5 سلوكيات سامة يجب ألا يتقبّلها أحد!

نشر في 18-04-2017
آخر تحديث 18-04-2017 | 00:02
No Image Caption
يتجادل الناس ويتشاجرون باستمرار حتى لو كان بعضهم يهتم ببعض. فالعلاقات بين البشر معقدة ولا عجب في أن يجد عدد كبير منا صعوبة في تحديد أقصى ما يمكن تحمّله حين تتخذ التصرفات الطبيعية منحىً ساماً.
لا يواجه الجميع هذا الوضع طبعاً لأن الأشخاص الذين يتربّون في عائلات مبنية على علاقات متينة وحب صريح وحدود واضحة واحترام صحي يحملون منبّهاً داخلياً يُستعمَل لتحذيرهم حين تصبح الروابط في حياتهم شائبة. لا ينطبق هذا الأمر على الأشخاص الذين يكبرون في عائلات مفكّكة حيث يستعمل الراشدون لغة مسيئة أو ألاعيب شائكة للتحكم بالعائلة. يفتقر هؤلاء الأشخاص إلى الأمان ولا يتّكلون على نموذج عقلي صلب لفهم معنى العلاقة الصحية والمزدهرة ولتحديد سلوكيات تمنع تطور تلك العلاقة.

حين كنت في العشرين من عمري، كنت أواعد شخصاً متقلباً من الناحية العاطفية. كان مختلفاً عن الشبان الآخرين الذين عرفتُهم، فصنع نفسه بنفسه بعدما تخلّت عنه والدته في طفولته وربّاه والده القاسي والمتسلّط. درس في جامعة مرموقة بفضل منحة دراسية لكرة القدم ونال شهادة ماجستير من «رابطة مدارس آيفي»، وحصل على العناصر كافة التي تسمح له بتحقيق النجاح.

لكنه كان متقلباً بطبيعته. في إحدى الليالي، لا أذكر موضوع شجارنا لكنه أمسك بي وسحبني نحوه من سلسلة ذهبية كنتُ أرتديها. رحتُ أصرخ وأضربه إلى أن انقطعت السلسلة وتركت علامة حمراء على عنقي. طلبتُ منه الرحيل وغادر بكل بساطة لحسن الحظ.

صحيح أن تهديد العنف الجسدي شكّل إنذاراً قوياً لي، لكنه كان يسيء معاملتي منذ أشهر بأساليب أكثر سلاسة. لما كان تعامل والدتي معي في طفولتي يشمل عدداً من السلوكيات المؤذية، لم أكن أستطيع تمييز معنى السلوكيات «السامة». بعد أربعين سنة، حضّرتُ لائحة من خمسة سلوكيات سامة يجب أن يعرفها جميع الناس ويرفضوها.

لا أهمية لهوية الشخص الذي يتصرف معك بهذه الطريقة، بل يجب ألا تتساهل مع كل من يسيء معاملتك (زوج، حبيب، والدان، أشقاء، أصدقاء، زملاء).

1 التهرّب

يُعتبر هذا السلوك أبرز نمط سام في أي علاقة ويكون شائعاً بما يكفي لدرجة أنّ البحوث أطلقت عليه اسم «الطلب/ الانسحاب». يتفاقم الوضع بناءً على الانسحاب الواعي ورفض التكلم لأن الشخص الذي يريد مناقشة الموضوع سيزيد مطالبه كلما أصرّ الشريك على الانسحاب. يبرز في هذا المجال انحياز على أساس الجنس: يكون الرجال أكثر ميلاً إلى الانسحاب من المواقف لكن تتهرّب النساء أيضاً.

يحمل التهرّب معنى التسلّط والتلاعب ولا علاقة له بالخجل أو العجز عن التعبير أو جهل الروابط العاطفية. لا تختلق الأعذار للشخص الذي يصرّ على التهرب، تحديداً إذا ترافق سلوكه مع الازدراء. ثمة سبب وجيه كي يعتبر خبير الزواج جون غوتمان هذا السلوك أحد العوامل الأربعة التي تقضي على أي علاقة.

2 توجيه انتقادات شخصية

تتعدد مشاكل الحياة: تُرتكَب الأخطاء وتنكسر المزهريات وتتضرر أجهزة امتصاص الصدمات... قد تنسى الملابس في المصبغة أو تنسى جلب منتجات أساسية من متجر البقالة لأنك تركت لائحة المشتريات في المنزل! لكن حين يستغل الشريك أو أي صديق تلك اللحظة لمهاجمتك ويستعمل عبارات مثل «أنت هكذا دوماً» أو «لا تنفع مطلقاً»، تأكّد من أنّ الوضع لم يعد سليماً. تذكر أن استعمال خطأ بسيط لتعداد عيوبك شكل من الاعتداء اللفظي، حتى لو بدت لك تلك الكلمات مألوفة.

