15 طريقة تثبت أنك تقاوم العلاج النفسي

نشر في 24-04-2017
آخر تحديث 24-04-2017 | 00:04
No Image Caption
«المقاومة» مصطلح يستعمله خبراء الصحة العقلية لوصف العملاء الذين يرفضون التعلم، أو التطور، أو التغيير، أو التقدم في مسار العلاج. يكون العملاء المقاومون من أصعب الأشخاص الذين يمكن التعامل معهم لأن أي اقتراح يطرحه المعالج (أو حتى أفراد العائلة أو الأصدقاء) سيُقابَل بالتجاهل في نهاية المطاف. كلّفت هذه المقاومة بعض الناس زواجهم أو أملاكهم المادية أو مدخولهم أو صحتهم العقلية والعاطفية، وحتى علاقاتهم. ولأن المقاومة تحصل خدمةً لهدف معيّن يريده المريض، نعدّد فيما يلي 15 طريقة قد تستعملها (أو يستعملها شخص تعرفه) لمقاومة العلاج:
• تتجاهل الاقتراحات: يقدّم المعالجون البارعون اقتراحات لمساعدة العملاء على تقييم إيجابيات قراراتهم وسلبياتها، أو التفكير بطرائق بديلة لمقاربة المسائل أو تنفيذ المهام. تسمح تلك الاقتراحات بأن يفرض العميل سيطرته وليس المعالج. لكن إذا كنت ترفض التفكير باقتراحات المعالج، سيصعب عليك إحراز أي تقدم. لا يهدف العلاج فعلياً إلى تفريغ المشاعر بل تجربة وسائل جديدة للتفكير والتصرف. ويتعلق الهدف النهائي بأن يعيش الفرد حياته على طريقته.

• حين تغادر، تنسى كل ما سمعته: يمكن أن تُطرَح أفكار جيدة وتحصل محادثات عميقة ويُستعمَل نمط تفكير مُلهِم ضمن بيئة آمنة داخل مكتب المعالِج. لكن حين تغادر المكتب، ستختفي تلك العناصر كلها وكأنها لم تحصل. يمكن رصد هذا الوضع مع بعض الأشخاص حين تصبح حياتهم مشحونة أو فوضوية، ما يمنعهم من التفكير بطريقة مناسبة. لكن في حالات أخرى، يشير هذا التصرف إلى مقاومة العلاج. حين تنسى كل ما قاله لك المعالِج وكل ما فكرتَ به، ستطول مدة العلاج بكل بساطة. هذا ما يريده بعض العملاء أصلاً!

• تعطي الجلسات طابعاً فكرياً: يشكّل إعطاء الجلسات طابعاً فكرياً وإبقاؤها «في رأسك» طريقة لاواعية لتجنب المحاسبة والعواطف أو الأفكار المزعجة والتغيير. من الأسهل أن نفكر بالمواضيع ملياً ونحاول استخلاص رأي منطقي منها بدل استكشاف العواطف والاعتراف بالمشاعر المجروحة وتقبّل الأحاسيس. على المدى الطويل، سيفشل العلاج لأنه لا يتعلق حصراً بالأفكار المهمة و/ أو إعاقة العواطف.

• ترفض استكشاف عواطفك وأفكارك: كما ذكرنا سابقاً، يُفترض أن يركّز العلاج على الأفكار والعواطف معاً ويجعل المريض قادراً على تقبّل ما يحصل في حياته أو تجاوزه. إذا بقيتَ عالقاً «في رأسك» خلال الجلسات كلها، ستلازم مكانك إلى أن تصبح مستعداً لتقبّل وضعك. إنها خطوة صعبة لكنها تستحق العناء.

• تمضي معظم الوقت وأنت تتحدث عن مسائل أقل أهمية: يخصص بعض العملاء بين 20 و30 دقيقة للتحدث عن عطلة نهاية الأسبوع أو موسم الأعياد أو عيد ميلاد أحدهم أو مسار التسوق أو كلبهم الجديد أو خطط الخطوبة والزواج. حتى أن ثمة مراهقين خصصوا بين 15 و20 دقيقة للتحدث عن حذاء جديد أو رحلة أو صديق جديد. كانت تلك المحادثة طريقة لتجنب المواضيع العميقة مثل الاستغلال الجسدي أو الجنسي، أو التعرّض للتنمر، أو المرور بتجربة الطلاق، أو بعض الحوادث الصادمة الأخرى. • مواضيع مختلفة في كل جلسة: يلتهى بعض العملاء ويحاول الالتفاف على الموضوع الأساسي عبر المجيء إلى الجلسة كل أسبوع ولديه مشكلة مختلفة أو موضوع جديد. لا بأس بتخصيص بعض الدقائق للتحدث عن مشكلة جديدة. لكن إذا ركزت الجلسة كلها على تلك المشكلة، أسبوعاً تلو الآخر، قد تسعى بذلك إلى مقاومة جانب يخيفك.

• تشعر بالغضب والانزعاج بسهولة: قد يكون العملاء حساسين ولا بأس بذلك. لكن يصبح البعض حسّاساً لأنه لا يستطيع التعامل مع الحقيقة أو التكيف معها. لا بأس بذلك أيضاً. لكن حين تؤدي حساسية العميل إلى تقلبات في علاقته مع المعالج، قد يخفي هذا الوضع مشكلة كامنة.

