كريستيانو رونالدو المتهم بالاغتصاب... هل يعرف الجمهور حقيقته؟

نشر في 27-04-2017
آخر تحديث 27-04-2017 | 00:06
قصدت امرأة أميركية الشرطة في لاس فيغاس وادّعت أن نجم كرة القدم كريستيانو رونالدو اغتصبها. لكن لم تتّضح حقيقة ما حصل لأن المحامين عملوا على تسوية القضية عبر حثّ نجم فريق ريال مدريد على دفع 375 ألف دولار.
• وُلِد رونالدو دوس سانتوس أفيرو (32 عاماً) في مدينة «فونشال» الواقعة في جزيرة «ماديرا» وتعمّد في كنيسة «سانتو أنطونيو» وأنعم عليه الله بموهبة كبيرة. يضع نجم كرة القدم العالمي الذي يلعب في فريق ريال مدريد المسبحة الوردية حول عنقه في إشارةٍ إلى إيمانه، ويقول إنه يشعر بأن الله إلى جانبه دوماً «أشعر بوجود من يوجّهني»، ويظهر في بعض الصور مع مسبحة بيضاء على اعتبار أن اللون الأبيض يرمز إلى البراءة!
تتذكر شابة قابلته في لاس فيغاس حبات تلك المسبحة البيضاء. أمضى لاعب كرة القدم عطلته هناك مع زوج شقيقته وأحد أنسبائه، وتعرّف إلى المرأة الأميركية عن طريق المصادفة خلال ليلة احتفالية طويلة وتبادلا الغزل.
«شبيغل» سلطت الضوء على فضيحة أسطورة كرة القدم.
في مرحلة معينة، وصلت تلك المرأة الجذابة إلى غرفة نوم داخل جناح في فندق «بالمز بليس». يذكر محضر الشرطة أن الحادثة وقعت في ساعات الصباح الأولى. بدورها، تصف سوزان ك. في رسالة كتبتها إلى رونالدو بعد أكثر من سنة على ذلك اللقاء الأحداث التي يُفترض أنها حصلت في غرفة النوم خلال تلك الليلة. تزعم أنه اغتصبها، وتُذكَر «المسبحة البيضاء» في منتصف الرسالة تقريباً: «انقضضت عليّ وكنت تضع المسبحة البيضاء حول عنقك!! ما سيكون رأي الله بما فعلتَه؟ ما سيكون رأي الله بك!».

تملك صحيفة «شبيغل» نسخة من رسالة سوزان ك. إلى رونالدو. إنها جزء من وثائق سرية قدّمها موقع Football Leaks إلى المجلة الإخبارية. تمتدّ الرسالة على ست صفحات تقريباً وتشمل اتهاماً غاضباً. لكن هل تكشف الأحداث التي وصفتها سوزان الحقيقة؟

تذكر وثيقة أخرى ادعاءات حول ما حصل في ساعات الصباح الأولى من 13 يونيو 2009 في الجناح رقم 57306. إنها نسخة من تسوية جرت خارج نطاق المحكمة بين سوزان ك. ورونالدو، واتضحت تفاصيلها بعد أشهر على تلك الليلة في لاس فيغاس وشارك فيها تسعة محامين على الأقل.

يشمل الاتفاق 11 بنداً ويجبر سوزان ك. على عدم مناقشة أي تفصيل عما حدث، وتوافق هي فيه على إسقاط التهم الجنائية كافة، فيما يجب أن يدفع رونالدو بموجبه 375 ألف دولار.

وثائق

تشمل الوثائق التي راجعتها صحيفة «شبيغل» مذكّرة تُفصّل ما قاله لاعب كرة القدم في إحدى المرات لمحاميه أوسوريو دي كاسترو عن ليلته في لاس فيغاس. تذكر أن رونالدو أقام علاقة جنسية مع سوزان ك. ثم خلد إلى النوم وعادت هي إلى الجاكوزي ولم تظهر عليها علامات انزعاج.

