«معالجة مياه الصرف الصناعي في الوطن العربي»

يعتبر علم «مياه الصرف الصناعي» من العلوم الحديثة، وقد بدأت الدول العربية في الربع الأخير من القرن العشرين الاهتمام الجدي بهذا الملف الذي لا بدّ من تفعيله لِما له من آثار اقتصادية واجتماعية وصحية على البيئة التي يعيش داخلها الإنسان.

ولأن موضوع المياه يعتبر من القضايا الهامة جداً في العالم عموماً وفي الوطن العربي خصوصاً، خصص الدكتور المهندس عبد الله صغير كتاباًحول «معالجة مياه الصرف الصناعي في الوطن العربي» (الدار العربية للعلوم ناشرون)، يقدم خلاله خلاصة خبرته العلمية والمهنية في هذا المجال، وذلك عن طريق التركيز على الأمثلة العملية والتجارب الحيويّة وبعض الصناعات الواسعة الانتشار في الوطن العربي.

يعتبر المؤلف أن المشكلة لا تكمن في الاستهلاك الكبير للمياه للأغراض الصناعية، فحسب، بل إن قسماً كبيراً من هذه المياه يعود إلى البيئة كمياه صرف صناعي ملوثة تسبب أضراراً اقتصادية وبيئية وصحية وجمالية، وتعاني البلدان العربية وبلدان العالم الثالث من مشكلة التلوث بمياه الصرف الصحي والصناعي خصوصاً في العقدين الماضيين، ما انعكس سلباً على الصحة العامة، ولذا تشدد البلدان في القرن الحادي والعشرين على ضرورة تطبيق المعايير السليمة في المنشآت الصناعية...

يرى أن تركيز الملوثات في مياه الصرف الصناعي تختلف من صناعة إلى صناعة ومن منشأة إلى أخرى، ضمن الصناعة الواحدة، ومن وقت إلى آخر ضمن المصنع الواحد، وأن هذا الاختلاف يشكل تحدياً لمهندسي وفنيي معالجة المياه ليعتمدوا طرقاً وتكنولوجيات نوعية لمعالجة مياه الصرف الصناعي، واعتماد هذه الطرق كجزء من الإدارة البيئية.

يتألف الكتاب من عشرة فصول (نظرية – تطبيقية)، تبدأ بمقدمة عامة عن مصادر المخلفات الصناعية وخصائصها؛ ومقدمة عامة عن ميكروبيولوجيا معالجة مياه الصرف الصحي، مروراً بالمعالجة البيولوجية المتقدمة لمياه الصرف الصحي؛ والمعالجة الابتدائية لمياه الفزيوكيميائية لمياه الصرف الصناعي، وتمتد لتشمل الملوثات الموجودة في مياه صرف بعض الصناعات وطرق معالجتها، وتسلط الضوء على أهم الصناعات المنتشرة في البلدان العربية وطرق معالجتها ومنها «المنصرفات السائلة الناتجة عن المسلخ الفني في محافظة حلب».

يستفيد من هذا الكتاب الطلاب في الجامعات والمهندسون وأصحاب القرار وغيرهم من ذوي الشأن العلمي والمعرفي.