Queen of Desert... فيلم مخيّب للآمال بتوقيع ويرنر هيرزوغ

أعدّ المخرج الألماني ويرنر هيرزوغ ذات مرة فيلماً كان ممثلوه كلهم تحت تأثير التنويم المغناطيسي. شكّل هذا العمل، الذي حمل العنوان Heart of Glass، محاولة تأمل في محاور هذا المخرج المفضلة: الجنون، والواقعية، والأصالة. ولا شك في أن هذا هو نوع التجارب الغريبة والمبدعة الذي تتوقّعه من مخرج أعمال مبتكرة ومجنونة مثل Aguirre, the Wrath of God،

وStroszek، وGrizzly Man.

قبل بضع سنوات، يبدو أن هيرزوغ رسم لنفسه تحدياً آخر: هل يستطيع إخراج فيلم تاريخي من أفلام هوليوود؟ فيلم يضمّ نجوماً بارزين، ومشاهد طبيعية مميزة، وموسيقى تصويرية مذهلة؟ حملت هذه التجربة العنوان Queen of Desert وشاركت فيها نيكول كيدمان في دور غيرترود بيل، كاتبة بريطانية جابت الشرق الأوسط خلال الحرب العالمية الأولى وساهمت في صوغ حدود المنطقة العصرية. ولكن مهما كان هدف هيرزوغ من هذا العمل، جاءت النتيجة مفاجئة: بعد هذه السنين كافة، أعدّ هذا الكاتب والمخرج المبدع فيلماً بالغ السوء.

كان Queen of Desert يقبع على الرف منذ بضع سنوات، والسبب واضح. يكاد حضور كيدمان، التي تبدو نبيلة بالقدر الملائم، أن يقنعنا أننا نشاهد فيلماً متقناً. ولكن سرعان ما يتضح لنا أن ثمة خطباً ما. لا نعلم ما الذي شدّ بيل إلى الشرق الأوسط ولماذا. وعندما تصل، تقع في الحال في حب هنري كادوغان، وهو دبلوماسي قليل الشأن.

يبدو كادوغان شخصية عادية يؤديها جيمس فرانكو بلهجة تُعتبر بعيدة عن البريطانية بقدر برغر «ماكدونالدز».

رجل مجنون

يبدو توماس إدوارد لورنس (روبرت باتنسون)، في الفيلم رجلاً مجنوناً عكر المزاج يتنقل في موقع البتراء الأثري. ربما الهدف من هذه الشخصية تقويض الصورة المميزة التي قدمها بيتر أوتول في Lawrence of Arabia، إلا أنها تظل مثالاً جلياً على سوء اختيار الممثل أو سوء الإخراج.

ماذا حدث في هذا العمل؟ يتمتع هيرزوغ بحس فكاهة غريب إلى درجة أن فيلمه هذا يُعتبر أقرب إلى دعابة سخيفة. أما التفسير الآخر فيقوم على أن هيرزوغ، هذا المخرج- الفيلسوف الذي يميل بطبيعته إلى الأساطير والشاعرية، لا يبرع في تصوير تفاصيل الحب، والسياسة، والتاريخ البسيطة. وسواء كان ذلك متعمداً أو لا، يؤكد Queen of Desert على الأقل أن هيرزوغ يظل متقلباً دوماً.