هل حصلت العلاقة الجنسية بالتراضي إذاً؟ هل حاولت سوزان ك. أن تخوض لعبة قذرة لاحقاً؟ هل كانت اللعبة متقنة لدرجة أنّ المحامين العاملين مع رونالدو قرروا ألا يأخذوا القضية إلى المحكمة وفضّلوا التوصل إلى تسوية؟ الأمر المؤكد أنّ سوزان ك. اتصلت بالشرطة في الساعة الثانية و16 دقيقة من بعد ظهر يوم الاعتداء المزعوم. تسجّل ذلك الاتصال في قسم شرطة لاس فيغاس وحصلت صحيفة «شبيغل» على نسخة مطبوعة منه. يشمل التقرير المحوسب رقم القضية الذي ذُكِر لاحقاً في التسوية بين سوزان ك. ورونالدو.

وَرَد سبب الاتصال تحت خانة «النوع» في التقرير المحوسب وحمل رقم 426 الذي يرمز إلى الاعتداءات الجنسية المُبَلّغ عنها. ذكر الشرطي الذي تحدّث إلى سوزان ك. أن المتصلة كانت تبكي وبدت مستاءة جداً ولم ترغب في الإفصاح عن اسم المعتدي المشبوه. قالت المتصلة إن الرجل المعنيّ «شخصية عامة» و«رياضي». وذكر الضابط أنها لم تكن استحمّت بعد الحادثة.

بعد الساعة الثانية والنصف بقليل، حضرت سيارة الشرطة إلى مكان إقامة سوزان ك. وأجرى الضباط اتصالات عدة بمقر الشرطة. ذكر ضابط هناك أن الضحية المزعومة أرادت أن تذهب إلى المستشفى كي تخضع لفحص الطب الشرعي الذي يثبت حصول الاغتصاب، وهو خاص بضحايا الاعتداءات الجنسية ويتطلب جمع مختلف الأدلة الممكنة وتصوير الإصابات.

قبل الساعة الرابعة عصراً بقليل، اصطحبت الشرطة سوزان ك. إلى «المركز الطبي الجامعي». يذكر التقرير المحوسب أن سوزان ك. قدّمت معلومات مبهمة عن الجريمة المزعومة في الساعة الخامسة و15 دقيقة. كان الموقع الذي تحدثت عنه عبارة عن فندق يقع «بالقرب من فلامينغو».

بلغت فاتورة الإجراءات التي خضعت لها في «المركز الطبي الجامعي» $2976.52 ولا تحدد الوثائق التي راجعتها صحيفة «شبيغل» العمليات التي يغطّيها ذلك المبلغ. كتبت سوزان ك. في رسالتها إلى رونالدو أنه أذى مستقيمها في تلك الليلة.

لا أحد يعرف ما إذا كانت سوزان ك. رفعت دعوى بعد فحصها في المستشفى. تشير الوثائق إلى أنها أبعدت نفسها عن الموضوع خوفاً من عواقبه المحتملة. ستعني محاكمة نجم عالمي شهير تجمّع مصوّري القنوات التلفزيونية أمام باب منزلها. ستنتشر حينها ادعاءات كثيرة وستضطر إلى تحمّل عناوين الصحف المرتبطة بها طوال حياتها حتى لو كانت النتيجة غير مؤكدة.

ربما لم تشأ سوزان ك. أن تُعرّض نفسها أو عائلتها لهذا الوضع. لكن يبدو أنها لم تكن تريد أن تُغلَق القضية أيضاً. لذا استعانت بالمحامية ماري س. (اسم مستعار) التي كانت تملك في تلك الفترة مكتباً صغيراً للمحاماة في جنوب لاس فيغاس. في منتصف شهر يوليو، تواصلت الأخيرة مع أحد محامي رونالدو في إنكلترا وكتبت له أنها تمثّل المدّعية في لاس فيغاس في القضية المرتبطة بلاعب كرة القدم، فنقل الرسالة إلى محامي رونالدو الآخر، كارلوس أوسوريو دي كاسترو، في البرتغال.

«ما هو موضوع القضية بحسب رأيك؟».

أجاب أوسوريو: «لا فكرة لديّ!».

في نهاية شهر يوليو، اتّضح أن القضية المرتقبة متفجّرة بمعنى الكلمة. شارك عدد من المحامين في القضية، من بينهم المحامي الذي يقيم في كاليفورنيا وسبق ومثّل عدداً كبيراً من المشاهير في المحاكم. ناقش محامو رونالدو أفضل طريقة للتعامل مع الوضع. كتب أحدهم في رسالة إلكترونية عن ضرورة أن يعاينوا الجناح في فندق «بالمز بليس» كي يحصلوا على فكرة عن مسرح الجريمة المزعوم.

