هكذا توفّقين بين طفلك وعملك

نشر في 15-04-2017
آخر تحديث 15-04-2017 | 00:02
No Image Caption
لم تعد المرأة المعاصرة مضطرة إلى أن تكون مثالية كأمّ وزوجة وعاملة في آن. يمكنها أن تضطلع بهذه الأدوار كلها، لكن لا داعي كي تصل إلى حدّ الإجهاد التام. لذا يجب أن تحددي أولوياتك وتنظّمي وقتك وتستمتعي بحياتك مع طفلك وزوجك، مع تخصيص بعض الوقت لنفسك أيضاً. لا ترفعي سقف توقعاتك بل ابحثي عن النظام الذي يناسبك.
تقارب نسبة الرضاعة 70% عند الولادة لكنها تتراجع سريعاً في المرحلة اللاحقة. تتأثر هذه النزعة باضطرار المرأة إلى استئناف عملها بعد إجازة الأمومة وباستقلاليتها المتزايدة وميلها إلى أداء دور نشط في المجتمع.

لتلقي الدعم اللازم، تقدّم مجتمعات كثيرة اليوم أنظمة جماعية وفردية في الأوساط الخاصة والعامة. لذا يستقبل بعض المؤسسات الأطفال بدءاً من عمر الشهرين ونصف الشهر، ويسمح هذا النظام للمرأة بالعودة إلى حياتها المهنية طوعاً أو لأسباب مادية وعائلية. في بلدان أخرى، لا تستقبل الحضانات الأطفال قبل عمر السنة، لكن يمكن إطالة إجازة الأمومة.

تطور بطيء

يقاوم بعض العقليات حتى الآن وجود المرأة في المجال المهني، بينما يكون إنجاب الطفل تجربة قيّمة بالنسبة إلى الرجل، وقد يتلقى مكافأة في العمل أو ينال ترقية كبيرة. حين يصبح الموظف أباً، يدرك أنه «رب الأسرة» ويثق بقدرته على تحمّل مسؤولياته وتحسين أدائه المهني. لكن يكون الوضع معاكساً مع المرأة! يظنّ المدير أن المرأة التي تصبح أماً ستضطر إلى التغيب عن عملها بشكل متكرر لأجل طفلها، ولن تكون متفانية بالقدر نفسه.

لكن يمكن أن يتغيّر هذا الوضع عبر تطوير معايير تسمح بإقامة تناغم بين الحياة المهنية والحياة الشخصية، وعبر إعطاء إجازة للأب وتجهيز الحضانات لاستقبال الأطفال منذ مرحلة مبكرة وتنظيم دوام العمل... بانتظار تلك التغيرات، نظّمي وقتك كي توفّقي بين مختلف مهماتك وتؤدي أدوارك على أكمل وجه.

إذا كنت أماً عاملة، ستتولين ثلاث مهن بدوام كامل وستضطرين إلى أن تكوني أماً خارقة وموظفة ممتازة وربة منزل استثنائية. لا شك في أن التوقعات ستكون مرتفعة وستضطرين إلى التنقل بين اجتماعات العمل والحضانة والتسوّق... رغم هذا الإيقاع المتسارع، يمكنك أن تنظّمي وقتك بأفضل طريقة تناسبك.

20 نصيحة للتوفيق بين المهنة والحياة الشخصية

1 لا تشعري بالذنب

يسهل أن تشعر الأم العاملة بالذنب وتعيش في قلق مزمن كونها تظن أنها لا تؤدي واجباتها مع طفلها على أكمل وجه بسبب انشغالاتها في العمل. ولكن يجب أن تتخلي عن فكرة الأم المثالية. اطردي هذا الشعور واقتنعي بأنك أم تعشقين طفلك، وفي الوقت نفسه أنت امرأة عاملة وزوجة متفانية وصديقة استثنائية... ستمنعك هذه الحالة من التحوّل إلى أم خانقة. هكذا يعيش كل طرف حياة مستقلة عن الطرف الآخر وستكون هذه العلاقة صحية على المستويات كافة.

