مؤسسة الكويت للتقدّم العلمي تنشر الثقافة العلمية والتكنولوجية

• تقدّم مجموعة إصدارات عن الجغرافيا والبيئة والطيور بالكويت

نشر في 30-04-2017
آخر تحديث 30-04-2017 | 00:00
تهدف مؤسسة الكويت للتقدم العلمي إلى رصد دولة الكويت جغرافياً وبيئياً إضافة إلى رصد الكائنات الحية المتنوعة التي تعيش على أرضها.
تقدم مؤسسة «الكويت للتقدم العلمي» مجموعة إصدارات قيمة جداً تعنى بنشر الثقافة العلمية والتكنولوجية لقراء اللغة العربية، وتتنوع لتشمل الجغرافيا أيضاً، إذ يتضمّن كتاب «أطلس دولة الكويت من الصور الفضائية» معلومات قيمة جداً مدعمة بوثائق معتمدة، وشارك في تحريره د. فاروق الباز ود. محمد عبد الرحمن الصرعاوي، وأشرف عليه د. علي عبد الله الشملان، وهو من إعداد مركز «الاستشعار عن بعد»، جامعة بوسطن.

ويسعى الإصدار إلى تعميق فهم المتلقي للكون من جوانب عدة، لا سيما عقب التوسع في اكتشاف الفضاء من الصور الملتقطة للأرض من المنصات الفضائية، المأهولة وغير المأهولة، إذ يعد هذا الاكتشاف أحد أهم أحد النتائج الملموسة للبرامج الفضائية. فاتساع الصور وتفرد المنظور الذي تلتقط منه يتيحان إبراز الشكل العام للأقاليم ورسم تضاريسها السطحية بشيء من التفصيل. من هذا المنطلق، تعرض مؤسسة «الكويت للتقدم العلمي» هذه المجموعة من الصور الملتقطة بواسطة الأقمار الصناعية، التي تبين الخصائص البيئة لدولة الكويت معززة بالبيانات وبمقالات موجزة أعدّها خبراء متخصصون في هذا المجال.

حياة الطيور

عن حياة الطيور، تقدّم المؤسسة إصداراً بعنوان «طيور العالم»، وفي التقديم له يقول البروفسور كريستوفر بيرنز من «معهد إدوارد غراي لعلم الطيور الحقلي»: «الطيور أكثر مجموعات الحيوان شعبية، فالناس يخرجون لمراقبتها أكثر مما يفعلون لمراقبة اللبونات. ولعلنا نجد هذا الأمر مثيراً للدهشة حين يتفكر المرء في أننا من اللبونات. مع ذلك فنحن ثدييات غير عادية بالأحرى، ذلك لأننا نعتمد في إدراكنا العالم على السمع والبصر أساساً في الحد الأدني، في حين أن ثدييات كثيرة تعتمد إلى حد أقل على البصر وإلى حد أكبر على حاسة الشم، وهي حاسة لا نبلي فيها بلاء حسناً بالمقارنة مع معظم اللبونات الأخرى، وعلاوة على ذلك يبدو أن غالبية الثدييات مصابة بالعمي اللوني إلى حد كبير في حين أننا نبصر الأشياء بألوانها بدرجة جيدة».

عن حياة الطيور، تقدّم المؤسسة إصداراً بعنوان «طيور العالم»، وفي التقديم له يقول البروفسور كريستوفر بيرنز من «معهد إدوارد غراي لعلم الطيور الحقلي»: «الطيور أكثر مجموعات الحيوان شعبية، فالناس يخرجون لمراقبتها أكثر مما يفعلون لمراقبة اللبونات. ولعلنا نجد هذا الأمر مثيراً للدهشة حين يتفكر المرء في أننا من اللبونات. مع ذلك فنحن ثدييات غير عادية بالأحرى، ذلك لأننا نعتمد في إدراكنا العالم على السمع والبصر أساساً في الحد الأدني، في حين أن ثدييات كثيرة تعتمد إلى حد أقل على البصر وإلى حد أكبر على حاسة الشم، وهي حاسة لا نبلي فيها بلاء حسناً بالمقارنة مع معظم اللبونات الأخرى، وعلاوة على ذلك يبدو أن غالبية الثدييات مصابة بالعمي اللوني إلى حد كبير في حين أننا نبصر الأشياء بألوانها بدرجة جيدة».

