هل ينجح اتفاق «أوبك» في الوصول بالأسعار إلى 60 دولاراً؟

نشر في 27-04-2017
آخر تحديث 27-04-2017 | 21:00
 منظمة «أوبك»
منظمة «أوبك»
يبدو أن منظمة «أوبك» وشركاءها في اتفاق خفض الإنتاج يستعدون لاتخاذ قرار بتمديد الاتفاق الحالي، إلى ما بعد يونيو القادم، خلال اجتماعهم المقرر عقده الشهر المقبل، وذلك بحسب تقرير نشره موقع «أويل برايس».

والسؤال الذي يحاول أغلب محللي ومراقبي السوق الآن الإجابة عنه، هو إلى أي مدى ستؤثر تلك الخطوة على الأسعار المستقبلية للخام، وهل سيسهم ذلك في دفع الأسعار إلى المستوى الذي تأمله «أوبك»؟

تأثير كبير ولكنه مؤقت

مع الإعلان عن اتفاق «أوبك» لأول مرة في نوفمبر الماضي ارتفعت أسعار الخام إلى مستوى 50 دولاراً للبرميل، وظلت أسعار الخام حول ذلك المستوى لبضعة أشهر.

كان أثر الاتفاق، الذي تمتع بتغطية ضخمة وشاملة من وسائل الإعلام الرئيسية لشهور، كبيراً، ولكن في نفس الوقت كان مؤقتا.

تسببت بيانات المخزونات الأميركية في تراجع أسعار الخام خلال فبراير، وظلت تتأرجح صعوداً وهبوطاً حتى حصلت على دفعة قوية بعد قيام الولايات المتحدة بشن ضربة صاروخية على سورية.

ومما لا شك فيه، أن «أوبك» تأمل أن يكون لقرار تمديد التخفيضات تأثير أكثر دواماً، لأن ذلك من شأنه أن يحقق استقرارا حقيقياً في الأسواق، وربما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الخام إلى 60 دولاراً للبرميل.

كان تأثير الجولة الأولى من التخفيضات قد تعثر جزئياً بسبب ارتفاع الإنتاج في الربع الأخير من عام 2016.

الأمر قد يستغرق وقتاً

ارتفعت أيضاً المخزونات الأميركية من الخام في أوائل عام 2017، على الرغم من انخفاض مخزونات دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وفقاً لبيانات وكالة الطاقة الدولية، وهو ما يدل على التأثير الذي أحدثته تخفيضات أعضاء «أوبك» البالغة 1.8 مليون برميل يومياً، على الرغم من معدل الامتثال المنخفض من جانب الدول غير الأعضاء.

وكان من المتوقع أن تنخفض المخزونات الأميركية من الخام، وهو مما يعزز من مستويات الأسعار على المدى القصير، ولكن بدلاً من ذلك، دفعت مخزونات البنزين التي ارتفعت بشكل غير متوقع أسعار الخام إلى أدنى مستوى لها في أسابيع خلال منتصف أبريل.

المخزونات الأميركية تستمر حالياً في التراجع، الأمر الذي قد يجعل لقرار «أوبك» بتمديد الاتفاق تأثيرا مضاعفا، ولكن رغم ذلك، قد لا يحدث هذا بشكل فوري يُمكن المنظمة من الوصول بأسعار الخام إلى المستوى المنشود في يونيو.

ويرجع ذلك إلى تسبب المستويات الضخمة للإنتاج من قبل منتجي «أوبك» خلال الربع الأخير من العام الماضي، أو من قبل منتجين من خارجها في أوائل 2017، في معادلة التأثير التراكمي للتخفيضات.

هل تغيرت أساسيات السوق؟

أعرب الكثير من المحللين عن تفاؤلهم حول الأسعار المستقبلية للخام، حيث توقع محللو «غولدمان ساكس» و»سيتي غروب» ارتفاع أسعار النفط قريباً إلى مستوى يقترب من 60 دولاراً.

ويرى «غولدمان ساكس» أن الانخفاضات الأخيرة التي شهدتها أسعار الخام ترجع إلى عوامل قصيرة المدى، وأن أساسيات السوق تشير إلى استمرار انخفاض حجم المعروض.

شعور «غولدمان ساكس» بأن الانخفاضات الأخيرة في الأسعار تعود إلى عوامل المضاربة قصيرة الأجل، يجب أن يعطي المستثمرين والمحللين سبباً للتفاؤل.

الانخفاض الحاد الذي شهدته أسعار الخام الأسبوع الماضي، جاء على خلفية ارتفاع عدد منصات التنقيب عن النفط الأميركي بأكثر من المتوقع، وشكوك حول التزام روسيا بالتمديد المحتمل لاتفاق خفض الإنتاج.

يمكن أن يتم تفسير هذه التحركات على أنها استجابة عاطفية من الأسواق، وليس كعلامة مؤكدة على تغير أساسيات السوق.

back to top