«حطبة الدامة»

نشر في 09-04-2017
آخر تحديث 09-04-2017 | 00:05
فجأة يُعزل قيادي ويظهر «حطبة الدامة» ويطل مسؤول آخر، ويطالب الشباب ببذل المزيد لـ«خدمة الوطن»، هكذا بلا خجل.
 مظفّر عبدالله أول العمود:

قصة التأمينات الاجتماعية انتهت... شكرا للمواطن د. فهد الراشد.

***

سنأخذ مثال استقالة- أو إقالة- رئيسة مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية السيدة رشا الرومي التي اجتهدت في إصلاح ما تمادت فيه الحكومة طوال عقود من الزمن من عدم تعريف المؤسسة إن كانت تجارية أم "ماء سبيل"، لن أتحدث عن ظروف استبعاد الرومي لأن إقصاءات كثيرة حدثت لقياديين سابقين تميزوا بإخلاصهم، وهذا ليس بجديد.

ما يهم هنا هو ظاهرة استشرت في السنوات القليلة الأخيرة، وهي سياسة "حطبة الدامة"، والدامة لعبة شعبية معروفة فيها ٦٤ خانة (أو منصب حكومي هنا)! فما إن يقال قيادي أو تنشأ هيئة جديدة حتى نرى ظهور وجوه مستهلكة تتسيد قمة الهرم الإداري فيها، سلوك أصبح مثيراً للغثيان، وجوه مملة وثقيلة طينة لا تملك جديداً إلا "الولاء" لمن نصبهم، متقاعدين سابقين أو رواد ديوانية، عسكريين في الجيش أو الشرطة، أحيلوا للتقاعد بعد منحهم مئات الآلاف مكافأة نهاية خدمة يتم تدويرهم في الوزارات والهيئات.

بالطبع لا أحد من الحكومة يجرؤ على الحديث عن سبب تعيين "حطبة الدامة"، والمبررات الخارقة التي يملكها لحمله من منصب إلى آخر، حتى يبقى "مرفوع الرأس" في "مجتمعه" الذي يحوم فيه فقط، ولأن خانات اللعبة محدودة بالرقم الذي أشرنا إليه فقد أصبحت الوجوه متداولة، وينظر لها بكثير من الاحتقار أو الشفقة... لا فرق.

فجأة يُعزل قيادي ويظهر "حطبة الدامة" ويظهر مسؤول آخر، ويطالب الشباب ببذل المزيد لـ"خدمة الوطن"، هكذا بلا خجل.

المشكلة الأخرى أن القوى السياسية بلا استثناء تتباهى وتشعر بشيء من الزهو لوقوفها وراء بعض "الحطب" من المحازبين لتيارها، وتبدي نوعاً من الفخر بأن كلمتها مسموعة لدى فريق الحكومة، لكن الحقيقة لا تعدو عن أن التعيين جاء بعد تهديد باختلاق استجواب أو تخويف وزير أو تخريب جلسات!!

هكذا تدار مصالح الناس والبلد! بالدامة!

يجدر التذكير بتصريح شهير لسمو رئيس مجلس الوزراء من أن جهود الإصلاح تصطدم بأن كثيراً من القياديين جاؤوا بالواسطة.

back to top