زبدة الهرج: حرية الصحافة وخان شيخون

نشر في 08-04-2017
آخر تحديث 08-04-2017 | 00:15
 حمد الهزاع كانت حلقة النقاش تدور حول حرية الصحافة العربية وحماية الصحافيين من الانتهاكات التي يتعرضون لها، والتي أقامتها جمعية الصحفيين الكويتية، بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحافة يومي الأربعاء والخميس الماضيين، حيث تلقيت دعوة من الإخوة الأعزاء جاسم كمال أمين صندوق الجمعية ودهيران أبا الخيل مدير الجمعية، وحقيقة فإن شهادتي بهما مجروحة لما يتمتعان به من التواضع وحسن الخلق وكرم الضيافة، وبما أنني من أهل الدار فقد شاركت "المعازيب" في التنظيم واستقبال الضيوف، ولست هنا بصدد ان أخوض في تفاصيل حفاوة الاستقبال أو حلقات النقاش الطويلة وما تخللها من أطروحات اتفق المجتمعون على بعضها واختلفوا في جوانب أخرى، فالاختلاف نكهة الاجتماعات العربية، لاسيما إذا كان كل طرف يعتقد أنه على صواب، فتجد نفسك أمام أمرين، إما أن تحاول تلطيف الأجواء أو تدخل في معمعة الجدال.

لذلك لفت انتباهي أن أحد المحاضرين العرب تقدم بمقترح أن تكون هناك شراكة بين الجامعة العربية واتحاد الصحفيين العرب، بحيث تكون الجامعة العربية مظلة أو وصياً عليه لتسنده وتحميه وتأخذه بالأحضان وتقدم له الحنان والأمان، على أساس أنها أم الجميع.

طبعاً هذا المقترح يسمى بأحلام الرعاة الذين يظنون أن الخيال أو الوهم قد يصبح حقيقة في يوم من الأيام وساعة من الزمان.

أعتقد، والله أعلم، أن الجامعة العربية، لو علمت بهذا المقترح، سترسل الرد الشافي الوافي على وجه السرعة، وقبل أن يرتد طرف دهيران إليه أو قبل أن يقوم جاسم من مقامه، بكتاب مخطوط بالخط الكوفي: "الله يستر عرضكم، سيبونا بحالنا اللي فينا مكفينا، حريات إيه وهباب إيه؟" ومختوم على المغلف المثل المصري: "لا تعايرني ولا أعايرك، الهمّ طايلني وطايلك".

ثم أما بعد...

مدينة خان شيخون قصفها النظام السوري بالكيماوي، ليخلف فيها مجزرة على مرأى ومسمع من العالم، والغريب في الأمر أن الجامعة العربية اختبأت في الملجأ خوفاً من الكيماوي.

back to top