آمال : المتذللون

نشر في 20-04-2017
آخر تحديث 20-04-2017 | 00:25
 محمد الوشيحي التذلل لا يأتي من الصغار فقط، بل على العكس، هو شائع ومنتشر بين كبار البشوت والمناصب، أكثر من انتشاره بين الدرجات الوظيفية المتدنية. وهو شائع ومنتشر بين الأثرياء أكثر من انتشاره بين البسطاء وقليلي الدخل.

والصورة الراسخة في أذهاننا تقول إن التذلل، في مجتمعنا العربي، يظهر عبر التسول بإلقاء القصائد أو التذلل بالكلام للمسؤولين والأثرياء. وهذا صحيح، لكنه "نتفة صغيرة" من الصورة الكاملة. فالصورة الكاملة تكشف أنواعاً لا حصر لها من التذلل وامتهان الإنسان لكرامته الشخصية في مقابل رضا الآخر عنه. وقد يكون الآخر رئيس دولة، أو رئيس وزراء، أو رئيس برلمان، أو وزيراً، أو وكيل وزارة، أو غير ذلك.

بل قد يكون المتذلل رئيس وزراء، أو رئيس برلمان، أو نائباً في البرلمان، أو وزيراً، أو وكيلاً... فالقصة لا علاقة لها بالمناصب ولا الأملاك. الأمر مرتبط بالنفس وشموخها وأنفتها وكرامتها.

وفي الوطن العربي، شاهدنا كل هذه النماذج. شاهدنا وزيراً يتذلل، وعضو برلمان يُباع ويُشترى، ورئيس برلمان يعمل الشقلبات، فيتضاحك الناس عليه، كي يحافظ على منصبه، ورئيس وزراء يتنازل ويتنازل ويتنازل كي يبقى في منصبه.

بل شاهدنا رئيس دولة، بفخامة منصبه، يتذلل للقوى العظمى كي يحافظ على كرسيه، أو ما تبقى من كرسيه. وبشار الأسد نموذج يُحتذى عند بعض الرؤساء العرب.

على أن خضوع الرئيس لشعبه، وحرصه على كسب وده، ليس ذلاً ولا مهانة، بل هو المجد والشموخ. والأمثلة متناثرة في شرق الكوكب وغربه، بدءاً من اليابان، وليس انتهاء بكندا وأميركا.

back to top