2 تقبّلي الكآبة بعد الولادة

مثل القرارات المهمة كافة التي تُحدِث تغييراً في أولويات الحياة، لا يمكن تقبّل التجربة الجديدة بسهولة. لا بد من مرور أسابيع للتكيف مع الوضع ومن الطبيعي أن تشعري في هذه الفترة بالكآبة والندم، ويراودك بعض الشكوك. كذلك تشعرين أحياناً بأنك تسلكين طريقاً خاطئاً. لن تتحمّلي تفاعلات ابنك العاطفية ببرودة أعصاب دوماً. إنه وضع طبيعي وسليم وسرعان ما تتحسّن حالتك تلقائياً.

3 لا تحاولي أن تكوني أماً مثالية

تشعر الأم بأنها الشخص الوحيد الذي يعرف مصلحة ابنها ويجيد الاعتناء به. لكنها فكرة وهمية. إذا كنت تعملين، لا يمكنك أداء الواجبات التربوية كافة على أكمل وجه: لن تتمكني من اللعب معه في الحديقة يومياً ولن تساعديه في الاستحمام كل مساء ولن تحضّري له الأطباق المنزلية كل يوم. لا ضير من استعمال الخضراوات المجمّدة أحياناً، فهي مفيدة أيضاً.

4 أحبّي وظيفتك وأخبري طفلك بأهمية العمل

تحبين أن تبرعي في عملك وتستمتعين بحياتك النشطة لذا لا تترددي في المضي قدماً. اشرحي لابنك أنك سعيدة في عملك وأشيدي بالنشاطات التي يقوم بها في غيابك بدل أن تعبّري له عن أسفك لأنك تبتعدين عنه لساعات. كلما تقبّلتِ وضعك كأم عاملة، يسهل أن يتقبّل الطفل أنه ابن امرأة عاملة.

لن يكون هذا الوضع عقاباً له، بل ميزة حقيقية كي يفهم أهمية مرافقة الآخرين وتمضية الوقت خارج المنزل. ستزيد ثقته بنفسه حين ينفتح على العالم وسرعان ما يتواصل طوعاً مع الآخرين حين يصبح مستعداً لإقامة علاقات اجتماعية.

5 اختاري شخصاً مؤهلاً للاعتناء به

كي تنطلقي إلى عملك صباحاً بكل راحة وطمأنينة، اختاري شخصاً مؤهلاً للاعتناء بابنك بالتوافق مع الأب (مربية، حضانة، الجدان...). طوّري أيضاً علاقتك مع عدد من الأهالي الآخرين كي تكلّفيهم أحياناً باصطحاب ابنك إذا تأخرتِ عليه يوماً.

6 أعطي معنىً قيّماً لعملك

إذا كنت غير مرتاحة في عملك، ستجدين صعوبة في التضحية بواجبك كأم للعودة إليه. تكون إجازة الأمومة فرصة مثالية لإعادة تقييم حياتك المهنية وتحسين وضعك مستقبلاً.

يمكنك التفكير بتلقي تدريب إضافي، أو تغيير مسارك المهني، أو اختيار عمل يضمن لك درجة إضافية من الانفتاح.

7 انفصلي عن طفلك

حين تكونين في العمل، لا تنشغلي بطفلك طوال الوقت ولا تحاولي مراقبته باستمرار. يجب أن يعيش جزءاً من حياته بعيداً عن أمه كي يكتسب الاستقلالية تدريجاً. ركّزي على عملك ولا تتحدثي دوماً عن طفلك إلى زملائك، بل حاولي أن تشاركي في مواضيع خاصة بالراشدين.

8 أفسحي المجال أمام مشاركة الأب

يجب أن توزعي المهمات بينك وبين زوجك بالتساوي. نظّمي اجتماعات لتحديد المهمات الموكلة إلى كل طرف منكما: أخذ الطفل لتلقي اللقاحات، اصطحابه إلى الحضانة، اختيار المربية... باختصار، يجب أن تتشاركا القرارات واللحظات الممتعة والضغوط لضمان استمرارية العلاقة.

9 ارسمي الحدود

لا تخلطي بين عملك وبين حياتك العائلية. حين تعودين إلى المنزل، كرّسي نفسك بالكامل لعائلتك وركّزي في المقام الأول على التواصل مع طفلك. قبل الانشغال بالأعمال المنزلية الأخرى، خصصي نصف ساعة على الأقل للعب معه واحتضانه. لا تفكّري بأي موضوع آخر. بهذه الطريقة، ستتخلصين من شعور الذنب الذي ينتابك لأنك لا تلازمين ابنك طوال الوقت.

