زيدي ذكاء طفلك قبل ولادته!

الحمية الصحية بالغة الأهمية للأم. بعد الشهر السابع من الحمل، سيتذكر الطفل الأصناف التي تأكلها أمه وسيفضّلها في المرحلة اللاحقة. يجب ألا يصبح الحمل مبرراً لاكتساب السعرات الحرارية وتناول المأكولات الغنية بالسكر على اعتبار أن الأم تأكل عن شخصين. بل تعني الحمية المثالية أن تعطي طفلك المغذيات الأساسية التي يحتاج إليها في هذه الفترة الحاسمة من نمو الجنين ويجب أن تقدّمي له أغذية خارقة تفيد الدماغ.

تقضي الخطوة الأولى بزيادة استهلاك البروتينات التي تحتاج الخلايا النامية إليها، من بينها خلايا الدماغ طبعاً. تناولي أغذية غنية بالبروتينات كالحليب والألبان والأجبان والفاصوليا والفول السوداني. إلى جانب هذه الأغذية، تناولي الأسماك مرتين أسبوعياً على الأقل، فمن المعروف أن الأسماك غنية بأحماض الأوميغا 3 الدهنية التي تحسّن وظيفة الدماغ. أما إذا كنتِ نباتية، فتحدّثي إلى طبيبك عن مكملات زيت السمك.

على صعيد آخر، يجب أن تتناولي خمس حصص من الفاكهة والخضراوات يومياً على الأقل كونها غنية بمضادات الأكسدة التي تحمي دماغ الطفل من الأذى. كذلك تحتوي على مغذيات أساسية لمسار نمو الطفل. زيدي استهلاك الحديد أيضاً لأنه ينقل الأوكسجين إلى الطفل، فيما يؤدي تراجع مستوياته في جسمك إلى اختلال نمو الطفل وتراجع معدل ذكائه.

أضيفي قبضة من المكسرات والبذور إلى فطورك اليومي لأن هذه الأصناف تحتوي على الفيتامين B6 الذي يشكّل صلة وصل كيماوية بين خلايا طفلك الدماغية. كذلك سيصف لك الطبيب فيتامينات خلال الحمل ويجب أن تأخذيها يومياً، أبرزها حمض الفوليك لأنه ضروري لنمو دماغ طفلك. باختصار، يجب أن تختاري مأكولاتك بذكاء وتتلذذي بوجبات تحبينها من وقت إلى آخر.

يؤدي الوزن الزائد خلال الحمل إلى مضاعفات أو حتى مخاض مبكر، ولا يكون دماغ الطفل الذي يولد قبل أوانه ناضجاً بالكامل. لذا ابدئي بممارسة بعض التمارين الجسدية حين تدخلين في الفصل الثاني من الحمل. ستسمح لك بمتابعة تحريك جسمك وبحرق سعرات حرارية إضافية. كذلك، تساهم التمارين في إفراز مستويات معتدلة من هرمون الكورتيزول وتشير الدراسات إلى ارتباط الأخير بنمو أدمغة الأطفال. كذلك لوحظ أن ابن الأم التي كانت تمارس تمارين معتدلة خلال الحمل يسجّل تحسناً في مهارات اللغة ومستوى الذكاء. أخيراً، لا داعي للتذكير بأهمية الامتناع عن التدخين وأخذ الأدوية العشوائية خلال الحمل لأن هذه العناصر تعوق نمو الطفل وتسبب مضاعفات حادة.

إذا كنت تلتزمين بحمية غذائية سليمة وتأخذين المكملات الضرورية وتمارسين التمارين الجسدية يومياً، لا شيء سيمنعك من إنجاب طفل سليم وذكي. يمكنك أن تحفزيه منذ وجوده في رحمك، إذ أثبتت البحوث أن الأطفال يتفاعلون مع الحوافز قبل ولادتهم وتؤثر في معدل ذكائهم وأداء ذاكرتهم ومعارفهم اللغوية في مرحلة لاحقة من حياتهم.

منذ تكوّن الطفل في بطن أمه وصولاً إلى عمر الثالثة، يكون الطرف الدماغي الأيسر الذي يسيطر على الإبداع الأكثر نشاطاً لديه. في هذه الفترة تحديداً، يمكنك أن تؤثري في دماغ الطفل عبر تمارين تنشّط ذلك الجزء الأيسر من الدماغ. يمكنك أن تربّتي مثلاً على بطنك وتضعي يدك عليه وتتخيلي صوراً مع طفلك وتقرئي له بصوت مرتفع وتُسمِعيه الموسيقى. حين تقرئين لطفلك قبل ولادته، سيشعر بالراحة حين يسمع صوتك وسيتعلم طريقة التمييز بينه وبين صوت الأمعاء. لا داعي كي تقرئي مؤلفات معقدة على مسامعه، بل اختاري قصصاً للأطفال يمكنك أن تقرئيها له لاحقاً بعد ولادته.

بدورها، تسمح الموسيقى بتهدئة الطفل وحين يسمع النغمات نفسها بعد الولادة، ستنشط ذاكرته وسيتفاعل مع الموسيقى بالطريقة نفسها. يتذكّر الأطفال لفترة قصيرة الحوافز التي تلقّوها قبل ولادتهم.

حتى الحوافز الجسدية، مثل لمس البطن، تنعكس إيجاباً على الطفل. إنها طريقة ممتازة لتعزيز الترابط بين الطرفين وزيادة شعور الطفل بالأمان. يجب أن يتواصل الأب مع الطفل أيضاً بهذه الطريقة، ما يضمن نشوء علاقة عميقة معه لاحقاً.

ولما كانت البيئة الآمنة والمهدئة ضرورية كي ينمو الطفل بطريقة مثالية، فيجب أن تتجنبي المواقف العصيبة أثناء الحمل، لا سيما أن أي قلق تشعرين به ينتقل إلى الطفل، لذا حافظي على هدوئك وتجنبي المواقف التي تنعكس سلباً على طفلك.

أخيراً، يمكنك أن ترسمي صورة الطفل الذي تريدينه عبر تخيّل القيم التي يجب أن يكتسبها والتكلم معه عنها قبل ولادته. لن يكون تحسين مسار نمو دماغ الطفل أمراً صعباً. يكفي أن تحافظي على صحتك وسعادتك خلال الحمل كي تتجنبي المشاكل. باختصار، اعتني بنفسك كي تعتني بطفلك!