عالجي مشكلة فرط التعرّق!

نشر في 27-04-2017
آخر تحديث 27-04-2017 | 00:00
No Image Caption
قد يصبح فرط التعرق كابوساً حقيقياً في الحياة اليومية لكنه لا يطرح مشكلة مزمنة بالضرورة. من توكسين البوتولينوم إلى «علاج الشاردي» مروراً بالجراحة، ما العلاجات القادرة على حل المشكلة بطريقة جذرية؟
يتجنب البعض مصافحة الناس لأن أيديهم تبقى زلقة ومتعرّقة. تحت الجلد، ينشط بين مليونَي و5 ملايين غدة عرقية تتولى إفراز العرق وتجنب السخونة المفرطة خلال الجهود المكثفة أو نوبات الحمى. يشكل التعرق وظيفة أساسية في الجسم لأنه يحافظ على حرارة مثالية، لكن يشتد الانزعاج حين تضطرب الغدد العرقية.

النظافة الشخصية

قبل التوجه إلى اختصاصي، يجب التأكد أولاً من سلامة تدابير النظافة الشخصية. تقضي الخطوة الأولى طبعاً بالاستحمام يومياً بصابون مفرط الشحم. يجب أن تجففي جسمك بعناية، لا سيما المنطقة الواقعة بين أصابع القدم. ويجب أن تستعملي مزيل الرائحة أيضاً. قد لا تخفف هذه الخطوة مستوى التعرق لكنها تطمس الروائح الكريهة بفضل العطور والعناصر المضادة للجراثيم. تعطي مضادات التعرق منافع إضافية. غالباً ما تحتوي على أملاح الألمنيوم وتكبح الغدد العرقية وتقلّص إفراز العرق. يتعلق خيار آخر باستعمال حجر الشب الذي يُعتبر مزيلاً طبيعياً للرائحة. يمكن استعماله على البشرة مباشرةً بعد ترطيبها قليلاً. إذا كنت تتعرقين كثيراً، يجب أن تراجعي أيضاً محتوى أطباقك. تجنبي التوابل والكافيين لأن هذه العناصر تحفّز جهاز تنظيم الحرارة في الجسم، أي الغدد العرقية، فتفرز هذه الأخيرة كمية مفرطة من العرق. أخيراً، حافظي على هدوئك لأن الضغط النفسي يزيد مشاكل التعرّق سوءاً. إذا كنت تجدين صعوبة في التحكم بعواطفك، يمكنك الاستفادة من بعض جلسات العلاج النفسي أو التنويم المغناطيسي أو التأمل.

حقن توكسين البوتولينوم

البوتوكس معروف بآثاره المضادة للتجاعيد لكنه فاعل جداً لتقليص التعرّق تحت الإبط. لتحديد أكثر المناطق عرضة للتعرق، يبدأ اختصاصي الجلد بدهن محلول غني باليود ثم بالنشا. يُلوّن هذا الخليط المناطق التي يستهدفها العلاج. ثم يحقن الطبيب كميات صغيرة من المنتج في تلك المناطق تحت تخدير موضعي. هكذا يتوقف نشاط الغدد العرقية وتزول مشكلة التعرق! تدوم فترة الراحة بين ستة وتسعة أشهر. بعد هذه المدة، يجب أن تجددي العلاج. لكن لا يجب اللجوء إلى هذه المقاربة إذا كنت تـأخذين بعض أنواع المضادات الحيوية ومضادات التخثر أو إذا كنت مصابة بحساسية تجاه الزلال. يمكن استعمال البوتوكس أيضاً لتنظيم فرط التعرق في اليدين والقدمين. لكن تكون الحقن مؤلمة في هذه المناطق وأقل فاعلية مما هي عليه تحت الإبط.

علاج فاعل الشاردي أثبت فاعليته

يقضي هذا العلاج الفاعل بنقع اليدين أو القدمين في حوض ماء بين 10 و20 دقيقة. يشمل هذا الحوض قطبَين يبثّان تياراً كهربائياً خفيفاً جداً. تحت تأثيره، تتقلّص المسام وتخمد الغدد العرقية. لا تكون العملية مؤلمة بل تقتصر على شعور بسيط بالوخز. في المرحلة الأولى، يجب أن تخضعي لجلستين أو ثلاث جلسات في الأسبوع لدى اختصاصي الجلد إلى أن تتحسن الحالة. ثم يمكن الحفاظ على النتيجة المحققة في المنزل عبر شراء جهاز خاص من الصيدلية. لا تناسب هذه التقنية الأشخاص الذين يضعون جهازاً لتنظيم ضربات القلب أو النساء الحوامل. من الناحية السلبية، يبقى هذا العلاج موقتاً وتتجدد مشكلة فرط التعرق عند وقفه.

الجراحة فاعلة ولكن

تصبح الجراحة الملجأ الأخير حين تفشل جميع العلاجات الأخرى وحين يبدأ التعرّق بإعاقة الحياة. تُسمّى الجراحة «قطع العصب الودّي الصدري بالمنظار» وتحصل تحت تخدير عام. يقطع الجرّاح العصب الودّي الذي يسيطر على الغدد العرقية، فيختفي بهذه الطريقة التعرق على مستوى اليدين ومنطقة تحت الإبط. تكون النتيجة نهائية لكن في بعض الحالات قد يبدأ فرط التعرق في مناطق أخرى من الجسم مثل الظهر أو الفخذين. لذا من الأفضل تقييم إيجابيات الجراحة وسلبياتها قبل اللجوء إليها.

«ميرا دراي»... تقنية جديدة وجذرية

أصدرت مختبرات «ميرامار» الأميركية جهاز MiraDry المتخصص. تَعِد هذه التقنية بالتخلص من التعرق نهائياً في منطقة تحت الإبط وتقضي بتسخين الغدد المسؤولة عن التعرق وتلك التي تسبّب الرائحة الكريهة عبر بث موجات فائقة القصر للقضاء عليها. لا تتجدد تلك الغدد في المرحلة اللاحقة. أثبتت دراسة عيادية أن المرضى يسجّلون تراجعاً بنسبة %82 في الإفرازات العرقية تحت الذراعين. عملياً، يحصل العلاج في عيادة طبية تحت تخدير موضعي. تدوم الجلسة لساعة تقريباً وتكون كافية لمعالجة المشكلة لكن قد يليها انتفاخ بسيط أو انزعاج موقّت في المنطقة المستهدفة. في أكثر الحالات حدة، يمكن الخضوع لجلسة ثانية بعد ثلاثة أشهر.

back to top