10 اعزلي حياتك الخاصة عن مشاغل العمل

يجب أن ترسمي خطاً فاصلاً بينك وبين عملك عبر الابتعاد عن وسائل التكنولوجيا. لا تراجعي رسائلك الإلكترونية إلا في الحالات الطارئة وانتظري عودتك إلى العمل. ولا تجلبي معك أي ملفات إلى المنزل!

11 حددي أولوياتك يومياً

لضمان التناغم في حياتك المزدوجة، يجب أن تحددي أولوياتك يومياً على المستويين المهني والشخصي. تسمح قوائم الأعمال اليومية بإتمام جميع المهمات وتخفيف الضغط النفسي. لكن حاولي أن تصنّفي النشاطات بحسب أهميتها وحددي أولاً المهمات العاجلة ثم الأعمال التي يمكن تأجيلها. بهذه الطريقة لن تختلط المهمات المهنية والمسائل الشخصية.

12 تخلصي من هوس الترتيب

لا داعي ليكون منزلك الأكثر ترتيباً في الحي. يجب أن تركزي في المقام الأول على طفلك. لا يهتم الأخير بترتيب الأغراض من حوله بل يريد أن يجدك إلى جانبه كي تتقاسمي معه أجمل اللحظات. اكتفي بالأعمال الأساسية أو استعيني بعاملة تنظيف واخرجي للتنزه مع ابنك حين تنظّف المنزل.

13 أخبري زوجك حين تحتاجين إلى مساعدة

حين تشتدّ مشاغلك، صارحي زوجك بما يحصل معك وأخبريه بأنك تحتاجين إلى مساعدته في مهمات معينة. لا تسأليه إذا كان يستطيع مساعدتك بل حددي الطريقة التي تسمح له بتخفيف أعبائك.

14 حسّني قدراتك التنظيمية

يسمح لك التنظيم بكسب الوقت وتبسيط الحياة اليومية. يمكنك الاعتياد على التسوق عبر الإنترنت أو التوجه إلى متاجر قريبة من منزلك أو وضع خطط استباقية حين تضطرين إلى مغادرة المنزل باكراً. أو يمكنك أن تعملي من المنزل أحياناً إذا أمكن.

15 لا تنسي زوجك وأصدقاءك

خصصي الوقت لإغناء حياتك الاجتماعية ومقابلة المقرّبين منك. لا تترددي في دعوة أصدقائك لتناول العشاء في منزلك مثلاً. ولا تهملي حياتك الزوجية بل نظّمي عشاءً مميزاً مع زوجك من وقت إلى آخر.

16 اسمحي لنفسك باستعادة الاسترخاء

في المنزل، ارتاحي واسترخي وخذي قيلولة عندما ينام طفلك. في العمل، خذي استراحات قصيرة وأغلقي عينيك لبضع دقائق وتنفسي بعمق وركزي على الهواء الذي يدخل من أنفك. يجب أن تركزي أولاً على مكافحة قلة النوم والتعب الجسدي والضغط النفسي: اسمعي الموسيقى واقرئي الروايات والمجلات وتعلّمي وصفات طعام جديدة...

17 خصصي الوقت لنفسك

لتجنب الإحباط، حاولي أن تخرجي وتستمتعي بوقتك وتقومي بنشاط ممتع خلال استراحة الغداء يومياً. سيكون الاعتناء بالذات أساسياً لتحسين المزاج: مارسي بعض التمارين المائية، اعتني بجمالك، اذهبي إلى السينما، قابلي صديقاتك على الغداء، تسوّقي...

18 تأقلمي مع حياتك الجديدة

نظّمي نشاطاتك مسبقاً وتوقّعي أن تتغير خططك في اللحظة الأخيرة. قد تشتاقين إلى نمط حياتك السابق لكن ستعوّضك ابتسامة طفلك ومراحل نموه والعاطفة التي يؤججها في داخلك عن جميع المصاعب التي تواجهينها.

19 عيشي الحاضر

يشكّل عيش الحاضر سر السعادة الحقيقية. يجب أن تكتسبي هذه العادة كي تزدهري في مهنتك وتبرعي في دور الأم. لا نفع من الندم على أحداث الماضي أو التفكير بما ستفعلينه في السنة المقبلة، لذا ركّزي على الحاضر واللحظات اليومية البسيطة.