3 التلاعب النفسي

هذا المفهوم مأخوذ من مسرحية عُرِضت خلال الثلاثينيات ومن فيلم مقتبس منها. يعني هذا التلاعب إقناع الناس بعدم حصول حدث معيّن أو إنكار كلمات قيلت سابقاً كي يشعر الطرف المعنيّ بأنه لا يستطيع أن يثق بأفكاره الخاصة، حتى أنه قد يشكّ بصحته العقلية في الحالات المتطرفة.

يعمد الأهالي الصارمون والاستغلاليون إلى التلاعب بأولادهم غالباً، فينكرون أنهم قالوا ما سمعه الطفل أو فعلوا ما شاهده، ويعطي هذا السلوك آثاراً دائمة كأن يصبح هذا الشكل من إنكار الحقيقة أمراً طبيعياً. يكون التلاعب النفسي سلوكاً قمعياً بطبيعته لأن الشخص الذي يتبناه يستعمل الشكوك الذاتية لدى الطرف الآخر وانعدام أمانه كأسلحة ضده. لا يمكن تقبّل هذا السلوك في أي ظرف من الظروف.

4 التهديد الصريح أو الضمني

ربما تظن أن هذا السلوك مرفوض من الجميع لكنك ستفاجأ بعدد الأشخاص الذين لا يسمعون دوماً المعنى الكامن وراء عبارات التهديد الضمنية. يتسلل هذا النوع من السلوك خلسةً إلى العلاقات التي تشمل طرفاً يتمتع بسلطة عمليّة في بعض مجالات الحياة (قد يكون أحد الوالدين أو الشريك الذي يكسب أعلى راتب) أو حتى العلاقات التي يختلّ توازنها لأسباب أخرى.

لا تظهر التهديدات من العدم بل تترافق عموماً مع سلوكيات أخرى مثل تهميش الطرف الآخر أو تشويه سمعته أو معاملته بفوقية أو استعمال انتقادات شخصية لتسهيل السلوك العدائي وجعل الشخص الذي يتعرّض للتهديد يعتبر هذا السلوك طبيعياً. لا يمكن تقبّل هذا الشكل من التلاعب العاطفي حتى لو لم يترافق مع تهديد جسدي!

5 أسلوب اللوم

حين تضطرب الحياة، يشعر الناس بالتحسن إذا وجدوا تفسيراً معيّناً لما حصل، لكن يشكّل اللوم طريقة مفضّلة لدى الشخص السامّ للربط بين الأحداث.

من خلال لوم شخص على جميع الأخطاء، ستحصل على «منفعة» إضافية وتتهرّب من أي مسؤولية شخصية! لذا من الأسهل على الأهالي أن يركزوا على الفرد الذي يثير المشاكل دوماً في العائلة بدل معالجة إخفاقاتهم الخاصة وتحمّل مسؤولياتهم التربوية في هذا المجال. يكون أسلوب اللوم مفيداً أيضاً للأشخاص الذين يغضبون بسهولة أو يفقدون السيطرة على نفسهم بسبب حوادث عشوائية، فيسمح لهم هذا السلوك باستيعاب ما حصل مع أنّه يفترض مقاربة شائبة وغير منطقية.

لنفترض مثلاً أن السيارة المقفلة في الموقف تضررت: يثور الأب غضباً حين يفكر بكلفة استبدال الزجاج الأمامي. لكنه يكتشف أن ابنته لم تشعل ضوء الشرفة حين عادت إلى المنزل. نظرياً على الأقل، كان ضوء الشرفة ليردع المخرّبين لذا تتحمّل الابنة مسؤولية تخريب السيارة!

إنه منطق تفكير جنوني لكنه يعكس معنى أسلوب اللوم المجحف ويتكرر هذا السلوك في مواقف تفوق ما نتوقّعه. لا يمكن تقبّل هذا السلوك لأي سبب!

سيكون عدم تطبيع أيٍّ من هذه السلوكيات أول خطوة في هذه المسيرة. أما الخطوة الثانية، فتقضي بمحاسبة الأشخاص الذين يتبنّون تلك السلوكيات.

استعمال خطأ بسيط لتعداد عيوبك هو شكل من الاعتداء اللفظي حتى لو بدت لك تلك الكلمات مألوفة
back to top