ثانوية الشويخ... ذكرى وشجون

نشر في 11-04-2017
آخر تحديث 11-04-2017 | 00:10
عندما أتذكر ثانوية الشويخ التي أنشئت عام 1950 أتذكر أنها مصنع القيادات في الكويت الغالية، ويجول في الخاطر ذكرى عطرة لإخوة كرام من ذلك الزمن الجميل، وهم أولئك النخبة من الأصدقاء الذين حملوا راية التنمية والتطوير في البلاد وتولوا المناصب القيادية فيها.
 يوسف عبدالله العنيزي عتب لطيف ومحبب تلقيته من إخوة وأصدقاء كرام أثار بعض الشجون، مجمل العتب يتلخص في: لماذا جاد قلمك بالكتابة عن مدرسة المرقاب الابتدائية ومدرسة صلاح الدين المتوسطة ومدرسة حولي المتوسطة؟ أين ثانوية الشويخ التي أنشئت عام 1950، وهي مصنع القيادات في الكويت الغالية؟ هل نسيت أم تناسيت أولئك النخبة من الأصدقاء الذين حملوا راية التنمية والتطوير في البلاد وتولوا المناصب القيادية؟

أثار هذا العتب بعض الذكرى والشجون، وبدأت بالكتابة عن ذلك الصرح العلمي الذي أعتقد أنه لا مثيل له في ذلك الوقت في المنطقة، ولنبدأ من الدخول عبر تلك البوابة التاريخية الرائعة التي تشعرك بأنك على وشك العبور إلى صرح علمي قلّ مثيله، وبعد تلك البوابة الرائعة تجد أمامك ذلك الدوار الذي نصب في وسطه مجسم "الكرة الأرضية" الذي نحت من الرخام، وقد حفرت فيه خريطة قارات العالم، والذي أزيل وللأسف أسوة بإزالة كل ما هو جميل في كويت الماضي.

بعد تجاوز الدوار يقف بشموخ وخشوع ذلك المسجد البديع الذي يتسع لأكثر من ألف مصلٍّ تفيض بهم صالات المسجد ليفترشوا الساحات المحيطة به، ودعاء من القلب لإمام المسجد الشيخ عبدالمنعم النمر، رحمه الله، والذي أشرف على إنشاء مجلة "الوعي الإسلامي" التي تصدر من جمعية الإصلاح الاجتماعي في الكويت، وقد تولى رحمه الله منصب وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في مصر، نظرا لما كان يتميز به من أفكار معتدلة بعيداً عن التطرف.

وإذا ما تجاوزنا مبنى المسجد وجدنا إلى الجانب الأيمن فصول الدراسة التي تتكون من دورين في تناسق بديع ونظافة متناهية، ولعل الأهم والأروع تلك النخبة الرائعة من المدرسين الأكفاء، وما يمتازون به من تفانٍ وإخلاص في أداء مهمتهم السامية، ويقود ذلك الركب الطيب من المدرسين نظار كرام من أمثال الأستاذ الفاضل سليمان المطوع، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. ويجول في الخاطر الآن ذكرى عطرة لإخوة كرام من ذلك الزمن الجميل، وفي مقدمتهم المغفور له بإذن الله فاروق برغش، وكم أعتز بتلك العلاقة التي تجاوزت الصداقة إلى الأخوة، وقد تميز الأخ فاروق، رحمه الله، بسمو الأخلاق وعفة اليد واللسان، وكنا نادرا ما نفترق على مدى ساعات اليوم، وكم يزدحم الخاطر بذكرى إخوة كرام من أمثال أحمد المرشد وعبدالعزيز الشرقاوي وعبدالوهاب الهارون وعبدالرحمن العيسى وابن الخالة "بو مشعل" عبدالله التنيب والمحامي يوسف مطر وغيرهم من إخوة كرام.

لم تكن ثانوية الشويخ مدرسة عادية، بل تجاوز صداها عالمنا العربي بشرقه وشماله، وكم سعدت بلقاء الأخ العزيز محمود الشريف في مدينة عمان، وكان يرأس تحرير جريدة الدستور الأردنية، فعدنا بالذاكرة إلى تلك الأيام الخوالي حتى التخرج من جامعة الكويت عام 1972 أو عام 1992 كما يؤكد الأخ محمود.

كل المحبة والتقدير لكل أصدقاء الماضي والحاضر، وحفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top