تطوّر الحواس

يستطرد بيرنز في الحديث عن هذه الحواس مؤكداً أنها تتفق بطبيعة الحال مع احتياجات الكائن الحي المعني، إذ تطوّرت بواسطة الطبيعية، فثدييات كثيرة تعيش تحت الأرض أو تكون نشطة أساساً بعد حلول الظلام عندما لا تكون للبصر فائدة كبيرة، خصوصاً رؤية الألوان، بينما تغدو لحاسة الشم أهمية قصوى. وخلافاً لمعظم الثدييات باستثناء الإنسان، تتصف الطيور بأنها نهارية النشاط، وبما أنها تطير فلا بد لها من نظام إنذار مبكر ومناسب ينذرها بوجود أجسام مقتربة. لذلك تتميز بقوة إبصار جيدة، وتعمل قدرتها على تمييز الألوان على تعزيز هذا الإدراك ويساعدها في البحث عن الطعام. والسمع حاسة مفيدة جداً في التواصل، خصوصاً في الأحراش الكثيفة حيث لا يتيسر للطيور دائماً البقاء على اتصال مرئي مع الطيور الأخرى.

وحول تطور حاسة السمع لدى الطيور يشير إلى أن هذه الكائنات طوّرت حاسة السمع مع الجهاز المرسل المناسب وهو الصوت، إلى درجة عالية، فأنواع كثيرة تتواصل مع بعضها بعضاً إلى حد كبير بواسطة الصوت، وقد يغدو تغريدها شديد التعقيد، وقد يكون لبعضه وقع جميل جداً على مسامعنا، وخلّد بعض الشعراء مثل بيرسي بيش شيلي ووليام وردزورث تغريد القبرة والعندليب.

في ما يتعلق بحاسة الشم لدى الطيور، يوضح أن معظم الطيور لا يحتاج إلى حاسة شم متطورة كثيراً بما أنها أقل نفعاً للكائنات السريعة الحركة في الهواء، لذلك تعتمد غالبية الطيور على البصر مثل حالنا، فيما يشكل الصوت حاستها الثانية، والرائحة حاستها الثالثة الضعيفة. وضمن هذا السياق يتابع بيرنز: «ليست مراقبة الطيور أمراً ممتعاً فحسب، بل ولأننا نعرف أكثر عن عالم الطيور نجد دراستها أيسر سبيلاً في هذا السياق من دراسة الثدييات، وقد استقينا كثيراً من المعارف العلمية، خصوصاً في حقلي السلوك وعلم البيئة من خلال رصد الطيور وملاحظتها، وعلينا مع ذلك أن نحرص على عدم السقوط في الفخ، ففي إدراكنا بعض جوانب عالم الطيور لا يصح لنا الافتراض بأننا نرى بالضرورة تلك الأشياء كما تراها الطيور، فتغريد الطيور الذي نعده جميلاً على سبيل المثال لا يلزم بالضرورة أن يكون جميلاً عند الطيور، فللتغريد بالنسبة إليها وظيفة تعمل على تمييز أفراد النوع الواحد، وتغريد ذكر الطيور ربما لا تجده الذكور الأخرى جميلاً بقدر ما تعده تهديداً».

أثر المبيدات

وعن أثر المبيدات المستخدمة لمكافحة بعض الأوبئة، قال: «أثبتت التأثيرات البشرية الأكثر لطفاً على الطيور أنها تحقق لنا النفع، فقد حفّز التدهور في أعداد طير الباز «الشاهين» وطيور جارحة أخرى الدراسات التي أظهرت مخاطر استخدام المبيدات الواسعة الانتشار، وكيف تراكمت المواد السامة في أجسام الحيوانات حتى بلغت مستويات خطرة، في حين أننا غير محصنين من تراكم مستويات مرتفعة من هذه المركبات الخطرة داخل أجسامنا».

