العسعوسي: «زري» لغة سينمائية عالية وسفيرنا في المهرجانات

«الإعلام» اشترت الفيلم وتعرضه على قنوات تلفزيون الكويت حصرياً

نشر في 19-05-2017
آخر تحديث 19-05-2017 | 00:00
حظي فيلم «زري» للمخرج حبيب حسين، عقب عرضه الأول في المكتبة الوطنية، بالإشادة والتقدير، على المستويين الرسمي والشعبي.
حصد الفيلم الوثائقي الدرامي غير التقليدي (زري) للمخرج حبيب حسين العديد من المكاسب، فور عرضه الأول مساء أمس الأول في مكتبة الكويت الوطنية، إذ اشترته من وزارة الإعلام لعرضه حصرياً على شاشة تلفزيون الكويت خلال الأيام المقبلة، واختياره لتمثيل دولة الكويت في مهرجانات السينما العربية والعالمية.

وكان الفيلم عرض على شاشة المكتبة الوطنية بحضور طاغ ملأ جنبات المسرح الكبير من المهتمين بالثقافة والفنون والمسرح والسينما وصناعتها ومريديها، سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي، ومنهم الأمين المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد العسعوسي.

من جانبه، قال العسعوسي لـ"الجريدة"، عقب مشاهدة فيلم (زري)، "نحن سعداء جداً بمشاهدة فيلم للمخرج المبدع حبيب حسين، الذي أتحفنا من قبل في أكثر من مناسبة بأعمال سينمائية متميزة، ويبدو أنه في الآونة الأخيرة تخصص في الفنون التشكيلية، حيث قام بآخر عمل سينمائي رائع ومبهر فاز فيه بجائزة الإخراج في الدورة الأولى لمهرجان الكويت السينمائي الدولي".

وأضاف العسعوسي أن "الكبير حبيب حسين واصل نهجه المتفرد في الإخراج السينمائي في الفيلم، والذي أظهر فيه تمكنه من أدواته وحرفيته العالية في توظيفها بشكل رائع، وسلط من خلاله الضوء على مراحل مهمة من مسيرة فنان مبدع في الفنون التشكيلية هو محمود أشكناني، الذي له منّا التحية والإشادة التي يستحقها".

وأكد أن المجلس الوطني للثقافة والفنون، كعادته في التعامل مع الإبداع والمبدعين، سيحرص على المشاركة بالفيلم في كل المهرجانات السينمائية الإقليمية والعربية والعالمية، لما لهذا الفيلم من قيمة عالية على مستوى الإبداع الثقافي في دولة الكويت.

وكان المخرج محمد حبيب تمنى في كلمة ألقاها على المتفرجين قبل بداية عرض "زري" ألا يخيب الفيلم ظنهم، لاسيما أن الفيلم الوثائقي لا يحظى في منطقتنا بالاهتمام الكافي من التلفزيونات العربية والجمهور بشكل عام، لاعتقاد خاطئ أنه ممل، لاحتوائه على معلومات كثيفة، ومقابلات مطولة، ومواد أرشيفية قديمة، مضيفا "لهذا السبب نلمس قلة الإقبال على إنتاج الأفلام الوثائقية محلياً وعربياً مقارنة بالمسلسلات الرمضانية".

وذكر أن الوضع مختلف في الدول الغربية، حيث يعد الفيلم الوثائقي وافداً للمتع السمعية والبصرية والمعلومة الجذابة الميسرة. وضرب حسين مثلا بقنوات كديسكفري وناشيونال جيوغرافيك، وغيرهما من القنوات العالمية، التي تنفق الملايين من الدولارات لإنتاج الأفلام الوثائقية، وتستخدم آخر وأرقى تقنيات صناعة السينما للابهار والإمتاع والتثقيف، مثلما تستعمل في الأفلام الروائية الطويلة.

وشدد حبيب على أن "زري"، الذي استغرق انتاجه عاما كاملا، استخدم في تصويره كاميرات ذات جودة فائفة، وهي "الفور ك" العالية الوضوح، سواء الكاميرات الثابتة أو المتحركة أو الطائرة، للوصول إلى لغة سينمائية تعكس اهمية وجمال موضوع الفيلم، كما أن الموسيقى التصويرية التي صاحبت الفيلم لحنت خصيصا له، وقد ارتقت بالبعد الدرامي والجمالي لأحداثه.

وأشاد بفريق عمل الفيلم الذي تم تصويره ما بين الكويت ودبي ولندن، ومنهم محمد باش الذي ساعده في التصوير والمونتاج وتصحيح الألوان، وعيسى هاشمي وعلى حبيب "الموسيقى التصويرية"، ود. سليمان الديكان "المقطوعة الموسيقية السنجي"، وعلى يونس وأحمد بهبهاني في التصوير الجوي، وبسام الجزاف المعلق العام للفيلم، ود. محمد الكندري المعلق الخاص لبطل الفيلم الفنان التشكيلي الكبير محمود أشكناني، والأطفال حسن نجادة الذي قام بدور جد محمود أشكناني في مرحلة الطفولة، ومعه حسين النجادة، وعقيل خليفة، وماريا الرئيس، ومريم اليتيم، وسارة رجب، وزينب حسن، وأعد الاكسسوارات القديمة مريم ابل، وشاركت نور الفايز في كتابة القصة مع المخرج والبطل.