في الوثيقة، يُستعمَل اختصار «السيدة ب.» للإشارة إلى سوزان ك. و«السيد د.» للإشارة إلى رونالدو. يذكر البند الثامن أن السيدة ب. توافق على كشف أسماء الأشخاص الذين أفصحت لهم عن ادعاء الاغتصاب وهوية السيد د. وتعترف أيضاً بعدم إفصاحها بمعلومات إضافية إلى أي أشخاص آخرين». ويذكر البند الحادي عشر: «يتعيّن عليها أيضاً أن تشهد بأنها مزّقت أو حذفت الوثائق الإلكترونية أو المكتوبة أو غيرها من مواد قدّمتها أو تلقّتها نتيجة الأحداث المزعومة».

ينصّ الاتفاق على ضرورة أن تردّ المال إذا خالفت البنود، وتغطّي أيضاً كلفة الأضرار التي تلحق برونالدو نتيجة لأي تصرف متهور.

وقّعت سوزان ك. وعدد من المحامين على الاتفاق في 12 يناير 2010. لكن لم يوقّع عليه رونالدو شخصياً، بل ناب عنه محاميه البرتغالي كارلوس أوسوريو دي كاسترو الذي يتولى الشؤون القانونية الخاصة بلاعب كرة القدم منذ سنوات.

«لا تعليق»

كانت الوثيقة تهدف إلى طمس الجدل السائد حول الأحداث التي وقعت في الجناح رقم 57306 في فندق «بالمز بليس» وإغلاق الملف نهائياً. لكن هل سيكون عدم توضيح خلافات واتهامات بهذا الحجم في المحكمة قراراً حكيماً؟ وهل ستكون النتيجة إيجابية عند تجاوز النظام القانوني وانسحاب الأطراف المعنيّة من القضية عبر دفع المال؟

حاولت صحيفة «دير شبيغل» أن تجري مقابلة مع سوزان ك. ومع عائلتها وأصدقائها ومحاميتها. لكن لم يكن أحد مستعداً للتكلم خوفاً من تداول الموضوع في عناوين الصحف. تعيش سوزان ك. التي تغيّر اسمها في هذه السطور لحمايتها في مجمع سكني في لاس فيغاس. تنتمي هذه المرأة الثلاثينية إلى عائلة من الطبقة الوسطى العليا ويقع منزل والديها في واحدة من أفضل مناطق لاس فيغاس.

كانت متزوجة في يونيو 2009، ثم تطلقت ولم يتّضح دور زوجها السابق في حياتها. لم يُذكَر اسمه في أي جزء من الوثائق التي تملكها «دير شبيغل». وحين اتصلت بها الصحيفة لمناقشة موضوع الرسالة والاتفاق مع رونالدو، راح صوتها يرتجف فقالت قبل إنهاء المكالمة: «لا تعليق».

بعد بضعة أيام، هربت بعدما أصابها الهلع خلال لقاء أمام شقتها. ينص البند الرابع من الاتفاق مع رونالدو على ما يجب أن تفعله إذا حاول طرف ثالث أن يتكلم معها عن أحداث يونيو 2009. بموجب ذلك البند، يجب ألا تقدّم أي جواب وأن تنصرف فوراً. يبدو أنّ جهة خفية تُوجّه حياتها!

يقع فندق «بالمز بليس» في وسط لاس فيغاس. يكلّف الجناح 57306 الذي أقام فيه رونالدو نحو ألف دولار في الليلة راهناً، وهو أمضى فيه أياماً عدة خلال الصيف الذي انتقل فيه من فريق «مانشستر يونايتد» إلى «ريال مدريد» مقابل مبلغ قياسي وصل إلى 94 مليون يورو.

في 12 يونيو، خرج نجم كرة القدم للتجول في لاس فيغاس مع رفاقه واحتفلوا في ملهى ليلي مجاور، وفي منطقة مغلقة وخاصة بكبار الشخصيات قابل سوزان ك. تصف الأخيرة في رسالة كتبتها إليه ما حصل في وقت لاحق من تلك الليلة. ذكرت أنها أعطته رقم هاتفها فاتصل بها لاحقاً ودعاها إلى حفلة، ثم ذهبا إلى جناحه. عندما وصلت مع صديقتها، كان رونالدو وأصدقاؤه نزلوا في الجاكوزي، وأعطاها هو ثوب سباحة، كما ذكرت.

