيم بها عدد كبير من المسيحيين، انه شاهد إطلاق النار حين كان يقود سيارته على الطريق.

وقال من داخل الكنيسة «الجيش والشرطة في نقاط التفتيش متعاطفون مع الإسلاميين أو على الأقل يكرهون الأقباط». وكان غاضبا لدرجة أن القساوسة طلبوا منه أن يهدأ أو يخرج من المكان. وأضاف أن من بين القتلى طفلين أحدهما في الثالثة والآخر في الرابعة.

وكان سبعة من القتلى من دير الجرنوس، ورأس الأنبا أغاثون أسقف مطرانية مغاغة والعدوة صلاة الجنازة.

وتعالى نحيب النساء المتشحات بالسواد، ولطمت بعضهن وجوههن وانهارت امرأة كان والدها بين القتلى، ونقلها البعض إلى خارج الكنيسة.

ولم يتمالك حتى الفتيان والفتيات المكلفون بتنظيم الحضور وحفظ النظام داخل الكنيسة أنفسهم من البكاء.

back to top