البراك: التصالح مع السلطة مرهون باحترام الدستور وعودة الجناسي والعفو الشامل والحريات وإلغاء العزل السياسي

شدد خلال كلمته بمناسبة خروجه من السجن على ضرورة منح القضاء أحقية النظر في سحب الجناسي

نشر في 26-04-2017
آخر تحديث 26-04-2017 | 00:14
أكد البراك أن «البطولات الشخصية لن تعالج المرحلة، والخطاب الانتخابي لم يعد مجدياً»، معلناً أن يده ممدودة لكل من يريد الخير للكويت، و«أدعو أصحاب السلطة إلى مراجعة أنفسهم، وباب مصالحة الشعب مع السلطة مفتوح».
عرض النائب السابق مسلم البراك التصالح مع السلطة، شريطة احترام الدستور والشعب، مشددا على ضرورة تجاوز حالة التأزيم التي يعيشها البلد حاليا.

وقال البراك خلال إلقائه كلمة، بمناسبة حفل العشاء الذي نظمته حركة العمل الشعبي (حشد)، إن انفراجة الأزمة الحالية لن تكون إلا من خلال عودة الجناسي، والعفو الشامل، وإطلاق الحريات، وإلغاء الحبس الاحتياطي والعزل السياسي، ومنح القضاء أحقية النظر في سحب الجناسي.

وأشار إلى أن القرار في الكويت فردي، وأموالها مستباحة من قبل شرذمة من التجار، والنفاق السيـــــــــــاسي يتفـــــــــــــشى بطريــــــــقـــــــــــة لا مثيل لها.

وقال إن ما يعانيه البلد من عجز مالي سببه نهب ثرواته، ومعالجة ذلك من خلال جيب المواطن.

أموال السحت

وأشار إلى أن الانتخابات البرلمانية باتت سلعة تتحكم بها أموال السحت، والمواطن مفروض عليه أن يدفع ثمن الاختلالات في جميع المجالات، لافتا إلى أن الفساد دمر البنية التحتية، والعنصرية تفشت، وسحب الجناسي استشرى، وأصحاب الرأي في السجن، وهناك محاولات جادة لتكريس الانقسام الاجتماعي.

وأضاف البراك: «نعيش وسط جماعة منظمة لنشر البغض والعنصرية في الكويت، وقد بدأوا بالعائلات، لتفتيت المجتمع، بعد القبائل والطوائف».

وشدد على أنه «مهما طال الزمن أو قصر، فلابد من نهاية للأوضاع المتردية في البلاد، وسيأتي ذلك اليوم، لتعود كويت التسامح والمحبة»، مؤكدا أن التضحية هي الحل، لتخليص البلاد من الفساد والفاسدين، ولابد من عمل منظم وجماعي، وليس فرديا، بلا إقصاء أو تهميش.

ووجَّه رسالة لأصحاب القرار، بأن «السلطة إذا خطت خطوة نحو المصالحة مع الشعب، فإننا سنخطو خطوتين. أقولها وأنا معارض: ليس من بيننا من يريد تغيير نظام الحكم، ولسنا وسط نزاع على حكم ذرية المبارك»، موضحا: «لا أنا ولا المعارضة بحاجة لقول إننا مع الشرعية وذرية مبارك في الحكم».

وقال: «أقسم بالله، لو تعرض نظام الحكم لأي خطر، فإننا سننزل الشارع من أجلهم، والخلاف حول مصدر السلطة والشعب هو السلطة».

وأكد البراك أن مجلس الأمة يجب أن يأتي من خلال إرادة حرة، وليس بالمال السياسي، ولا بتدخلات من أسرة آل الصباح، ونؤمن بالمواطنة الدستورية، ولا فرق بين كويتي وآخر»، مستدركا: «حلفاء السلطة لا يؤمنون إلا بالدينار ديناً ومذهباً»، معربا عن تطلعه إلى تعاون حقيقي، وكسر حاجز خوف الشعب.

وأضاف: «في المعتقل فكرت كثيرا بما يحدث في الكويت وعمل المعارضة. لقد أخطأنا عندما فضَّلنا العمل البرلماني على السياسي، وعلينا عدم المكابرة».

أخطاء السلطة مدمرة

وأشار إلى أن الدولة لن تسير على نظام السمع والطاعة، وأخطاء السلطة كانت مدمرة، ولم يخطر ببالنا أن تعتبر الحكومة الشعب خصما لها.

وأكد أن «البطولات الشخصية لن تعالج المرحلة، والخطاب الانتخابي لم يعد مجديا. نريد تكاتف القوى السياسية، وما نحتاجه لا يأتي بين عشية وضحاها».

وقال البراك: «يدي ممدودة لكل من يريد الخير للكويت، وأدعو أصحاب السلطة إلى مراجعة أنفسهم، وباب مصالحة الشعب مع السلطة مفتوح».

وبيَّن أن خارطة الحل السياسي في الكويت تتمثل في إعادة الجناسي، والعفو الشامل، وإلغاء القوانين المقيدة للحريات، وتطهير الجهازين الإداري والأمني من الفاسدين»، مشيرا إلى أن «الملاحقات السياسية مستمرة، وقطع الأرزاق كذلك، وكل الكويتيين مهددون بسحب جناسيهم، ونحن لا نريد لبلدنا إلا الرفعة والتعاضد».