تدّعي المرأة أنه لحق بها حين ذهبت لتبديل ملابسها وأنهما تبادلا القبل. ولم يكتفِ بهذا القدر. عندما أرادت أن تعود إلى الآخرين أخذها ووضعها على السرير، فاستعملت يديها لحماية نفسها. كتبت في الرسالة: «صرختُ «لا»!». توسلتُ إليه كي يتوقف. لم أشعر بهذا القدر من الخوف في حياتي كلها».

بعد تلك الحادثة، يقال إن رونالدو التفت إليها وأخبرها بأنه شاب صالح في %99 من الأوقات لكنه لا يعرف ما حصل للواحد بالمئة المتبقي. هذا ما كتبته سوزان ك. في رسالتها.

من هو؟

ينفي محاميه تهمة الاغتصاب بشكل قاطع ويعتبرها ادعاءً لا أساس له من الصحة. لكن من هو كريستيانو رونالدو؟ لم يصوّر أي لاعب كرة قدم شهير نفسه كشخصٍ له هالة خاصة بقدر هذا النجم العالمي من البرتغال. حين يفتح ساقيه بعد تسجيل هدف ويمدّ ذقنه وتلمع عيناه أمام هتاف الجمهور ويضع يديه على خصره ويشدّ عضلاته كلها، تعبّر وضعيته هذه عن رجلٍ يعتبر نفسه خارقاً ومثالياً وقوياً ولا نظير له. كتبت سوزان ك. في رسالتها إليه: «ليتني أستطيع أن أخبر العالم بحقيقتك!».

لكن لا يعرف الناس حول العالم إلا رونالدو، لاعب كرة القدم. يعرفون أنه يجني نحو 40 مليون يورو سنوياً من فريق «ريال مدريد»، وأنه يحب الأولاد ويعشق والدته. شاهدوه يبكي حين اضطر السنة الماضية إلى مغادرة الملعب عند إصابته خلال نهائي البطولة في فرنسا، ويتذكرون حجم سعادته حين فازت البرتغال بالمباراة النهائية رغم عدم مشاركته. يُعتبر هذا الشاب قدوة لجيل الشباب الذي يقلّد حركاته وحِيَله ومختلف قصّات شعره. أصبح رمزاً تسويقياً بحد ذاته وسُمّي مطار تيمناً به في «ماديرا» بما أنها بلدته الأم. حتى أن الجزيرة البرتغالية تشمل متحف رونالدو ووُضع أمامه تمثال ضخم للاعب الأسطوري.

لكن يصعب أن نحدد دور النساء في حياته. أقام علاقات كثيرة وهو مرتبط راهناً. لديه ابن اسمه كريستيانو جونيور من أم مجهولة وعمره 6 سنوات ويبقى إلى جانبه كلما سنحت له الفرصة.

ثمن الكذب

حين طلبت صحيفة «دير شبيغل» من أوسوريو دي كاسترو التعليق على الموضوع، قال إن سياسة شركته تمنعه من التعليق على مسائل متعلقة بعملائه.

ما كلفة الحقيقة إذاً؟ وما سيكون ثمن الكذب؟

كانت رسالة سوزان ك. إلى رونالدو جزءاً من تسوية حصلت خارج نطاق المحكمة أيضاً. يذكر البند العاشر ضرورة أن يقرأ المحامي أوسوريو دي كاسترو النص أمام رونالدو. كتبت: «لا أهتم بمالك. إنه آخر ما أريده! أردتُ أن تتحقق العدالة! لكن «لا عدل» في هذه القضية». ذكرت أيضاً «السجلات الطبية» التي تُعدّد الإصابات التي سببها لها رونالدو. تعكس قصة سوزان ك. حكاية امرأة مصدومة، فقد كتبت: «لن تعود حياتي إلى سابق عهدها يوماً».

