إيران: تصويت كثيف و«متقارب» في الانتخابات الرئاسية

• روحاني: الاقتراع يقرر مصير الأجيال المقبلة
• رئيسي: يجب على الجميع احترام النتيجة

نشر في 20-05-2017
آخر تحديث 20-05-2017 | 00:06
أدلى الإيرانيون بأصواتهم بكثافة أمس لانتخاب رئيس جديد للجمهورية وسط توتر وتنافس غير مسبوقين منذ ثورة 1979 بين معسكر التيار الإصلاحي الداعم للرئيس الحالي حسن روحاني في مواجهة مرشح التيار الأصولي خليفة المرشد الأعلى المحتمل إبراهيم رئيسي، ومن المنتظر أن تعلن النتائج الأولية صباح اليوم.
صوّت الإيرانيون أمس في انتخابات رئاسية شهدت استقطابا تاريخيا وانقساما مجتمعيا، غير مسبوق، بين أنصار التيارين المعتدل والمتشدد، منذ ثورة 1979، حيث تحتدم المنافسة بين مرشح التيار الإصلاحي والمعتدل الرئيس حسن روحاني، ومرشح التيار الأصولي رجل الدين النافذ إبراهيم رئيسي.

وافتتحت نحو 63.500 مركز اقتراع صباح أمس، وبث التلفزيون الرسمي مشاهد تصور طوابير طويلة خارج مراكز الاقتراع في العاصمة طهران وعدة مدن، وقال إن هناك 56 مليونا يحق لهم التصويت من بين السكان الذين يزيد عددهم على 80 مليون نسمة. وذكرت وكالة أنباء "فارس" شبه الرسمية أن إجراءات الفرز ستبدأ ليل الجمعة- السبت.

وتوقع مراقبون مشاركة قياسية بالانتخابات التي ستحدد سير الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية وعودة إيران للتواصل مع العالم.

تقارب

ومن المنتظر أن يتم إعلان النتائج الأولية اليوم، حسبما قال وزير الداخلية عبدالرضا رحماني فضلي، الذي اشار الى عدم وقوع حوادث امنية خلال العملية.

وطالب الوزير المؤيد لروحاني، عدم الالتفات إلى الشائعات التي تنتشر في المجال الافتراضي وشبكات التواصل الاجتماعي وأن يتابعوا تفاصيل العملية الانتخابية عبر مؤسسة الإذاعة والتلفزيون. وعكست وسائل التواصل تقاربا قويا في التأييد للمرشحين.

350 ألف شرطي

وأجريت الانتخابات الرئاسية الـ12 بالتزامن مع انتخابات المجالس البلدية والقروية والانتخابات التكميلية لمجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) في بعض المدن.

ونشر نحو 350 ألفا من عناصر الشرطة لتولي أمن المراكز الانتخابية، إلى جانب 70 ألف مفتش، فضلا عن وجود 100 ألف ممثل عن مجلس "صيانة الدستور" حيث سيحضر في كل مركز اقتراع 17 شخصا للإشراف على العملية الانتخابية.

الا أن مجلس صيانة الدستور قرر إعطاء الاولوية في فرز الاصوات للانتخابات الرئاسية.

انتخابات مصيرية

في غضون ذلك، اعتبر روحاني (68 عاما)، الساعي لفترة رئاسية ثانية، أن الانتخابات ستقرر مصير الأجيال المقبلة.

وقال روحاني بعد إدلائه بصوته في طهران: "نحن مقبلون على (عام 1400) وهو بداية قرن هجري جديد، ولابد أن نكون على أتم الاستعداد للدخول إلى هذا القرن"، مشيراً إلى أن "السيادة الوطنية من أهم انجازات نظام الجمهورية الاسلامية والشعب طالما قام بمسؤوليته ليقرر مصير بلاده ويبني مستقبل الاجيال القادمة".

وأضاف أنه يتعين على الناخبين أن يبقوا في أذهانهم أن نتيجة الانتخابات مهمة جدا لسياسة البلاد الخارجية.

كما أدلى الرئيس الأسبق زعيم التيار الإصلاحي، محمد خاتمي بصوته وسط حشود مؤيديه شرق العاصمة. وتولى خاتمي منصب الرئاسة بين عامي 1997 و2005 وحرم بعض الشيء من حرية التعبير والتحرك، وأعرب عن دعمه لروحاني في وقت سابق.

ثقة وحظوظ

من جهته، أدلى رئيسي (56 عاما) بتصريح مقتضب، حمل في طياته شعورا بالثقة بعدما اظهر استطلاع رأي في وقت سابق أن بإمكان أنصار التيار المتشدد أن يحملوه إلى سدة الحكم بعدما توحدوا خلفه من الجولة الأولى، وقال: "إن الانتخابات تجري في إطار القانون، وعلى الجميع احترام نتائج الانتخابات، والقبول بها".

