فرنسا تفنّد استخدام الأسد لـ «السارين» في إدلب... وحرب شوارع بالطبقة

عرض وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت، اليوم، تقريراً استخبارياً يتهم نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالوقوف وراء الهجوم الكيماوي في خان شيخون بريف إدلب الذي أوقع 100 قتيل بينهم 31 طفلا في الرابع من أبريل الجاري.

وقال آيرولت، إثر اجتماع لمجلس الدفاع عرض خلاله التقرير الذي تضمن نتائج تحاليل أخذتها أجهزة الاستخبارات الفرنسية من قذيفة لم تنفجر بعد الهجوم، وقامت بتحليل مضمونها، «لا شك في أنه تم استخدام غاز السارين. ولا شكوك إطلاقا حول مسؤولية النظام بالنظر إلى طريقة تصنيع السارين المستخدم».

وأوضح الوزير الفرنسي إن التقرير، الذي أعد بالاستناد إلى عينات وتحاليل قامت بها الأجهزة الفرنسية، يؤكد «من مصدر موثوق أن عملية تصنيع السارين مطابقة للأسلوب المعتمد في المختبرات السورية. والطريقة تحمل توقيع النظام، وهذا يتيح لنا تحديد مسؤوليته في الهجوم».

وحددت الاستخبارات الفرنسية مسؤولية النظام من خلال الاستناد الى طريقة تصنيع الغاز المستخدم ومقارنته مع عينات من هجوم في عام 2013 على مدينة سراقب في محافظة إدلب نسب الى النظام. وصرح آيرولت: «بوسعنا التأكيد أن السارين المستخدم في 4 أبريل هو نفسه المستخدم في الهجوم على سراقب في 29 أبريل 2013».

وجاء في ملخص التقرير، الذي تضمن عناصر تم رفع السرية عنها، أنه تم العثور في الحالتين على مادة هيكسامين المثبتة، وأن «أسلوب التصنيع هو نفسه الذي طوره مركز الدراسات والبحوث العلمية في سورية لمصلحة النظام».

ضربة الشعيرات

وبعد الرد الأميركي في 5 أبريل على الأحداث المأساوية في خان شيخون، أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، اليوم، أن الضربة الصاروخية لقاعدة الشعيرات الجوية في ريف حمص شكلت تهديدا خطيراً لحياة العسكريين الروس المنتشرين في سورية.

وحذر شويغو من أن الجماعات الإرهابية تستغل عدم التنسيق مع النظام، مؤكدا استحالة القضاء عليها إلا بجهود موحدة من قبل الدول المعنية كافة.

ودعا شويغو الى تشكيل تحالف دولي للقيام بمهمة نزع الألغام بمشاركة مؤسسات تجارية خاصة وإقامة صندوق خاص لتمويل هذه المهمة، مناشداً المجتمع الدولي إيلاء أهمية «للوضع الإنساني الكارثي».

مصير الأسد

إلى ذلك، نقل ممثل روسيا لدى الأمم المتحدة بيتر إيليتشيف عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قوله لسفراء مجلس الأمن خلال مأدبة غداء اليوم الأول في البيت الأبيض إن مستقبل الأسد لا يشكل «عقبة» أمام إنهاء النزاع.

وأوضح إيليتشيف أنه بالنسبة إلى دونالد ترامب، الذي وصف الأسد بأنه «جزار»، فإن «بقاء الأسد أو رحيله ليس مهما. المهم هو العملية السياسية ووقف إراقة الدماء والأعمال القتالية، وعندئذ الشعب سيقرر».

من جهته، أشار السفير البريطاني ماثيو رايكروفت إلى أن فهمه لسياسة ترامب في سورية يتمثل في «إنهاء النزاع في أسرع وقت ممكن»، وأن ذلك يشمل «مناقشات سياسية تؤدي إلى عملية انتقال لا يبقى الأسد من بعدها في السلطة».

الضربات التركية

على صعيد مواز، أعرب الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، مارك تونر، اليوم الأول عن قلق واشنطن العميق من الضربات الجوية التركية للفصائل الكردية في الحسكة شمال شرق سورية، وكذلك في منطقة سنجار شمال غرب العراق، من دون تنسيق مناسب معها أو مع التحالف الدولي، مؤكدا أن «المعركة معقدة للغاية، ونحن ندرك ذلك».

وفي حين تطرقت وزارة الدفاع (البنتاغون) الى الحادث بحذر، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، خلال زيارته لأوزبكستان، أنه «قبل ساعتين من هذه العملية، وكما تنص عليه اتفاقاتنا، تقاسمنا المعلومات مع الولايات المتحدة وروسيا»، مضيفا: «في الأسابيع الماضية، أبلغنا أصدقاءنا الأميركيين وحلفاءنا عبر القنوات العسكرية والدبلوماسية بأننا سنشن عملية في هذه المنطقة».

وغداة إعلانها مقتل نحو 70 عنصراً من حزب العمال الكردستاني في العراق وسورية، أعلنت رئاسة الأركان التركية، اليوم، عن ضربات جديدة ضد مواقعه في منطقة الزاب بشمال العراق.

تهجير وهجوم

ومع تجمع المئات من المدنيين والمقاتلين الموالين لدمشق في مقام السيدة زينب اليوم، لتشييع أكثر من خمسين قتيلا قضوا في تفجير استهدفهم قبل نحو أسبوعين خلال إجلائهم من كفريا والفوعة بإدلب، اتهم ائتلاف المعارضة إيران وميليشيات «حزب الله» بالعمل على تهجير سكان المزة وكفرسوسة، مقابل مبالغ مالية زهيدة. وفي الرقة، يستخدم «داعش» طائرات استطلاع مسيرة قادرة على إلقاء القنابل لإعاقة تقدم قوات سورية الديمقراطية (قسد) المدعومة أميركيا داخل مدينة الطبقة، بحسب مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن، الذي أوضح أن المعارك الدائرة منذ الاثنين في الجهة الغربية من الطبقة وفي القسم الجنوبي منها أشبه بحرب شوارع. وأوضح عبدالرحمن أنه رغم الغارات الكثيفة للتحالف الدولي وتشويش على جميع الاتصالات، تتقدم «قسد» ببطء داخل المدينة لاعتماد «داعش» على إرسال المفخخات والانتحاريين وتفجير ألغام زرعها سابقا، عدا عن إلقائه القنابل من طائرات الاستطلاع المسيرة «بهدف إعاقة تقدم خصومه وتشتيت قواهم».

هجوم وغليان

وفي حماة، شنت فصائل المعارضة هجوماً معاكساً على قرية المصاصنة والحواجز المحيطة بها في الريف الشمالي، بعد تمهيد مكثف بالمدفعية الثقيلة والصواريخ، تمكنت خلاله من استعادة السيطرة عليها بالكامل. وفي درعا، أعلنت غرفة عمليات «البنيان المرصوص» سيطرتها على 12 كتلة أبنية جديدة داخل حي المنشية في درعا البلد كانت تتحصن فيها قوات النظام. وفي حمص، يشهد السجن المركزي، المشهور بإضراباته واستعصاءاته خصوصا في رمضان الكريم، غليانا داخليا بسبب تزايد أنواع التعذيب وحرمان آلاف المعتقلين السياسيين من حقوقهم وتهديدهم بعقوبات تصل إلى إطلاق الرصاص.