ألم يكن من الأفضل إذاً أن يسوّي رونالدو وسوزان ك. المسألة نهائياً في المحكمة؟

في ما يخصّه هو، كان ذلك الحل ليفيده كي لا تبقى تهمة الاغتصاب ملتصقة به. كذلك كان الحل ليشفي روح سوزان ك، إذ تنتهي رسالتها بملاحظة تذكر فيها أنها نادمة على التسوية مضيفةً بخط عريض: «أنا مستعدة اليوم لفعل أي أمر كي أعود بالزمن إلى الوراء وأغيّر قراري! مرّ أكثر من عام منذ أن اغتصبتني».

تعكس آخر جملتَين من الرسالة نداءً يائساً: «أتمنى أن تدرك فظاعة ما فعلتَه وتتعلم من هذا الخطأ المريع!! لا تسرق حياة امرأة أخرى مثلما سرقتَ حياتي!».

اتهمت امرأة أخرى رونالدو بالاغتصاب عام 2005. في تلك الفترة، استجوبت الشرطة لاعب الهجوم الذي كان يبلغ 20 عاماً ويلعب في فريق «مانشستر يونايتد»، فأنكر الاتهامات ولم تُرفَع أية دعوى لاحقاً.

يتعرّض المشاهير غالباً للابتزاز، وفي نهاية المطاف لن يعرف أحد إلا سوزان ك. ورونالدو ما حصل في ساعات الصباح الأولى داخل جناحه في لاس فيغاس. كتبت نسختها من القصة في الرسالة. طلبت صحيفة «شبيغل» تصريحاً من رونالدو أيضاً فجاء ردّه عبر محاميه يوهانس كريل المقيم في ميونيخ. كتب المحامي: «نرفض الاتهامات المذكورة في أسئلتكم جملةً وتفصيلاً». ثم أضاف أن موكّله «سيتخذ الإجراءات اللازمة ضد أي افتراءات وأي انتهاك لحقه في الخصوصية». طالب المحامي صحيفة «شبيغل» أيضاً بأن «توقف الكتابة» عن هذا الموضوع.

لائحة أسئلة

حُضِّرت لائحة تتضمن 274 سؤالاً لرونالدو. كان يجب أن يردّ عليها شفهياً وليس خطياً. استُعمِل اختصار «السيدة سي.» في الوثيقة للإشارة إلى سوزان ك.

السؤال 80: «هل تعاطت السيدة سي. المخدرات في وقت سابق من تلك الأمسية؟».

السؤال 141: «ما كان أول احتكاك جسدي بينك وبين السيدة سي. بعدما ابتعدتما عن منطقة الحوض الساخن؟».

السؤال 163: «هل رفعت السيدة سي. صوتها أو صرخت في أي لحظة من اللحظات؟».

السؤال 165: «هل قالت السيدة سي. كلمات مثل «توقف» أو «لا» أو «لا تفعل»؟».

ثم وردت ملاحظة كتبها محامو رونالدو بخط عريض: «ذكرت محامية السيدة سي. أن موكّلتها قالت إنك اعتذرت منها بشكل متكرر بعدما أقمتَ معها علاقة جنسية».

السؤال 190: «هل اعتذرتَ منها أو عبّرتَ عن أسفك أو اتخذتَ أي موقف مماثل بعد العلاقة الجنسية؟».

السؤال 270: «حين غادرت السيدة سي. غرفة الفندق، كيف كان سلوكها ومظهرها الخارجي ومزاجها ووضعها النفسي؟».

يتعلّق معظم أسئلة محامي رونالدو بالمرأة الشقراء التي كانت برفقة سوزان ك. في تلك الليلة كونها شاهدة مهمّة. اتصلت بها صحيفة «شبيغل» لكنها لا تجرؤ على التكلم.

خارج نطاق المحكمة

بدأت أولى المفاوضات المرتبطة بالتسوية خارج نطاق المحكمة في خريف 2009. في الولايات المتحدة، تُحَلّ قضايا الاعتداءات الجنسية غالباً عبر تسويات يوافق بموجبها المعتدي والضحية على عدم حصول أية محاكمة.

يُعتبر الاعتداء الجنسي أخطر جريمة بعد القتل في ولاية «نيفادا». إذا أُدين المتّهم، يُحكَم عليه بالسجن المؤبد. كي تحصل الإدانة، لا بد من التأكد من ذنب المتهم بما لا يدع مجالاً للشك لكنها عملية شاقة في الجرائم الجنسية، وتتعارض شهادات الناس غالباً في هذه القضايا.

