«رئاسية» إيران: حرب استطلاعات... والأصوليون يستعرضون

روحاني يتهم «الحرس الثوري» ضمناً بدعم رئيسي... وجهانغيري ينسحب لمصلحته

نشر في 16-05-2017
آخر تحديث 16-05-2017 | 21:15
رئيسي محاطاً بأنصاره لدى وصوله إلى مرقد الإمام الخميني في طهران أمس	(أ ف ب)
رئيسي محاطاً بأنصاره لدى وصوله إلى مرقد الإمام الخميني في طهران أمس (أ ف ب)
دخلت الانتخابات الايرانية مرحلتها الاخيرة قبيل الاقتراع الجمعة المقبل ، وسط حرب استطلاعات بين التيارين المتنافسين.




يستعد حوالي 57 مليون ناخب إيراني للتوجه إلى صناديق الاقتراع، لاختيار رئيس جديد للجمهورية يوم الجمعة المقبل، بعد حملة انتخابية حامية، تبادل خلالها التياران، الأصولي والإصلاحي، المتنافسان الاتهامات وكشف أسرار النظام، في مشهد ذكر بانتخابات عام 2009 عندما اندلعت انتفاضة شعبية أطلق عليها «الحركة الخضراء»، بعد إعلان فوز أحمدي نجاد بولاية ثانية على مرشحي التيار الإصلاحي.

ودخلت معركة الدورة الـ12 للانتخابات الرئاسية مرحلتها الأخيرة، وسط حرب إحصاءات بين الطرفين المتنافسين، الرئيس الحالي حسن روحاني مرشح الإصلاحيين والمعتدلين، ورجل الدين النافذ، إبراهيم رئيسي، مرشح التيار الأصولي.

وقبل 3 أيام من الاقتراع نشرت المؤسسات الإعلامية الموالية للجانبين إحصاءات متضاربة عن أرقام مؤيدي الطرفين. ففي حين أظهرت الإحصاءات التي أجرتها مؤسسات مؤيدة لروحاني فوزه بنسبة أصوات تفوق عتبة الستين في المئة، نشرت مؤسسات مؤيدة لرئيسي إحصاءات معكوسة تشير إلى تقدم سادن مرقد الإمام الرضا.

وتهدف الإحصاءات عادة إلى جذب أصوات تسمى في إيران أصوات «حزب الريح»، إذ إن عددا لا بأس به من الناخبين خاصة الموظفين الحكوميين والمرتبطين بالأعمال الحكومية ينتظرون آخر لحظة في الانتخابات كي يعلنوا دعمهم للجهة المتقدمة، ويكون لهم بالتالي حصة في التعامل مع الحكومة المستقبلية.

انسحاب

وفي خضم حرب استطلاعات الرأي بين التيارين، أعلن النائب الأول للرئيس الإيراني اسحق جهانغيري، أمس، انسحابه من الانتخابات الرئاسية ودعمه لروحاني المنتهية ولايته.

ويمثل الإصلاحيين والمعتدلين في الدورة الـ12 من الانتخابات روحاني، والمرشح مصطفى هاشمي، فيما يمثل التيار الأصولي المحافظ رئيسي ومصطفى مير سليم.

وجاء انسحاب جهانغيري بعد يوم من انسحاب أمين العاصمة طهران محمد باقر قاليباف لمصلحة رئيسي.

وقام التيار الأصولي، أمس الأول، باستعراض قوة وجمع حوالي مئة ألف مؤيد لرئيسي وقاليباف في مصلى مدينة طهران، متحدين روحاني الذي جمع الآلاف في صالة ملعب آزادي في طهران السبت الماضي.

وانتشرت صور تظهر رئيسي في الأمام وقاليباف خلفه، ويلبس قبعة عمال المصانع.

وعاد الجميع بالذاكرة إلى قبيل عام 2009 حين قام مير حسين موسوي بجمع أنصاره في ملعب آزادي مع نفس المستشارين والشعارات التي رفعها روحاني، وقام محمود أحمدي نجاد بجمع أنصاره في مصلى مدينة طهران بنفس المستشارين والشعارات التي رفعت.

روحاني

وفي إطار حملته الانتخابية في زانجان، أمس، هاجم روحاني الحرس الثوري الإيراني مشيرا إلى أنه يحشد التأييد لرئيسي، غير أنه لم يذكر الحرس بالاسم.

ونقلت وكالة العمال الإيرانية عن روحاني قوله «لا تذهبوا إلى المناطق الريفية وتكذبوا على الناس... لا تجمعوا الناس في الحافلات. لا تقدموا لهم وجبات غداء في القواعد العسكرية».

دعم إعلامي

في السياق، أعلنت نقابة الصحافيين التي تم حظرها بعد حوادث عام 2009 دعمها لروحاني في الانتخابات، عبر جمع توقيعات للصحافيين على الإنترنت.

ويأتي تأييد نقابة الصحافيين قبيل الانتخابات التي ستحدد ما إذا كانت عودة طهران للتواصل مع العالم ستتوقف أم تتسارع وتيرتها، رغم أنه ليس من المتوقع حدوث أي تغيير لنظام الحكم الديني المحافظ أيا كانت النتيجة.

ويشعر كثير من الإيرانيين بأن الاتفاق الذي قاد روحاني البلاد إليه عام 2015 مع القوى الكبرى لرفع العقوبات مقابل الحد من برنامج إيران النووي فشل في تحقيق ما وعد به من الوظائف والنمو والاستثمارات الأجنبية.

ويحاول روحاني التمسك بمنصبه بتحفيز الناخبين الإصلاحيين الذين يريدون مواجهة أقل في الخارج ومزيدا من الحريات الاجتماعية والاقتصادية في الداخل.

وفي الأيام الأخيرة استخدم روحاني لهجة أعنف وتناول موضوعات تكاد تتجاوز ما هو مسموح به. فقد اتهم خصومه المحافظين بانتهاك حقوق الإنسان وإساءة استخدام السلطة الدينية لاكتساب نفوذ وتمثيل المصالح الاقتصادية للقوات الأمنية. إلا أن منافسيه واجهوه بنفس سلاحهم، نابشين في أرشيفه عندما كان من واجهة السلطة بعد انتصار الثورة.

مخالفات

وقالت السلطة القضائية إن أكثر من 60 «مخالفة» مرتبطة بالانتخابات الرئاسية والإقليمية.

ونقل موقع ميزان الإخباري عن غلام حسين محسني اججي المتحدث باسم السلطة القضائية قوله إن «حكاما ورؤساء مقاطعات ورؤساء أحياء ومديري مكاتب حكومية» ارتكبوا مخالفات انتخابية.

وقال اججي إنه تم اعتقال شخصين بسبب محاولة من مكتب الحملة الانتخابية لأحد المرشحين سرقة وثائق متعلقة بمنافس.

ومن النادر أن يناقش مسؤولون إيرانيون المخالفات السياسية علنا، خاصة قبل الانتخابات.

ولكن الحساسية تجاه المزاعم بالتلاعب تزايدت منذ اندلاع اضطرابات جراء الخلاف على نتيجة الانتخابات الرئاسية عام 2009، والتي قالت جماعات حقوقية إنه سقط خلالها عشرات القتلى، وتم القبض على المئات.

back to top