وتوقع رئيسي، الذي أدلى بصوته في مسجد في حي جنوب طهران، "حدا أقصى من المشاركة بالتصويت". وبينما يعد روحاني المرشح المفضل على المستوى الشعبي، إلا أن رئيسي يحظى بدعم هيئة رجال الدين غير المنتخبة ذات النفوذ في البلاد، كما تقف وسائل الإعلام الإيرانية وراءه. ويرى مراقبون أن فرص فوز روحاني بولاية ثانية تعتمد على نسبة مشاركة عالية في الانتخابات.

خليفة وتوتر

ودعا المرشد الأعلى علي خامنئي الذي كان من بين الأوائل الذين ادلوا بأصواتهم أمس، مواطنيه إلى التصويت بـ"كثافة وفي أبكر وقت ممكن".

رغم أن خامنئي يلتزم الصمت حيال خياراته السياسية فيبدو أنه يدعم رئيسي كمرشح رئاسي وكخليفة محتمل له.

وفي وقت سابق، حذر خامنئي، الذي له القول الفصل في شؤون البلاد، من أنه سيتصدى لأي شخص يحاول التدخل في الانتخابات، في إشارة واضحة لاضطرابات عام 2009 التي اعقبت إعلان فوز الرئيس المتشدد أحمدي نجاد بولاية ثانية وأطلق عليها "الحركة الخضراء".

توتر غير مسبوق

ونظم الاقتراع الرئاسي في وقت أعرب روحاني عن تخوفه من تدخل المؤسسة العسكرية و"الحرس الثوري" وميليشيات "الباسيج" في سير العملية، وهو ما أعاد إلى الأذهان الشكوك بتدخلها وتزويرها نتائج الانتخابات لمصلحة نجاد في 2009 وهو ما تسبب في احتجاجات دامية دامت 8 أشهر في جميع أنحاء البلاد.

وتبادل رئيسي (56 عاما) وروحاني (68 عاماً) الاتهامات بالفساد والوحشية والقمع السياسي ضد المعارضين على شاشات التلفزيون بحدة لم تر الجماهير مثلها منذ قيام الثورة.

وجاءت الانتخابات بعد يومين على قرار الولايات المتحدة تمديد تخفيف العقوبات على إيران بموجب الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين طهران والقوى العالمية الست، بينها الولايات المتحدة.

ويؤيد روحاني، الذي دعم الاتفاق النووي لرفع معظم العقوبات عن إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي المثير للجدل، بشدة التواصل مع الغرب والإصلاحات الليبرالية للاقتصاد الذي تهيمن عليه الآن مؤسسات الدولة و"الحرس الثوري".

كما يقول إن فوز المحافظين سيضع إيران مرة أخرى على مسار تصادمي مضر اقتصاديا مع الغرب وسيمنع انفتاح المجتمع، وهو الأمر الذي يريده معظم الإيرانيين ولاسيما الشبان.

ولكن منافسيه المحافظين انتقدوه بسبب فشله في تعزيز اقتصاد أضعفته العقوبات المفروضة منذ عقود حتى بعد إلغاء معظم العقوبات في أعقاب الاتفاق النووي.

ورغم رفع العقوبات المرتبطة بالقضية النووية في 2016 فلا تزال هناك عقوبات أميركية من جانب واحد تستهدف سجل إيران في مجال حقوق الإنسان والإرهاب. ومنعت العقوبات الكثير من الشركات الأجنبية من ضخ استثمارات في السوق الإيراني.

وركز رئيسي، وهو أحد تلاميذ خامنئي، خلال حملته الانتخابية على الاقتصاد، وزار المناطق الريفية والقرى، ووعد بتوفير مساكن ووظائف والمزيد من استحقاقات الرعاية الاجتماعية للفقراء.

7 رؤساء لإيران بعد «الثورة»

تولى الرئاسة في إيران منذ سقوط نظام الشاه 7 رؤساء، هم:

• أبوالحسن بني صدر: أول رئيس منتخب لإيران بعد سقوط نظام الشاه، تولى الرئاسة من 4 فبراير 1980 حتى 21 يونيو 1981، حيث تم خلعه من قبل مجلس الشورى الإسلامي.

• محمد علي رجائي: تولى الرئاسة في 2 أغسطس 1981، حتى 30 أغسطس 1981، عندما اغتيل مع رئيس وزرائه محمد جواد باهنر خلال اجتماع مجلس الوزراء، بواسطة حقيبة مفخخة.

• علي خامنئي: تولى الرئاسة لولايتين، من 1981 إلى 1989.

• هاشمي رفسنجاني: تولى الرئاسة لولايتين، من 1989 إلى 1997.

• محمد خاتمي تولى الرئاسة لولايتين، من 1997 إلى 2005.

• محمود أحمدي نجاد، تولى الرئاسة لولايتين من 2005 إلى 2013.

• حسن روحاني، تولى الرئاسة 2013.

أرقام

4 سنوات ولاية الرئيس.

12 انتخاباً رئاسياً منذ الثورة.

56.4 مليون ناخب.

63 ألفاً و500 مركز اقتراع.

134 مركزاً انتخابياً بالخارج.

350 ألف رجل أمن لتأمين الاقتراع.

12.5% معدل البطالة.

6.5% نسبة النمو في عام 2016.

back to top