البناي أحيا أمسية المقامات العراقية في «اليرموك»

تخصص في هذا المجال منذ 45 عاماً

نشر في 19-05-2017
آخر تحديث 19-05-2017 | 00:00
عبدالحميد البناي أثناء وصلته الغنائية
عبدالحميد البناي أثناء وصلته الغنائية
أحيا الفنان عبدالحميد البناي أمسية غنائية حملت عنوان "قارئ المقام"، الخاصة بالمقامات العراقية، على مسرح مركز اليرموك الثقافي.
ضمن فعاليات دار الآثار الإسلامية في موسمها الثقافي الـ22، أقيمت في مركز اليرموك الثقافي أمسية عراقية أحياها الفنان الكويتي "قارئ المقام" عبدالحميد البناي، إضافة إلى فرقة الكورس. وعاش الجمهور حوالي ساعة لخص فيها البناي بصوته تراثا من الغناء اختار من المقامات ما يفرح القلب ويثير الشجن والذكريات، حيث غنى بكل جوارحه.

في البداية، قدَّم البناي مقام الأورفه، وقال إنه يغنى بالشعر العربي الفصيح، ويستقر على درجة الحسيني، ويغني معه إيقاع الوحدة 4 على 4، وغنى على هذا المقام أغنية "ربيتك صغيرون"، ومن أجوائها: "ربيتك صغيرون حسن - ليش انكرتني/وعيونك الحلوين حسن- فورا صابتني/ ياما قعدنا وياك حسن - وياما تحاكينا/حتى القمر بالليل حسن - يشهد علينا/واشلون انام الليلي حسن - وانت على بالي".

لم يجعل البناي الأجواء تهدأ، فقد أشعلها بمقامات جعلت الجمهور يستذكر الزمن الجميل، وقام بتقديم مقام "بنجكاه"، وقال إنه من نغم الرست، ويغنى بالشعر العربي الفصيح، ولا يصاحب موسيقاه الإيقاع وغنى "الليلة حلوة"، التي أسعدت الجمهور، حيث تفاعل معه، وانسجم مع الأغنية بأحاسيسه.

ومع تواصل الأمسية، قدم البناي مقام "المدمي"، وذكر أنه من نغم الحجاز، ويغنى بالموال الزهيري يرافقه إيقاع اليكرك 12 على 4، وغنى "ون يا قلب ون لا تتبع العافوك"، التي حظيت بتجاوب كبير، سواء بالتصفيق، أو ترديد الكلمات معها.

متخصص بالفطرة

وعلى هامش الأمسية، قال البناي إنه متخصص في المقام العراقي منذ 45 سنة، ولظروف لم يظهر نفسه، ويعتبر نفسه هاويا، ويعد هذا ظهوره الأول في الأمسية.

وبمن تأثر ومثله الفني الأعلى، أوضح أنه تأثر بيوسف عمر والقبانجي.

وعما إذا كان المقام العراقي يعاني غياب جمهوره، ذكر أنه "ليس كالماضي، حيث كان يستمع له شريحة كبيرة من الجمهور".

وعن سر تخصصه في المقام العراقي، قال: "كنت دائما أسال نفسي هذا السؤال، فقد جاء بالفطرة، فعندما كنت صغيرا تأثرت بهذا المقام، واستمررت إلى الآن، ولم أحب الشهرة". وعما إذا كان أحد أبنائه تأثر به، قال: "ابني أحمد".

المقام العراقي

يعرف المقام على أنه الأساس الذي تبنى عليه الألحان، ويتكون من تتابع سبعة أصوات موسيقية، وبشكل متسلسل يضاف إليها صوت ثامن "وهو تكرار الصوت الأول"، ويكون جوابا له، وتسمى هذه الدرجات الثماني بـ"الديوان". ولكل مقام ترتيب خاص به يميزه عن المقامات الأخرى، من حيث البناء في المسافات الواقعة بين أصوات ديوانه، وكذلك درجة استقراره وشخصيته، والأجناس التي تكون منها.

والمقام العراقي ينبع من وجدان الشعب وأصالته، وهو لون من الغناء القديم تصاحبه الآلات الموسيقية، وتراث موسيقي يتسم بصفة أو طبيعة ارتجالية في الغناء والعزف على مختلف السلالم الموسيقية التقليدية بطريقة مضبوطة.

غنى «ربيتك صغيرون» و«ون يا قلب» و«الليلة حلوة»
back to top