• تبالغ في الاتكال على المعالِج: المعالِج داعم عظيم لك، تحديداً حين تُشعرِك الحياة بالوحدة أو الخوف أو التردد. في حالات كثيرة، يعتبر الراشدون المعالِج صديقاً أو أستاذاً لهم أو فرداً من عائلتهم. يمكن أن تتطور العلاقة بينهما بطريقةٍ تضمن نشوء رابط وثيق بين الطرفين. لكن إذا كنت تتكل بالكامل على معالجك للحصول على دعم عاطفي، قد يخفي وضعك مشكلة أكثر عمقاً (إسقاط/ إسقاط مضاد، الخوف من توسّع استقلاليتك، الخوف من التردد، انجذاب...).

• تتجاهل تقدّمك أو قدرتك على التقدم: قد تقاوم مسار التقدم أو التغيير حين تلاحظ أنك بدأتَ تتقدم أو تتغير. في هذه الحالة، لن تعود بحاجة إلى معالج أو تتراجع الجلسات العلاجية. إذا كان العملاء يحملون تاريخاً من الصدمات وتعكّر المزاج أو اضطراب الشخصية الحدّية، سيعني التقدم والنمو في نظرهم انتهاء العلاقة العلاجية (دعم عاطفي، صداقة، راحة). قد تكون هذه الفكرة مخيفة بالنسبة إليهم.

• تُركّز على مسائل تافهة لتضييع الوقت: يشكّل انتهاء العلاج أمراً مرعباً للبعض، لذا يسعى إلى إعاقة تقدّمه عبر المماطلة أو الانتكاس عمداً أو محاولة خداع المعالج كي يظن أن أعراضه أسوأ مما هي عليه. تشمل مظاهر تضييع الوقت التمسك بالعلاج بسبب خطأ بسيط، أو الإصرار على اتخاذ موقف غاضب من المعالِج، أو تأجيل جلسات عدة وعدم حضورها، أو الاختفاء طوال أسابيع أو أشهر.

• تلغي الجلسات أو تؤجّلها أو تماطل: تتعدد مؤشرات مقاومة العلاج، من بينها إلغاء الجلسات وتأجيلها والتهرّب من الرد على الاتصالات أو المماطلة أو الوصول في وقت متأخر. إذا تكررت هذه التصرفات، لا يمكن أن يتابع المعالج دعم العميل للمضي قدماً. بل يمكن أن يقرر في هذه الحالة إنهاء العلاج أو إحالة العميل إلى معالج آخر إذا كان سلوكه مزمناً.

• تضحك وتمزح لإخفاء عواطفك: يُقال إن الضحك مفيد بقدر الدواء! بعبارة أخرى، يمكن أن يشفي الضحك قلبك وعقلك. لكن للأسف يستعمل عملاء كثيرون الضحك لتفريغ التوتر أو التكيّف مع العواطف الصعبة أو إلهاء نفسهم. قد يبدأ العملاء المقاومون بالضحك في أوقات غير مناسبة (أثناء مناقشة تاريخ صادم أو استكشاف عواطف عميقة). تعرّضت فتاة مثلاً لاعتداء جنسي في حفلة التخرّج. في كل جلسة، كانت تناقش أجزاءً من ذلك الاعتداء وينتهي حديثها بنوبة ضحك هستيرية.

• تلغي الجلسات أو تؤجّلها أو تماطل: تتعدد مؤشرات مقاومة العلاج، من بينها إلغاء الجلسات وتأجيلها والتهرّب من الرد على الاتصالات أو المماطلة أو الوصول في وقت متأخر. إذا تكررت هذه التصرفات، لا يمكن أن يتابع المعالج دعم العميل للمضي قدماً. بل يمكن أن يقرر في هذه الحالة إنهاء العلاج أو إحالة العميل إلى معالج آخر إذا كان سلوكه مزمناً.

• تلوم الآخرين: يلوم بعض العملاء جميع الناس إلا نفسهم ويعلقون في دور الضحية. يخشى هؤلاء العملاء الاعتراف بنقاط ضعفهم للأسف. قد تجد الشخصية النرجسية صعوبة كبرى في تحمّل مسؤولية كل ما يمكن أن تفعله. في هذه الحالة، يبدأ المعالج الذي يلاحظ هذا الوضع أو يحاسب العميل على تصرفاته برؤية مؤشرات مقاومة العلاج. تشمل مظاهر المقاومة لوم المعالج أو أشخاص آخرين والتمسك بدور الضحية واتهام الآخرين ورفض البحث عن الحقيقة.

• ترفض التفكير بالحقيقة: ثمة عملاء يجدون صعوبة في تقبّل الحقيقة ويبذلون ما بوسعهم لتبديدها. ربما يواجه العميل صعوبة في التعامل مع المعالج الذي يشخّص حالته أو يحدد نمطاً سلوكياً محرجاً لديه.

• تحاول أن تعالج نفسك وتعوق العلاج الحقيقي: في عمر الخامسة عشرة، سمعتُ جدتي تقول: «إذا ركّزتَ على الإصغاء، ستتراجع أخطاؤك. وكلما بالغتَ في الكلام، ستزيد إخفاقاتك». كانت محقة! يقضي السلوك المتواضع بمتابعة التعلم والتقدم ويُعتبر أفضل طريق في هذه الحياة المعقدة. حين ندّعي أننا نعرف كل شيء أو نشعر بأننا لا نحتاج إلى التوقف والتفكير بالمواضيع، سنقترب من الفشل. تساهم استشارة المعالج في استعادة التواضع المفقود لأن هذه العملية تتطلب منا أن نثق بشخص غريب لا نعرف عنه الكثير ونسمح له بتقييمنا وتوجيهنا.

عملاء كثيرون يستخدمون الضحك لتفريغ التوتر أو التكيّف مع العواطف الصعبة

إذا نسيت كل ما قاله لك المعالِج وكل ما فكرتَ فيه فستطول مدة العلاج
back to top