واشنطن تفصل أنقرة وأكراد سورية... وموسكو لتوسيع الهدنة

• لافروف: مستعدون للتعاون مع أميركا
• اقتتال «جيش الإسلام» و«تحرير الشام» يتوسع ومقتل 100

نشر في 29-04-2017
آخر تحديث 29-04-2017 | 21:00
ناقلتا جند أميركيتان تصلان إلى بلدة الدرباسية بجوار الحدود التركية أمس الأول       (رويترز)
ناقلتا جند أميركيتان تصلان إلى بلدة الدرباسية بجوار الحدود التركية أمس الأول (رويترز)
بينما سعت واشنطن إلى الفصل بين تركيا وأكراد سورية، عرض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التعاون على واشنطن، تزامناً مع عرض مماثل قدمته تركيا لتوحيد الجهود من أجل تحويل الرقة إلى مقبرة لتنظيم "داعش" في حين كشفت طهران عن مقترح روسي لتوسيع الهدنة.
اعتبر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، أن تركيا والولايات المتحدة يمكنهما إذا وحدتا قواهما، تحويل الرقة، المعقل الرئيسي لتنظيم "داعش" إلى "مقبرة" له، ملوحاً بشن عملية ضد الأكراد في سورية، وذلك بعد أيام من قصف تركي على مناطق كردية سورية.

وفي كلمة ألقاها في إسطنبول، قبل أول لقاء له مع نظيره الأميركي دونالد ترامب منتصف مايو، قال إردوغان، إنه سيعرض عليه "وثائق" تثبت ارتباط وحدات حماية الشعب بحزب العمال الكردستاني، حتى يمتنع "أصدقاؤنا الأميركيون عن التحالف مع مجموعة إرهابية".

جاء ذلك، بالتزامن مع إعلان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جيف ديفيس وصول دوريات تابعة لها إلى الدرباسية على الحدود السورية- التركية في انتشار روتيني بالمنطقة الشمالية للعمل مع قوات سورية الديمقراطية (قسد)، التي تشكل وحدات الحماية عمودها الفقري، داعية كل الأطراف إلى العمل والتركيز على العدو المشترك وهو "داعش" في الرقة والطبقة، وألا يدخلوا في صراعات بالمنطقة.

وفي وقت سابق، أكد القيادي بوحدات حماية الشعب الكردية شرفان كوباني، عقب اجتماعه بمسؤولين من الجيش الأميركي في بلدة الدرباسية، أن قوات أميركية ستبدأ في مراقبة الوضع على الحدود في ظل التوتر وتبادل إطلاق النار والقصف مع الجيش التركي.

قصف تركي

وأثارت تركيا استياء واشنطن بعد أن قصفت الثلاثاء مقر قيادة لوحدات حماية الشعب الكردية في سورية، مما أوقع 28 قتيلاً على الأقل وشنّت غارة جوية في العراق على مجموعة موالية لها أسفرت خطأً عن مقتل ستة عناصر من قوات البشمركة العراقية.

وفي آخر عملية، أعلنت رئاسة الأركان التركية أمس، مقتل 49 مسلحاً بينهم أربعة قياديين وإصابة 90 آخرين تابعين لقوات وحدات الحماية الشعبية الكردية في سلسلة غارات على مواقع في جبل قره تشوك شمال شرق سورية، موضحة أن القصف شمل مناطق جبل سنجار العراقية، وأسفر أيضاً عن مقتل 40 مسلحاً من حزب العمال الكردستاني.

ووسط أنباء عن عرض أميركي للبحث عن بديل لرئيس النظام بشار الأسد لن يكون الغرب لديه مشكلة في التعامل معه، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، استعداد موسكو التمام للتعاون في حل الأزمة السورية مع الولايات المتحدة، التي نشرت قوات على خط التماس بين تركيا والوحدات الكردية في بلدة الدرباسية الحدودية، بمحافظة الحسكة.

وقال لافروف، خلال لقائه نظيره الأردني أيمن الصفدي في موسكو، "إننا نتوقع موقفاً مماثلاً من واشنطن، وأنه لا بد من توحيد الجهود بين روسيا والتحالف الدولي من أجل مكافحة الإرهاب في سورية".

