لوبن تبرم أول تحالف انتخابي وتسمي قومياً لحكومتها

ماكرون لن يدخل في ائتلاف مع «الجمهوري» أو «الاشتراكي» وينتقد تصريحات والد لوبن ضد «المثلية»

نشر في 29-04-2017
آخر تحديث 29-04-2017 | 20:45
ماكرون يزور اسطبلاً للأحصنة في بواتييه وسط فرنسا أمس	(إي بي أيه)
ماكرون يزور اسطبلاً للأحصنة في بواتييه وسط فرنسا أمس (إي بي أيه)
في أول تحرك من نوعه، أعلنت مرشحة أقصى اليمين مارين لوبن تحالفاً انتخابياً مع أحد منافسيها في الدورة الأولى نيكولا دوبون انيان زعيم حزب «انهضي يا فرنسا» القومي.
أبرمت مرشحة أقصى اليمين بالجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية مارين لوبن، التي تنافس المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون، أول تحالف سياسي مع حزب «انهضي يا فرنسا» الذي يوصف بأنه متمسك بالسيادة الوطنية ومعادٍ للعولمة والاتحاد الأوروبي.

وأعلنت لوبن أمس، أنها ستعين في حال انتخابها نيكولا دوبون انيان رئيساً للوزراء، وذلك خلال مؤتمر مشترك مع رئيس «انهضي يا فرنسا»، مشيدة بانيان «الوطني المخلص» لدعمه الذي أعلنه مساء أمس الأول.

وقالت لوبن في إعلان مقتضب في باريس: «سنخوض متحدين الحملة لنرص الصفوف أكثر وأكثر ونحقق الفوز في السابع من مايو المقبل».

وحاز دوبون انيان في الدورة الأولى على 4.7 في المئة من الأصوات. ورأى مراقبون أن لوبن قد تكون تسرعت بتسميته وفوتت على نفسها إمكانية اجتذاب شخصيات أخرى أقوى منه لرئاسة حكومتها.

وفي حال وصولها إلى قصر الإليزيه كشفت عن مشروعها لـ»تشكيل حكومة وحدة وطنية» تضم «شخصيات يتم اختيارها استناداً إلى كفاءاتها وحبها لفرنسا».

من جهته، قال انيان: «هذا يوم تاريخي»، مشدداً على «المشروع المشترك في خدمة الفرنسيين».

وعلى الرغم من أن استطلاعات الرأي ما زالت تظهر أن لوبن ستخسر أمام ماكرون، لكن مرشحة أقصى اليمين تمكنت في الأيام القليلة الماضية من التفوق على ماكرون في العلاقات العامة من خلال تصريحات وزيارات جيدة التوقيت.

محرقة ومثلية

وفي وقت سابق، كاد مسعى لوبن أن يصاب بانتكاسة أمس الأول مع تنحي، جان فرانسوا جلخ، الرجل الذي أُختير رئيساً مؤقتاً لحزب «الجبهة الوطنية» الذي كانت تتزعمه للدفاع عن نفسه في مواجهة اتهامات بأنه يشارك المنكرين للمحرقة اليهودية آراءهم.

ولم تمر ساعات على احتواء لوبن لأزمة جلخ، حتى فوجئت بأزمة أخرى على خلفية تصريحات لوالدها اعتبرت مهينة لشرطي مثلي قتل في هجوم وقع في باريس قبل 10 أيام وتبناه «داعش».

وطالب حزب «إلى الأمام»، الذي يتزعمه ماكرون بإبعاد مؤسس «الجبهة الوطنية» جان ماري لوبن (88 عاماً)، والد المرشحة الرئاسية، عن الحزب. ودعاها إلى إدانة تصريحاته.

ماكرون والأسد

إلى ذلك، أبدى ماكرون تأييده للتدخل ضد النظام السوري بعد استخدام الكيماوي، وقال في بيان :»علينا أن نتدخل ضد من يستخدمون الأسلحة الكيماوية، وأقصد هنا بشار الأسد في سورية وعلينا بناء مبادرة سياسية ودبلوماسية فالحل لا يكون عسكرياً».