يقرر عدد من الضحايا اللجوء إلى الإجراءات المدنية بدل الجنائية، وهي لا تهدف إلى إدانة المتّهم المزعوم بل تضمن تقديم تعويضات مالية للضحية. تكون عملية إثبات الذنب أكثر سهولة في هذا النوع من الإجراءات، إذ يكفي أن يتجاوز احتمال ارتكاب الجريمة عتبة الخمسين في المئة.

لكن تترافق الإجراءات المدنية مع بعض السلبيات أيضاً. صحيح أن الضحية تستطيع أن تقدم طلباً لرفع دعوى تحت اسم مستعار، لكن تبقى القضية علنية طبعاً ولا شيء يضمن إبقاء هوية المدّعي سرية.

لهذا السبب يقرر بعض الضحايا حل قضاياهم خارج نطاق المحكمة، عن طريق وسطاء مثلاً، فيؤدي شخص حيادي دور الوسيط في هذه الحالة، ثم تنتهي القضية بالتوصل إلى تسوية. ربما يكون هذا النوع من الإجراءات مفيداً للطرفين، إذ يمكن حماية هويات المعتدين والضحايا معاً وتكون العملية كلها أقصر من المحاكمة العادية ولا داعي لتقديم تفاصيل دقيقة حول الاغتصاب. في قضية سوزان ك. ضد رونالدو، مرّ وقت طويل قبل تحديد تاريخ الوساطة. في ديسمبر 2009، تبلّغ أوسوريو دي كاسترو بأن سوزان ك. تخطط لمقابلة ضابط شرطة وأراد المحققون أيضاً أن يتكلموا مع صديقتها الشاهِدة.

ضغط أوسوريو دي كاسترو على زميله الأميركي قائلاً: «بدأ الوقت ينفد ويجب أن نقرر ما نريد فعله ونستعد للمعركة». من ثم، تقابلت الأطراف المعنية في 12 يناير 2010. كان الوسيط حاضراً أيضاً لكن لم يأتِ رونالدو وهذا ما زاد اضطراب سوزان ك. على ما يبدو.

بعد «يوم طويل»، كما كتب أحد المحامين لاحقاً، اتفقت الأطراف على التسوية. ذُكِر المبلغ الذي يجب أن يدفعه رونالدو إلى سوزان ك. في مذكّرة التسوية وبلغ 375 ألف دولار، أي ما يساوي ما يتقاضاه رونالدو من «ريال مدريد» في أسبوع.

تابع المحامون تعديل التسوية حتى أشهر الصيف. تعلّقت إحدى المسائل مثلاً بتحديد طريقة تصرف سوزان ك. خلال علاجها النفسي. طالبوها بألا تشارك في حصص جماعية وألا تذكر اسم رونالدو أمام طبيبها. كذلك منعوها من مهاجمته أو التكلم عنه، ولا حتى مع أفراد عائلتها، ساعين إلى تبديد أي احتمال بكشف السر. لكنهم تساءلوا أيضاً عما ستفعله كي تدفع الضرائب المفروضة على مبلغ التسوية. شعروا بالقلق من أن تهتم مصلحة الضرائب الأميركية بمحتوى حسابها المصرفي وستضطر سوزان ك. حينها إلى شرح مصدر أموالها.

ناقش محامو رونالدو أيضاً احتمال دفع مبلغ التسوية الذي يصل إلى 375 ألف دولار عبر الشركة التي تتولى في العادة بيع حقوق إعلانات رونالدو: إنها شركة Multisports & Image Management المسجّلة في إيرلندا التي تُعتبر ملاذاً ضريبياً.

في 31 يوليو، أعطى أوسوريو دي كاسترو أخيراً الضوء الأخضر لتطبيق الاتفاق الذي تفاوض بشأنه المحامون الأميركيون. هكذا أُغلِقت قضية لاس فيغاس بالنسبة إلى كريستيانو رونالدو الذي عاد وبدأ موسماً جديداً في كرة القدم مع فريق «ريال مدريد».

لديه ابن اسمه كريستيانو جونيور من أم مجهولة

اتهمته امرأة بالاغتصاب عام 2005

سوزان ك :لا تسرق حياة امرأة أخرى كما سرقتَ حياتي

هل حاولت سوزان ك. أن تخوض لعبة قذرة؟
back to top