ترامب: طهران لا تحترم روح «الاتفاق النووي»

انطلاق الحملات الانتخابية في إيران وسط تشديدات أمنية بعد إقصاء نجاد

نشر في 21-04-2017
آخر تحديث 21-04-2017 | 19:55
صورة تجمع المرشحين الستة
صورة تجمع المرشحين الستة
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مساء أمس الأول، إن ايران "ألحقت ضررا بالغا" بالاتفاق الذي وقعته مع القوى العظمى حول برنامجها النووي، والذي اسفر عن تخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها.

وأوضح ترامب، في مؤتمر صحافي عقده في البيت الأبيض، بحضور رئيس الوزراء الإيطالي الزائر باولو جنتيلوني، "أنه اتفاق رهيب ما كان يجب أن يتم توقيعه"، مشيرا الى ان ايران "لاتحترم روح الاتفاق" الموقع في عام 2015.

وذكر ترامب أن "إدارته تعتزم اعادة تقييم علاقتها مع ايران... وسترى ما اذا كانت ستبقى ضمن الاتفاق النووي"، مضيفا انه "يترقب ما سيحدث خلال الايام القادمة".

ودعت الولايات المتحدة مجلس الأمن الدولي الى "اعطاء الأولوية" للنشاطات "التدميرية جدا" التي تمارسها إيران.

في سياق آخر، ندد المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة، عبدالله المعلمي، مساء أمس الأول، أن "إيران تدعم الميليشيات الطائفية، وتحاول استنساخ حزب الله الإرهابي أينما كان".

وعلى وقع التصعيد الاميركي، بدأت الحملات الانتخابية في إيران رسميا، أمس، قبل الانتخابات الرئاسية المزمعة في مايو، والتي ستشهد منافسة بين الرئيس الحالي المعتدل حسن روحاني وخصومه المتشددين.

ووافق مجلس الخبراء الإيراني، الذي يتولى تحديد أهلية المرشحين لخوض السباق الرئاسي، أمس الأول، على ترشيح 6 شخصيات للانتخابات في 19 مايو، بينهم روحاني، في حين استبعد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

وقال شاهد على مقربة من منزل أحمدي نجاد في شرق طهران ليل الخميس - الجمعة لـ"رويترز" إن "نحو 50 رجل شرطة أغلقوا نهايتي الشارع المؤدي إلى منزله لمنع أي تجمع محتمل لمؤيديه".

وانتشرت الشرطة الإيرانية في الساحات الرئيسية لطهران عند إعلان أسماء المرشحين المقبولين، وفقا لتسجيلات فيديو تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي.

وفاجأ أحمدي نجاد المؤسسة الدينية في إيران بترشحه للانتخابات، متحديا تحذير الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي له بعدم الإقدام على هذه الخطوة.

وفجرت إعادة انتخاب أحمدي نجاد عام 2009 ثمانية أشهر من المظاهرات في الشوارع. وقال منافسوه المؤيدون للحركة الإصلاحية في ذلك الوقت إن الانتخابات كانت مزورة.

ويعتبر كبار القادة الإيرانيون أن الانتخابات تمثل تحديا لتجدد الضغوط الأميركية على البلاد في عهد إدارة ترامب، ودعوا إلى مشاركة كثيفة في التصويت لدعم شرعية المؤسسة الدينية.

ونقل التلفزيون الإيراني الرسمي عن آية الله محمد علي موحدي كرماني إمام صلاة الجمعة في طهران، قوله إن "الانتخابات صعبة للغاية، وهي اختبار مهم لنا جميعا... إن الإقبال على المشاركة بأعداد كبيرة سيظهر للعالم أن النظام يتمتع بدعم قوي من شعبه".

ويترتب على روحاني بذل جهود كبيرة للدفاع عن حصيلة ولايته التي يراها الكثير من الايرانيين متفاوتة، خصوصا على المستويين الاقتصادي والاجتماعي. وفيما تلقى جهوده لتطبيع العلاقات مع الغرب تأييدا واسعا، بقيت عاجزة عن تعزيز النمو الضعيف الى درجة تحول دون تقليص نسبة البطالة التي فاقت 12%.

في معسكر المحافظين يبرز رجل الدين والنجم الصاعد في السلطة ابراهيم رئيسي (56 عاما). ويعتبر المرشح المغمور مقربا من المرشد الاعلى الذي عينه في 2016 على رأس مؤسسة "استان قدس رضوي" الخيرية في مدينة مشهد شمال شرق إيران. ويتوقع البعض انسحاب رئيسي في اللحظة الأخيرة لمصلحة رئيس بلدية طهران المحافظ محمد باقر قاليباف، الذي حل ثانيا في 2013 أمام روحاني.

وقد يصبح هذا المحارب القديم والقائد السابق لجهاز حرس الثورة، وكذلك الشرطة الوطنية، المرشح الذي يوحد صفوف المحافظين.

في المقابل، يمثل معسكر المعتدلين والاصلاحيين النائب الأول لروحاني اسحق جهانغيري الذي يعتبر مرشح دعم لروحاني، خصوصا للدفاع عن حصيلة حكومته في المناظرات. كما قبل مجلس صيانة الدستور ترشح الاصلاحي المغمور مصطفى هاشمي طبا.

وكانت ردود فعل الايرانيين متفاوتة على الغاء ترشح احمدي نجاد الذي ما زال يتمتع بشعبية لدى الطبقات الفقيرة رغم حصيلته الاقتصادية السلبية بشكل عام.

وقال محمد برخوردار البالغ 20 عاما "أعتقد أنه ما كان يجدر منع ترشيح احمدي نجاد"، موضحا: "كان رئيسا مستعدا للمجازفة، عبر توزيع المال على الفقراء او منحهم منازل. كما تمتع بطموح كبير بشأن البرنامج النووي الايراني. أما روحاني، فلا يخوض أي مجازفة".

غير أن هذا القرار أرضى آخرين. وقال ايراني على حسابه في موقع "تويتر": "كان الأجدى منعه من الترشح قبل 12 عاما"، قبل توليه الرئاسة.

back to top