وأضاف: «في سورية، إذا كررنا ما فعلناه في العراق، فسنواجه المشاكل نفسها، سنسقط طاغية، ولكن سنخلق الفوضى التامة، والمجموعات الإرهابية ستنتعش».

وأردف عما سيفعله بشأن سورية لو انتخب رئيساً: «سأجمع كل العالم حول طاولة، ولن نذهب بعيداً كما ذهبت إيران وروسيا في أستانة، لأنه غير كافٍ»، مشيراً إلى «مبادرة سياسية حقيقية مع الأمم المتحدة والدول العربية وباقي الفاعلين الدوليين لإعادة الاستقرار إلى المنطقة».

ومن جديد، استبعد ماكرون، المتمسك بسياسة «لا يمين ولا يسار»، الدخول في أي «ائتلاف» مع اليمين أو الحزب الاشتراكي إذا ما انتخب رئيساً.

وأضاف ماكرون، في مقابلة مع صحيفة «لوفيغارو» المحافظة، «لكننا سنعيد في الأيام المقبلة إعادة صهر الحياة السياسية، التي ستشهد انضمام اشتراكيين وجمهوريين (حزب اليمين) إلى فريقي بصورة فردية».

انقسام يميني

في هذه الأثناء، ورغم دعوات المرشح، الذي خسر في الدورة الأولى فرنسوا فيون والرئيس السابق نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء السابق ألان جوبيه وعدد من زعماء اليمين التقليدي ناخبيهم للاقتراع في الدورة الثانية لمرشح الوسط إيمانويل ماكرون، لكن ناخبي اليمين منقسمون.

فالمعركة، التي قادها فيون في الدورة الأولى توجهت إلى اليمين المتشدد الذي كان الداعم الأساسي لترشيحه، وهذا ما ساهم بتقبل قسم من مؤيدي حزب «الجمهوريون» إمكان اقتراعهم للوبن مرشحة أقصى اليمين.

من جهة ثانية، فإن مؤيدي مرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلونشون، الذي يرفض حتى الآن الدعوة للاقتراع لماكرون في الدورة الثانية المقررة في السابع من مايو، رغم عداوته القوية لـ»الجبهة الوطنية» مصدومون، فقسم منهم غير متمسك بـ»الجبهة الجمهورية» التي تشكلت لقطع الطريق أمام وصول لوبن للرئاسة.

وتشير آخر استطلاعات الرأي إلى أن 33 في المئة من ناخبي اليمين مستعدون للاقتراع للوبن و48 في المئة لماكرون و19 في المئة سيمتنعون أو سيدلون بأوراق بيضاء.

أما مؤيدو مرشح اليسار الراديكالي فتشير آخر الاستطلاعات إلى أن 40 في المئة منهم سيقترعون لماكرون و19 في المئة للوبن و41 سيمتنعون عن الاقتراع.

تغريم بريطانيا

وبينما لم تنحصر المخاوف بشأن مستقبل الاتحاد الأوروبي بانتظار نتيجة الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس، أن بريطانيا ستضطر لأن تدفع ثمناً لخروجها من التكتل الأوروبي.

وأضاف هولاند: «يجب ألا يكون هذا الثمن عقابياً، لكن في الوقت نفسه، من الواضح أن أوروبا يجب أن تدافع عن مصالحها، وأن المملكة المتحدة ستكون لها مكانة أضعف غداً خارج أوروبا من التي تملكها اليوم داخل أوروبا».

وتعليقاً من الرئيس الفرنسي على إمكانية فوز مرشحة «الجبهة الوطنية» المعادية لليورو بالجولة الثانية من الانتخابات، أفاد بأن خروج فرنسا من التكتل «مجازفة» في حال فازت لوبن بالرئاسة.

33% من اليمين و19% من اليسار الراديكالي سيقترعون لزعيمة «الجبهة الوطنية»
back to top