وحظي الفيلم بالإشادة الكبيرة، حيث انطلقت عاصفة من التصفيق بعد وضع كلمة النهاية، لكونه فيلما يضع بداية عصر جديد للغة سينمائية راقية وحديثة تجعل الفيلم الوثائقي درامياً، سواء على مستوى القصة أو الأحداث المصاحبة، أو لغة الكاميرا أو الموسيقى التصويرية.

واستغرق عرض الفيلم 38 دقيقة مشوقة ذات إيقاع سريع في السرد أو تصوير الأحداث من دون تكرار أو ملل، وتحدث المخرج حبيب من خلاله بلغة رومانسية تتماشى مع عزف محمود أشكناني بالريشة على سطح لوحاته، التي وظفت الألوان للتعبير عن الفرح أو البهجة أو الكآبة أو الصرامة أو الرتابة.

وينتهي المخرج حسين من العمليات الفنية لفيلمه الجديد عن حياة الفنان التشكيلي محمود أشكناني، الأسبوع المقبل، ليكون جاهزاً للعرض في المكتبة الوطنية.

وتناول "زري" جوانب مهمة من حياة بطله الفنان التشكيلي الكبير محمود أشكناني منذ طفولته التي ظهرت فيها موهبته في الرسم بشكل مبكر، عندما كان يرسم لوالدته على الورق تصاميم ملابس نسائية لتقوم بحياكتها، وهي عبارة عن لوحات مزينة بالوحدات الزخرفية والألوان، وتطريز الحواف بالخيوط الذهبية أو الفضية، وهو ما يسمى بـ"الزري"، ويعد هذا النوع من أجمل القطع القماشية التي ترتديها المرأة، ومن هنا جاء اسم الفيلم.

وركز الفيلم على الجوانب الإنسانية، وتطور مسيرة الفنان أشكناني الفنية، وتأثير المتغيرات الحياتية والاجتماعية والمرضية عليه وعلى لوحاته، وتأثره بما يجري حوله في العالم، لأنه فنان مهموم بقضايا أمته ووطنه وإنسانيته، من أجل هذا كانت لوحاته الخط الدرامي الذي رصد من خلالها حياته وأفكاره ومتغيراته، والمتغيرات التي حوله، والربط بينها وبين رحلته العامرة بالكفاح والجمال.

وأوضح "زري" مدى تمازج لوحات الفنان أشكناني بين سحر أنامله وصفاء ذهنه، ونقاوة فكره، وقلبه العامر بالحب لكل ما هو نبيل للإنسانية، وما يُكنز فيه من حس فلسفي، وهكذا كما يقول المثل "كل إناء بما فيه ينضح".

واختياره اسم "زري"، الذي قدم بشهادة الحضور المعلومة والمتعة الذهبية والبصرية، كان موفقاً فيه ومصدر تقدير من المتفرجين لحبيب حسين، لكون الاسم يحمل في طياته إجلالا كبيرا للأزياء الشعبية الكويتية وملابسها التراثية، لكونها تحمل دلالات فنية واجتماعية، إذ تعد الملابس عنصراً مهماً في موروث الشعوب، ومن العناصر الأصيلة لحضارتها وعروقها الضاربة في عمق التاريخ، ووثيقة عالية القيمة، للوقوف على هوية المجتمع وتطوره المادي والحضاري، لاسيما أن الملابس والأزياء تختلفان من مجتمع إلى آخر باختلاف الزمان والمكان والعادات والتقاليد والبيئة.

أشكناني: حفيدي حسن النجادة أعادني 50 سنة إلى الوراء

كشف الفنان التشكيلي الكبير محمود اشكناني في تصريحه لـ"الجريدة" أنه شاهد فيلم "زري" مع الجمهور في المكتبة الوطنية للمرة الأولى، وكأنه يعيش حلم العمر، حيث أعاده حفيده حسن النجادة، الذي قام بتجسيد دوره في مرحلة الطفولة، ٥٠ عاماً إلى الوراء حيث الأيام الجميلة، وحلاوة الزمان وبساطة المكان، وروعة ودفء الأسرة.

وشدد على أن اللحظات السعيدة من الممكن استعادتها، وتأكد ذلك أنه عبر متابعته لأحداث الفيلم استرجع أشياء كان يعتقد أنها ذهبت من الذاكرة بفعل توالي الأيام والمواقف والأحداث.

وشكر أشكناني كل من عمل في هذا الفيلم، الذي استعمل فيه مخرجه المبدع حبيب حسين أعلى درجات الرقي، سواء في الإحساس بالموقف، أو اللحظة أو المكان أو الزمان، فله كل الشكر والتقدير والمحبة.

الفيلم استغرق 38 دقيقة مشوقة ذات إيقاع سريع دون تكرار أو ملل
back to top