الشعب يريد إسقاط السرطان!

نشر في 27-05-2017
آخر تحديث 27-05-2017 | 00:08
 جري سالم الجري أطفال سورية والعراق واليمن، وأهل مدن الرفاهية كدبي والكويت لا يكون السرطان ضيفا خفيف الظل عليهم، فالخبيث والحميد منه، سواء في الجلد أو الدماغ أو البروستات أو الثدي أو الدم، هو الإرهاب الذي يجب أن نحاربه، فإن واحداً إلى اثنينِ من كل مئة شخص في العالم يتعرض لسرطان الدم من نوع "الابيضاض النقوي المزمن".

مزجت الدكتورة اللبنانية رحاب نصر ثاني أكسيد الزرنيخ بمخاليط عدة، وحقنت الفئران المسرطنة هندسيا، بمرض يطابق اللوكيميا (سرطان الدم)، فشفيت القوارض بلبنان، ولم يتعاف الإنسان، لأن أثرياء الشرق الأوسط مشغولون بضخ أموال النفط إلى صاحبات الرقص الأكثر فتنة، والحنجرة الأشد غنجاً، أما حان الوقت لثورة طبية؟ وفجأة، فقست بيضة بشبكة أنهار "سوشيملكو" بالقرب من عاصمة المكسيك، وخرج منها مخلوق ينتصر على ألف سرطان مع أن حجمه كحجم راحة اليد.

وهو يسبح الآن في الأنهار، رغم أن له كوعين وركبتين، ووجها دائريا وديعا، وعيناه متقاربتان أنيستان، كما أن شدة بُعد المسافة بين خديه، شكلت من شفتيه ابتسامة دائمة جعلته من مشاهير الإنترنت. لقبه الآزتك "أكسولوت"، بمعنى "عفريت الماء" لأنه لا يبقى بحالة الطفولة (اليرقة) طوال عمره، وإذا شاء نما ونضج لينكمش ذيله كباقى السمندرات، وبدأ يدب على الأرض، يسعى فيه سر علاج كل السرطان الخبيث والحميد، لكل الأعضاء! إنه السمندر المكسيكي.

قصوا ساقيه، فأعاد زراعتهما بدون أي تدخل بيطري خلال أشهر، بتروا ذراعه اليسرى وغرسوها في إبط صاحبه، فتجذرت ونمت وتحركت، ليغدو قادرا على مصافحتها بيسرى أجدد منها، قطعوا رأسه من أسفل رقبته، وشكوه في الجانب الأيمن من بطن صاحبه، فتفرعت عروق رقبته داخل بدن المضيف، وليتابع وجهه ابتلاع الدود والنظر لكل ما يمكن التقامه، ضمد مدة 65 يوماً، ولكن جسد المضيف طرده، فشقوا جلده فأعاد زراعته، وجرحوه بشفرة فخثر دمه في جزء من الثانية، لئلا يخسر قطرة دم، فلننس ملك الغابة، هذا هو ملك ملوك الغابة!

تسابق العلماء المدعومون حكومياً ومن الشركات الخيرية، لحقنه ببروتين طبيعي مشع (موجود ببعض الحشرات المضيئة)، فأصبح جلده الوردي يشع بلون أخضر يسر الناظرين من الباحثين، فلقد انكشفت ضلوعه وما تحتوي وهو يسبح أمامهم في حوضه المائي المعتم، كاشفاً للكل ما احتوى من بيولوجيا مجنونة، فتجرأوا عليه بالمزيد من البشاعة، فلقد ألصقوا خلايا سرطانية ببروتيناته فكانت النتيجة أعظم من تجربة دق عموده الفقري وكسر فكه، وقص ذراعيه وأقدامه أكثر من عشرات المرات، التي أعادهم كلهم بنجاح، فإن نتيجته مع السرطان، هي الثورة الطبية!

تم التأكد من أنه المالك الوحيد لمضاد طارد للسرطانات ألف مرة! مازال مبتسماً ويلعب، بتواضع وهو كنز المكسيك الأكبر، فإذا دعمنا البحوث، فسيكتشف العالم كيف يستخرج منه ترياق السرطان ونشفي البشرية، مما سيجعله بالنسبة لوطنه أغلى من البترول، فإنه ليس موجودا إلا عندهم، ولكن بسبب التمدن وزراعة الأسماك الضخمة وأكل الناس له، كشف الاختصاصيون أنه منذ سنة 1998 كان الكيلومتر مكعب يحوي 6000 أكسولوت، وفي سنة 2014 أمسى العدد 35!

سعادة ميغيل أنخيل إيسيدرو سفير المكسيك في الكويت، أسعدني قبول دعوتي بأن تتعاون سفارتكم مع أي جهة كويتية خيرية تدعم محميات المكسيك ومراكز أبحاثها، فلقد قال، صلى الله عليه وسلم: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"، وقال الله تعالى: "وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا".

ونقولها لكل حكومات وأطباء العالم وتجار العرب وجميع رواد مواقع التواصل الاجتماعي، (#الشعب _يريد _إسقاط _السرطان!).

back to top