الشباب في بؤرة الإجرام

نشر في 22-04-2017
آخر تحديث 22-04-2017 | 00:12
 عبدالرحيم ثابت المازني شباب يفقدون الأمل ويشعرون بأن المساحة بينهم وبين الحياة الحقيقية فرصها تنعدم، طاقة كبيرة معطلة، طموحات وقدرات لا تجد من يأخذ بأيدها ويرسم لها الطريق لتكون عاملاً ايجابياً في المجتمع لتبني وتساهم في مجتمعاتها، ما هي النتيجة؟ الاستثمار لهذا الحماس من قبل ضعاف النفوس، لشحنهم للتحرك المدمر رغبة في الانتقام أو إثبات الوجود بأي شكل وأي طريقة، المهم أن يقولوا إنهم موجودون، بعيداً عن نهيق «اسكت... واتكتم، واتهامات التخوين».

توجيه الاتهامات إليهم سيدفعهم إلى التعبير عن وجودهم سرا أو جَهْرًا، وللأسف الجميع أخذ موقف العداء للشباب، غير مدركين أنهم الكنز الذي يجب استثماره لا استعباده، بقتل أحلامه وطموحاته بالتعبير عنه بالوكالة أو بالتهميش، بحجة أنه عديمو الخبرة، وكأن الكهول جعلوا الناس يعيشون جنتهم في الأرض، جربنا الكهول إلى أن وصلنا إلى حقول الألغام، لتنفجر فينا في المسجد والكنيسة والشارع والأماكن العامة.

أصبحنا يوميا نفقد الكثير بسبب التخريب والدمار الذي أصاب النفوس قبل المؤسسات والمباني أو الحياة، وما أسهل توظيف الدين للخروج من هذا الضغط والتهميش لكي يجد الشاب لنفسه مبرراً لوجوده في الحياة ليقنع نفسه والآخرين بأنه قدم نفسه قرباناً لله وللوطن والشعب، وما هو إلا ضحية نفسه ومجتمعه وفريسة لمستغِل استطاع توظيفه لتدمير المجتمع والوطن، يجب ألا ندعي المثالية بقولنا للمجرم «أنت وحدك المجرم»، بل المجتمع والمؤسسات أجرمت معه، ويجب ألا ندفن رؤوسنا في الرمال كالنعام، وننعق نعيق الحمير، بقولنا إن المجرم مجرم لحبه في الإجرام، بل علينا أن نلوم أيضاً معه من تركه بعلم مغلوط، أو شحنه بأسباب الإجرام من تهميش وغياب للعدل في المجتمع.

الخطاب الإعلامي الذي ينبغي أن يعالج مشاكلنا لا يعالج، بل يدعو إلى التطرف والإرهاب، لأنه افتقد إلى المهنية وظل يثير الرأي العام بطريقة مفجعة، عندما يتناول الأديان والعقائد والعلماء، يجب أن يتحدث بما يقنع لا بما يغضب الجموع، وعندما يذكر مؤسسة دينية أو يتطرق إلى عالم على استعداد للتضحية بنفسه من أجل ما يحاربه هو، فإنه يصنع قنابل قابلة للانفجار على طاولة «التوك شو» يومياً، وهو يحسب أنه يحسن صنعاً، مع أنه بذلك يمثل خطراً يفوق الإرهاب الذي يدعي محاربته، راجعوا أسماء ووظائف وأعمار من اتُّهِموا بارتكاب التفجيرات الكنائس الأخيرة في مصر، وستتوصلون إلى نتائج بأن كل المتهمين شباب في العشرين والثلاثين، ومعظمهم من صعيد مصر المهمش، فماذا قدمتم إلى الصعيد من تنمية؟

النتيجة ما نعانيه، قضايأ ثأر، وإرهاب، وأسلحة مع إدارة الظهر تماما للقانون، لأن الناس فقدوا الأمل في هذا القانون، ووجدوا هدفهم في مخالفته... وفي النهاية نذكر بأن الشباب ثروة قومية مبدعة تمتلك طاقة إبداعية خلاقة يجب استثمارها لا قتلها.

back to top