فزعة من أجل الكويت

نشر في 25-04-2017
آخر تحديث 25-04-2017 | 00:15
 يوسف عبدالله العنيزي لم أكن أنوي الكتابة في هذا الموضوع، ففي اعتقادي أنه قد أُعطي حقه من إبداء الرأي سواء كان موقفا سلبيا أم إيجابياً، وهناك متابعة من جهات حريصة على إبراز الحقائق ورفع الظلم إن كان هناك ظلم قد وقع على بعض المواطنين.

بتاريخ 11/ 4/ 2017 تقدم بعض الإخوة أعضاء مجلس الأمة باقتراح يقضي بتعديل قانون الجنسية لنقل حق منح وسحب وإعادة الجنسية من صلاحيات سمو الأمير من خلال السلطة التنفيذية إلى صلاحية السلطة القضائية، وقد سقط هذا الاقتراح حيث جاءت النتيجة بموافقة 27 عضواً على التعديل وعدم موافقة 36 عضواً، وفي اعتقادي أن بعض الإخوة الكرام أخذتهم الحمية القبلية وهم صادقون في توجههم، فليس مقبولاً لديهم التخلي عن إخوة وأقارب لهم ولكن للأسف فزعتهم للقبيلة تجاوزت فزعتهم للكويت.

أما الإخوة مما يطلق عليه التيار الإسلامي، ولا أدري لماذا أطلق عليهم هذه التسمية، فالإسلام لا يقتصر على مذهب أو فكر أو حزب أو جماعة. وعندما كنت أتولى رئاسة البعثة الدبلوماسية في الجزائر واليمن ثم الأردن التقيت بعدد من قادة الجماعات الدينية الإسلامية، وللأسف وجدت أن لديهم إجماعاً على "موقف غير ودي" تجاه دولة الكويت ونظامها.

ففي الجزائر وأثناء الغزو والاحتلال التقيت بكل من الشيخ عباس مدني رئيس جبهة الإنقاذ الإسلامية ونائبه الشيخ علي بلحاج الذي كان يقود حملة لتجنيد المقاتلين للدفاع عن الرئيس "المؤمن" صدام حسين حسب اعتقاده، ولكن خيب الله أمله وهربت تلك الأرتال تجر أسمال الخزي والعار، أما في اليمن فقد التقيت بالشيخ عبدالمجيد الزنداني الذي كان يعتب على الكويت للاستعانة "بالكفار" لتحريرها، ولم تنتظر القوات والجيش الإسلامي للقيام بذلك، وقد سمعت البعض يدعو في بعض مساجد صنعاء على الكويت وأهلها بالدمار، أما في الأردن فقد كان دعاؤهم بألا يطفئ الله النيران التي أشعلها في حقول النفط عدو جبان لم يراع الأخوة والجيرة، أما في غزة فقد كانت المظاهرات تنادي "بالكيماوي يا صدام من الكويت للدمام".

وأنا على يقين بأن الإخوة الأعضاء الكرام بعيدون عن هذه التأثيرات الخارجية، وهم حريصون على الكويت وسلامة أهلها، أما الإخوة ممن يمكن أن نطلق عليهم بالمعارضة، ومع كل التقدير لوجهة نظرهم ورأيهم، إلا أن موقفهم المؤيد لتعديل قانون الجنسية قد تعرض للنقد والانتقاد من أغلبية أهل الكويت، فليس مقبولا أن يكون الوطن محل مساومة وابتزاز.

وهناك حقيقة لا يمكن أن ننكرها، فاحتلال الدول وارتهان قراراتها قد لا يحتاجان إلى وجود قوات مسلحة بل يمكن الاحتلال بالأفكار والمذاهب سواء الدينية أو السياسية والتوجهات الاقتصادية، ومثال على ذلك "لبنان" الشقيق فقراراته مرهونة بتوافق بعض الدول المؤثرة من خلال الأحزاب والجماعات وبعض الأطياف السياسية اللبنانية التي تجاوز ولاؤها للخارج ولاءها للوطن لبنان.

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

«اعزيزو»

أنا على يقين بأن أغلب القراء الكرام لن يعرفوا ما هو الـ«اعزيزو»، وأنا منهم، ولكن عند الاستفسار من بعض رجال الرعيل الأول عرفت بأن الـ«اعزيزو» هو عبارة عن قطعة من عظم شاة أو خروف يقوم البعض ممن يهوى الفتنة بغسله وتلوينه وتكحيله ثم لفه بقطعة من القماش، ويرميه بين الجماعات المتحابة التي تسود بينها المحبة والمودة مما يؤدي حسب الاعتقاد إلى دب الخلاف والشقاق بين تلك الجماعات المتحابة، وفي ظل ما تشهده البلاد من خلافات وصلت إلى حد التنابز بالألقاب والتهديد والوعيد، ففي اعتقادي أن هناك أكثر من "اعزيزو"، فاللهم من أراد بالكويت خيراً فوفقه لكل خير ومن أراد بها شراً فرد كيده في نحره.

back to top