وإذ أوضح لافروف أن مباحثاته مع نظيره الأردني تطرقت إلى مكافحة "داعش" و"القاعدة" في المناطق المتاخمة للأردن، إضافة إلى سير التحضيرات للجولة الرابعة من مفاوضات أستانة، أمل نائبه ميخائيل بوغدانوف أن تشارك جميع فصائل المعارضة في المحادثات المقررة في عاصمة كازاخستان يومي الثالث والرابع من مايو.

وفي الذكرى السنوية العشرين لتوقيع اتفاقية حظر الأسلحة الكيمياوية، جدد نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر التأكيد على أنه لن يتم التسامح مع استخدام هذه الأسلحة، خصوصاً بعد الهجوم المروع لنظام الأسد في خان شيخون، معرباً عن القلق إزاء الثغرات والتضاربات والتناقضات في إعلان سورية انضمامها للاتفاقية وتدميرها لمخزونها.

قبل ذلك، أكد المدير العام للمنظمة أحمد أوزومكو استخدام الأسلحة السامة أكثر من 45 مرة في سورية، بدءاً من الجزء الثاني من العام الماضي حتى الرابع من أبريل الجاري، مبيناً أن نتائج فحوصات أجريت على عينات مرفقة بتقارير أثبتت بما لا يقبل الجدل أن العينات المأخوذة من الضحايا أظهرت استخدام غاز السارين أو مواد مماثلة أخرى.

اقتتال الفصائل

وعلى الأرض، تواصل لليوم الثاني على التوالي، الاقتتال الداخلي بين فصائل الغوطة الشرقية بريف دمشق، والذي أسفر عن مقتل نحو 100 وسط تصاعد الاتهامات والوعيد.

وتركزت الاشتباكات الدائرة بين "جيش الإسلام" من جهة و"هيئة تحرير الشام وفيلق الرحمن" من جهة أخرى بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة في مدن وبلدات حزة وعربين والأشعري.

ووجهت "تحرير الشام"، في بيان على قناتها في "تلغرام"، اتهاماً إلى "جيش الإسلام" بـ"الغدر" وتصفية أسراها، واقتحام البيوت في الغوطة الشرقية دون مراعاة للأعراض والنساء، وهددته بالمعاقبة والمحاسبة على ذلك، مشيرة إلى أن عناصره حاصروا مقراتها في عربين ومحور الأشعري في الغوطة الشرقية، وقاموا بتصفيات ميدانية للأسرى، وقنص وقتل المارة من عوام الناس.

استفادة النظام

وبينما أشارت الهيئة إلى أن "جيش الإسلام" لم يوافق على المشاركة في المعارك الأخيرة في الغوطة الشرقية وتعلل بأنه يحضر لمعركة ضد النظام، استغلت قوات الأسد الصراع للسيطرة على أجزاء من الغوطة الشرقية بعد أن تقلصت المساحات، التي تسيطر عليها لنحو الثلث في النصف الثاني من العام الماضي.

وخلال الاقتتال هاجمت الحكومة السورية والقوات الموالية لها حي القابون الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة شمال غربي الغوطة الشرقية براً وجواً أحرزت تقدماً بسيطاً فيه أمس الأول.

وفي ختام زيارته إلى موسكو، أكد وزیر الدفاع الإيراني العميد حسین دهقان، أنه تم الاتفاق قبل أيام مع نظيريه الروسي سيرغي شويغو والسوري العماد فهد الفريج، على هامش المؤتمر السادس للأمن الدولي، على العمل لتوسیع الهدنة ودراسة مشروع أعده الروس أخیراً حولها، مؤكداً أن الهدف هو إبعاد مناطق الاشتباكات ونیران المدفعیة لتوفیر إمكانیة تقدیم الإغاثة للمدنيين، شريطة "أن لا تشكّل فرصة للإرهابیین لإعادة تنظیم وتقویة أنفسهم واستعادة روحهم المعنویة المنهارة"، بحسب وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إرنا".

منظمة حظر «الكيماوي» تحقق في 45 هجوماً والإدارة الأميركية لن تتسامح مع مستخدميه
back to top