وقال: «الكويت منذ فترة تعيش في خطر يحيط بها، لذا علينا أن تكون لنا كلمة لأجلها»، لافتا إلى أن «الكويت اليوم في مصاف الدول الفاشلة، وهذا أمر يؤلمنا»، مبينا أن الشعب الكويتي شبابي، وإذا لم نوضح رؤيتنا، فسندخل في أزمة.

المناصب لغير الأمناء

وتابع البراك: «المناصب في الكويت تذهب لغير الأمناء والأكفاء، وهذا لا أقوله أنا ولا المعارضة فقط، الكويتيون يقولون ذلك ويشعرون به، فالغني يزداد غنى عبر الفساد، والطبقة الوسطى كل يوم تسحق، والتعليم منهار، والصحة متدهورة»، مضيفا: «روحوا شوفوا المستشفيات، حتى السرير أصبح حلما للمريض».

وأشار إلى أن الرياضة تعاني حرمان المشاركة الدولية، والانتخابات دخل فيها المال السحت، وأصبحنا أول دولة نفطية تستورد الوقود، واليوم نرى استخدام مجموعة لضرب النسيج الاجتماعي، بعد أن تم ضرب الفئات والطوائف. الكويت تمر بأسوأ مراحلها.

ورأى البراك أن «الفساد في الكويت وصل إلى مرحلة خطرة، وهذا كلام مؤسسات عالمية، وليس المعارضة، ودائما نعرض المشاكل، لكن اليوم علينا أن نبحث عن الحل».

القوى السياسية ضعيفة

وأكد أن «القوى السياسية ضعيفة، وعلينا أن نقدم التضحيات، كما قدمها المنيس والقطامي وعبداللطيف الغانم والخضير والخالد وسيد علي وغيرهم، وتضحية دواوين الاثنين»، مضيفا: علينا أن نقدم التضحيات كما قدمها الشهداء والأسرى في الغزو، وشباب ونساء الحراك، وهذا كله من أجل الكويت، وأنا على ثقة بأن الكويت ستضيء أيامها متى قدمنا التضحيات، ودعم العمل الجماعي، بلا إقصاء أو تهميش.

وقال إن «قصر نظر السلطة يبين لنا أنها تتمادى، وأكررها لمن بيدهم الأمر: إذا تقدمتم خطوة، فسنتقدم خطوتين، وقبل أن أدخل السجن واليوم خرجت منه أؤكد أنه لن تجد اثنين يختلفان على الشرعية».

وتابع: «أمضيت سنتين بالسجن، لكن أقسم بالله لو تعرض نظام الحكم للخطر، فسننزل الشارع، ونحن نؤمن بأن انتخابات مجلس الأمة يجب أن تكون معبرة عن رأي الشعب دون تدخل بعض الشيوخ والمال السحت».

وقال: «نؤمن بالحرية، وبأن الكويت للجميع، دون تمييز، ولن نقبل بالطرح الفئوي أو الطائفي». وشدد: «لن نقبل بإعطاء الصكوك الوطنية، حتى لو كانت أسرة الحكم، وعلينا أن نؤمن بوحدتنا».

وأضاف: «أدعو السلطة إلى إعادة النظر بالحلفاء، فلن يستمر هذا الأمر، ولا تنتظروا حتى يكسر الشعب حاجز الخوف».

وتحدث عن سحب الجناسي، قائلا: «ما حصل لعائلة البرغش ولسعد العجمي والجبر ونبيل العوضي أمر غير مقبول، فهل تريدون أن يخرج الناس للشارع؟ وهل الوضع الحالي يعجبكم وينفع الكويت؟».

أخطاء المعارضة

واعترف قائلا: «نعم أخطأت والمعارضة في مجلس 2012، بعدم تعديل قوانين كثيرة، والآن نحن بحاجة ماسة لإفساح العمل للشباب في العمل السياسي، وعلى السلطة أن تقتنع بأن المعارضة ليست طرفا في الأزمة، هي طرف في الحل، ويجب أن يتم تطهير الجهاز الأمني من القيادات الفاسدة».

واختتم البراك: «أتمنى أن نلغي كلام سني وشيعي وبدوي وحضري، وعلى الجميع القول أنا كويتي، وعلى السلطة احترام المادة السادسة من الدستور، بأن الشعب مصدر السلطات، والحل أن يأتي رئيس مجلس الوزراء عن طريق الانتخاب، فالشعوب لها صبر، لكن لهذا الصبر نهاية وحدودا».

• أخطأت والمعارضة في مجلس 2012 بعدم تعديل القوانين وعلينا إفساح المجال للشباب في العمل السياسي

• ضحيت كما ضحى المنيس والقطامي وعبداللطيف الغانم والخضير والخالد وسيد علي وشهداء الكويت ودواوين الاثنين

• رسالتي لأصحاب القرار: إذا خطت السلطة خطوة نحو المصالحة مع الشعب فإننا سنخطو خطوتين وأيدينا ممدودة للتعاون

• أقسم بالله لو تعرض نظام الحكم لأي خطر فسننزل الشارع دفاعاً عنه ولا ننازع آل الصباح الحكم

مهما طال الزمن أو قصر لابد من نهاية للأوضاع المتردية في البلاد
back to top