آمال : «evet» رحم الله لا

نشر في 18-04-2017
آخر تحديث 18-04-2017 | 00:25
 محمد الوشيحي ما كل هذه الدموع المسكوبة من الأعين العربية، بعد ظهور نتيجة الاستفتاء التركي على التعديلات الدستورية؟ ما كل هذا النواح والنحيب على قرارات الشعب التركي؟ وممن؟ من الشعوب العربية!

من أين أتى العربان بكل هذه الثقة، للحديث عن الديمقراطيات والدساتير وصناديق الانتخابات ورأي الشعب، وما إلى ذلك من المصطلحات؟ مع أن بعضهم لم يسمع بها إلا في الأفلام! وبعضهم، كما كتب أحد المغردين، لا يعرف من الصناديق إلا صندوق الطماطم.

بعيداً عن نتيجة الاستفتاء، وبعيداً عن رأيي الشخصي فيه، أرى أننا، كعرب، يجب أن نطأطئ رؤوسنا عند حديث الشعوب الأخرى عن الانتخابات أو الاستفتاءات، ولا نرفعها إلا عند الحديث عن القمع وحكايات القمع، وهو المجال الذي نفهمه ونحفظه عن ظهر غُلب. ستقول لي: حرية الرأي مكفولة لكل إنسان. وأجيبك: وهل العربي إنسان؟ أقصد هل يتمتع بحقوق الإنسان الحر؟ هل يملك قراره؟ هل يشارك في الإدارة والحكم؟ هل يستطيع إيقاف الفساد في بلاده؟ إذا كانت إجابات هذه الأسئلة "لا"، فكيف تزعم أن العربي إنسان؟

متى ما انتقل الكائن العربي إلى فصيلة الإنسان، يحق له وقتذاك التعليق على ما تفعله الشعوب الأخرى. ولهذا السبب، يحق للشعب الألماني والشعب الهولندي وبقية الشعوب الأوروبية التفاعل مع، بل والانفعال مما يحدث في تركيا. كما هو حاصل الآن.

العنوان evet يعني نعم، أي موافق على التعديلات الدستورية. وكلمة نعم يقابلها، كما تعلم الكائنات كلها، كلمة لا. وهي الكلمة الساقطة من قاموس الشعوب العربية. رحم الله لا.

back to top