الإيرانيون عقب آخر مناظرة: كيف سننتخب مجرمين؟

• اشتباكات بين أنصار المرشحين في طهران
• زعيم سني يدعم روحاني

نشر في 13-05-2017
آخر تحديث 13-05-2017 | 21:00
إيرانية خلال تجمع انتخابي مؤيد لروحاني أمس (ارنا)
إيرانية خلال تجمع انتخابي مؤيد لروحاني أمس (ارنا)
بعد مناظرة ساخنة، هي الأخيرة قبل الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة 19 الجاري، لوحظ في شبكات التواصل الاجتماعي زيادة عدد الرماديين أو المترددين، الذين وجدوا أنفسهم أمام معضلة، بل وغير قادرين على اختيار مرشح بسبب الاتهامات، التي كالها المرشحون لمنافسيهم.

وانتشر سؤال على وسائل التواصل الاجتماعي مفاده: "من ننتخب... فاسد ومختلس أم مهرب وشريك الذين يكبتون الحريات العامة أو قاضي موت؟"، ويضيف: "بحسب ما يأتي على لسان كبار المرشحين عبر التلفزيون الرسمي، فليس هناك من مرشح سوف يحل مشاكل البلاد".

وكان مرشح التيارين الوسطي والإصلاحي الرئيس حسن روحاني قد شنّ خلال المناظرة هجوماً غير مباشر على السلطة القضائية، واتهم روحاني منافسه الأصولي رجل الدين النافذ إبراهيم رئيسي باستغلال حرمة مقام الإمام علي الرضا (الإمام الثامن للشيعة) واستغلال الأموال، التي هي في عهدته كسادن لمقامه، وأنه كان أحد أكبر المقصرين في تفشي الفساد الإداري، باعتباره كان رئيس محكمة محاربة الفساد، وإذا ما كان هناك فساد في البلاد، فسببه أن السلطة القضائية لا تتعامل مع المجرمين.

كما اتهم روحاني قوات "الباسيج" والقوى الأمنية بدعم حملة رئيسي الانتخابية واستغلال الأموال العامة.

وهاجم روحاني ومساعده اسحق جهانغيري، الحرس الثوري والقوى الأمنية عبر اتهام رئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف بأنه شريك للمهربين، الذين يهربون البضائع عبر المرافئ غير القانونية، وهم يستفيدون من العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، وعليه، فلا يريدون رفع العقوبات عن البلاد.

في المقابل، اتهم مرشحا الأصوليين رئيسي وقاليباف، حسين فريدون، وهو أخو روحاني، (دون تسميته) وباقي أعضاء عائلته بأنهم يختلسون الأموال من المصارف والمؤسسات العامة، وأن روحاني يسكت على أعمالهم لأنه شريك معهم في كل هذه الاختلاسات.

وبعد انتهاء آخر مناظرة بين المرشحين إلى الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة 19 الجاري، ورغم إجراءات الأمن المشددة، التي اتخذتها قوات الأمن غداة اشتباكات عنيفة بين أنصار المرشحين، شهدت العاصمة طهران مواجهات بين أنصار روحاني وأنصار منافسيه.

وكانت قوى الأمن منتشرة ليل الجمعة ـ السبت في جميع شوارع طهران ومنعت السيارات والجماعات، التي يزيد عددها على خمسة أشخاص من التردد تجاه مراكز اللجان الانتخابية للمرشحين.

واتهم أنصار روحاني معارضيهم بحرق مبانٍ للجانهم الانتخابية في منطقة اختيارية (شمال طهران) ومنطقة انقلاب (مركز طهران) واتهموا أنصار قاليباف ورئيسي بمهاجمة سيارة معصومة ابتكار مساعدة رئيس الجمهورية لشؤون البيئية في منطقة إسلام شهر (الضاحية الجنوبية لمدينة طهران) ومنعها من إلقاء كلمة أمام أنصار روحاني.

ونفت القوى الأمنية مهاجمة سيارة ابتكار واتهمتها بالكذب لإثارة الفتنة وأنها لم تحضر أصلاً إلى الاحتفال.

في المقابل، اتهم أنصار رئيسي وقاليباف مؤيدي روحاني بمهاجمة مراكزهم في المناطق نفسها بالحجارة والمفرقعات.

وإثر ذلك، أصدرت قوى الأمن بياناً منعت فيه أي تجمع غير مرخص لأنصار جميع المرشحين خارج مباني اللجان الانتخابية التابعة لهم، وأعلنت أنها سوف تعتقل كل من يشتبه في أنهم يشكلون تجمعات انتخابية خارج هذه المباني، وزجهم في السجن إلى ما بعد الانتخابات.

وأعلن مسؤول في الأقلية السنية بإيران أمس دعمه لروحاني. ويشكل السنة ما بين 5 و10 في المئة من 80 مليون ايراني، يشكل الشيعة غالبيتهم الكبرى.

واعتبر رجل الدين الشيخ مولوي عبدالحميد ان "المناخ بالنسبة الى السنة بات يثير ارتياحا أكبر" منذ تولي روحاني الرئاسة في 2013، مؤكدا أن معظم هؤلاء سيؤيدونه في انتخابات الجمعة.

وكرر دعوته إلى تمثيل أفضل للسنة في الادارات المحلية والوطنية، والى مكافحة التمييز في شكل أكبر.

واضاف عبدالحميد، في تصريحات على موقعه الإلكتروني، ان "المجموعة السنية تعتقد أن هذه الحكومة، رغم مشاكلها ونقاط ضعفها، كانت لها مساهمة ايجابية، ونعتقد أنها ستبذل جهدا اكبر لحل المشاكل إذا تولت مهماتها مجددا".

وكان عبدالحميد يتحدث في محافظة سيستان بلوشستان ذات الغالبية السنية، في جنوب شرق البلاد، قرب الحدود مع أفغانستان وباكستان.

back to top