هل يعود الحراك بلغة أخرى؟!

نشر في 29-04-2017
آخر تحديث 29-04-2017 | 00:09
 محمد خلف الجنفاوي الحراك لا يحدث إلا في الشعوب الحية، وهو سياق طبيعي لممارسة قديمة تخبو وتشع، وهو طريقة لأي تطور سياسي أو حتى مطلبي يريد الوصول إلى مبتغاه وهدفه الأساسي.

وبرأيي المتواضع حان وقت طرح مشروع الأحزاب ذات البرامج الواضحة التي تتشكل من عدة أفكار وانتماءات مجتمعية، فالخلل يكمن بين دولة المؤسسات والتحديث الشامل من جهة، وفكر الدولة التقليدية المتمثلة بـ"القبيلة والطائفة والعائلة" من جهة أخرى.

وفكرة الحكومة الشعبية أو المنتخبة يتفق معها البعض، فيرى فيها الحل لتطوير العملية السياسية، ويختلف معها آخرون فيرون أن المجتمع ما زال تقليدي الفكر قبليا وطائفيا وعائليا، وهنا يأتي دور النخبة لتقريب الرؤى ودعم فكر الإصلاح. وأي فكرة أو تطوير لا بد أن يواجههما عقبات، وحلها ليس بالانتظار بل بتقديم مشروع قابل للتنفيذ، من خلال عقول تطرح لغة المواطنة ودولة القانون والمساواة... إلخ.

والمجتمع الذي ينطوي للداخل يتأكسد سياسيا ومجتمعيا، وترتفع فيه العنصرية في عالم لم يعد غرفة صغيرة، بل أصبح محمولاً بين أصابع أي شخص، بعد أن ذهبت أخبار القناة الوحيدة وصحيفة النظام أدراج الرياح. والثابت الوحيد في هذا العالم هو التغيير ذاته، وفي الكويت ليست القضية خلافا مع نظام مر خلال ٣٥٧ سنة بعواصف ومآسٍ آخرها الغزو العراقي، بل في التنفيذ، والدليل توحده مع المعارضة في منطقة لم تتعود على اختلاف الرأي مع السلطة، وهذا ما غاب عمن مارس الغدر بالغزو، وانتهى، ولله الحمد، حكمه ونظامه الذي لم يظن أنه سيسقط بهذه الطريقة المدمرة على صخرة اسمها الكويت.

فالديمقراطية لغة فكر لا لغة تناحر وبطولات وهمية وطرح العنصري، لذلك يجب أن نأخذ العبرة، حتى لا تضيع الثروات والموقع الجيوسياسي والتاريخ في لحظات تتغلب فيها أفكار العنصرية والتطرف.

وما عبر عنه النائب السابق مسلم البراك، الذي نهنئه بخروجه، في خطابه واقعي وعقلاني، فطالب بحوار غير مشروط لأي طرف لتطوير العملية السياسية كفكرة الأحزاب ذات البرامج الواضحة كمثال لحل مشكلة كبيرة، فهل يعود الحراك إلى سابق عهده، أم يتبع لغة جديدة؟

وفي الختام أقول إن الحرية أسمى إذا كانت مسؤولة، وإذا هبت رياحك فاغتنمها.

back to top