20 هنّئي نفسك

إذا نجحتِ في التوفيق بين حياتك المهنية والخاصة، ستجدين الطريق نحو السعادة. من جهة ستفتخرين بإنجازاتك المهنية، ومن جهة أخرى ستستفيدين من اللحظات العائلية القيّمة وسينعكس هذا الوضع الإيجابي حتماً على صحتك. باختصار، ستحققين النجاح حين لا تضحّين بحياتك الشخصية التي تعطي معنىً حقيقياً لوجودك.

أفضل الخيارات بعد ولادة الطفل

أثناء الحمل، قد تجدين صعوبة في توقّع مستقبل طفلك. لكن قبل استئناف العمل، فكّري بأهم القرارات التي يجب اتخاذها لتسهيل المرحلة الجديدة التي تستدعي الانفصال عن الطفل.

قرار الرضاعة

إذا أرضعتِ طفلك خلال إجازة الأمومة، يمكن أن تتابعي إرضاعه بعد استئناف العمل. لكن لن يكون إرضاعه صباحاً ومساءً كافياً لأن مستوى إنتاج الحليب يتراجع مع مرور الوقت وتصبح كميته ضئيلة خلال أسابيع. إذا أردتِ أن تطعمي طفلك من حليبك حصراً، يمكنك أن تسحبيه وتحفظيه كي يتناوله على مر اليوم في زجاجة حليب. لكن قد يجد الطفل لاحقاً صعوبة في الرضاعة من ثدي أمه.

إذا قررتِ وقف الرضاعة، ضعي برنامجاً يضمن حصول فطام تدريجي قبل العودة إلى العمل لأنك قد تواجهين مشكلة في الثديين إذا أوقفتِ الرضاعة فجأةً! في المرحلة الأولى، احرصي على إرضاعه صباحاً ومساءً وأعطيه حليباً اصطناعياً على مر اليوم. لتجنب احتقان الثديين، تابعي سحب الحليب ورميه. سرعان ما يتوقف إفراز الحليب خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع.

اختيار نمط الرعاية بالطفل

يجب أن يتماشى نمط الرعاية بالطفل، بغض النظر عن نوعه، مع إيقاع حياتك ويجب أن يشعر الطفل بأنك مرتاحة كي يتقبّل الانفصال عنك. لذا حاولي أن تختاري حضانة قريبة من منزلك كي لا تضيّعي الوقت على الطريق وتستفيدي من لحظات هادئة معه صباحاً ومساءً. ابدئي مرحلة التكيّف منذ إجازة الأمومة.

هل تريدين وضعه في حضانة أم جلب مربّية له؟ خلال السنة الأولى، من الأفضل أن يبقى الطفل في جو هادئ وعائلي مع المربّية. بهذه الطريقة سيتسنى لك أن تختاري الحضانة المناسبة للسنة الثانية. كذلك يجب أن تتفرّغ المربية للاعتناء بطفلك بموجب عقد عمل واضح ويجب أن تكون مؤهلاتها عالية. أما إذا كان دوام عملك جزئياً، يمكنك الاستعانة بجليسة أطفال مؤقتة تأتي لساعات محددة يومياً. في مطلق الأحوال، يجب أن تتمكني من الاتكال على المرأة التي تكلّفينها بالاعتناء بطفلك في مختلف الظروف.

أخذ إجازة

تبدو إجازة الأمومة قصيرة بالنسبة إلى بعض الأمهات الشابات لكن تفضّل أخريات استئناف النشاط المهني والحياة الاجتماعية في أسرع وقت ممكن. يجب أن تحددي مشاعرك وتقيّمي جميع الحلول المحتملة. يمكنك أن تستبقي الوضع وتجمعي أيام الإجازة المدفوعة كي تستفيدي منها بعد ولادة طفلك وتمضي معه أطول فترة ممكنة. لكن يجب التفكير طبعاً بالتداعيات المادية للتوقف عن العمل لفترة من الزمن. لذلك نظّمي ميزانيتك وحددي أولوياتك (شراء ملابس الطفل ومعداته، تقليص النشاطات الخارجية...).

أخبري زوجك أنك تحتاجين إلى مساعدته في مهمات معينة

في العمل خذي استراحات قصيرة وأغلقي عينيك بضع دقائق

يمكنك اعتياد التسوق عبر الإنترنت أو التوجه إلى متاجر قريبة من منزلك
back to top