وأردف: «دفعت هذه الدراسات عن الطيور إلى وضع قيود على استخدام مواد كيماوية معينة، وإلى فرض رقابة أشد على طرح مواد جديدة. غير أن هذا الدرس بقدر أهميته لم يجر الالتفات إليه كلياً، فدول نامية عدة لم تضع بعد الضوابط اللازمة لتفادي مشاكل التلوث الرئيسة، ولا يزال كثير من الناس بطريقة ما ينظرون إلى المبيدات على أنها تقتل الكائنات الحية التي لا نرغب فيها وإنها ليست ذات تأثير على الكائنات الحية التي نريد بقاءها، أو على أنفسنا. ليت الحياة كانت بمثل تلك البساطة! فغالبًا ما تكون النتيجة غير متعمدة ولكن خطرة رغم ذلك كله، كما هي الحال مع الشاهين. وفي الهند ظهر تراجع في أعداد ثلاثة أنواع من النسور بنسبة %98 على الأقل على مدى عقد ونصف عقد من الزمن، واتضح أن السبب يعود إلى دواء «دايكلوفيناك» البيطري المستخدم في علاج الماشية. وفي حين أن النسور قد لا تتصدر قائمة الطيور المفضلة عند الجميع، فإنها تتصدّر قائمة الطيور المهمة بيئياً على الأرجح، خصوصاً في الهند، إذ وفقاً لمعتقد الأفراد قد تكون النسور حانوتي الموتى أو قمّام الأبقار النافقة، وقد تسبب غيابها في مشكلة اجتماعية حادة في الحالة الأولى، وأدى إلى ارتفاع مفاجئ في قطعان الكلاب الضارية الخطرة في الحالة الثانية».

ويختم بيرنز: «يتيح لنا الكتاب أن نفهم المشاكل التي تواجهها الطيور اليوم فهماً أفضل، وأن نميز الأنواع، ويدفعنا إلى معرفة أحوالها معرفة أوسع، ونأمل بأن يحقق فهماً وتقديراً أكبر لعالمنا ودعماً أنفع لإنقاذ البيئة، فالطيور وكوكبنا في حاجة إلى اهتمامنا».

حياة فطرية تمتاز بالجمال

من الإصدارات الأخرى المهمة مجموعة كتب من بينها، «المسار الزمني للتقدم التكنولوجي» وإصدارات أخرى عن الحشرات في دولة الكويت، ترصد التنوع الإحيائي الهائل لحشرات الكويت لذلك حرصت المؤسسة على التوثيق والتسجيل كي تعي الأجيال المقبلة أهمية ما حبا الله الكويت من حياة فطرية تمتاز بالجمال والأهمية للمحيط الحيوي. وترصد «الموسوعة الميسرة لحشرات دولة الكويت» بأجزائها السبعة الحشرات الموجودة منذ عام 1980 حتى اليوم، لتكون هذه المجموعة الحشرية مرجعاً للباحثين والهواة. ويتضمّن الإصدار مجموعة كبيرة من الصور لهذه الكائنات، ويتناول كل جزء من الأجزاء الأسماء العلمية للأنواع المنتمية إلى المجموعة وأماكن جمعها في دولة الكويت، ونبذة بسيطة عن حياتها ومصدر غذائها وأهميتها الاقتصادية. وكل جزء يحتوى على المخطوطة ذاتها والرسوم والأشكال التوضيحية باللونين الأبيض والأسود والرسوم الملونة لكل نوع من أنواع الحشرات المذكورة في المخطوطة.

في الإصدارات تعرض المؤسسة صوراً ملتقطة بواسطة الأقمار الصناعية

عن حياة الطيور أصدرت المؤسسة «طيور العالم» بتقديم البروفسور كريستوفر بيرنز
back to top