ماذا لو أعطينا المعدة إجازة!

نشر في 07-04-2017
آخر تحديث 07-04-2017 | 00:06
 د. روضة كريز أرى من مكاني هذا، أنه يكثر الطلب على أي من أدوية الإسهال والترجيع والإمساك وأدوية الحموضة والارتجاع والمحاليل المعالجة للجفاف، كلما حان موعد السفر من بلد إلى آخر! شيء غريب، ويزيد الخوف من عدم الاستمتاع بالرحلة، خصوصا إذا كانت إلى أماكن تختلف تماما في طقوسها عن بلادنا، ولكن ليس عند كل الناس هذا الرعب، فبعضهم يسافر ولا يعاني سوءا في الهضم أو اضطرابا أو التهابا معويا أو أيا من أمراض الجهاز الهضمي، ونراهم يستمتعون بالأطباق الشرقية والغربية، وسعداء بها أينما حلوا، ونرى كثيرا من هؤلاء من يشتكون من السمنة والضغط والكوليسترول وخشونة في المفاصل، وكل ذلك من زيادة السموم الغذائية في الجسم وعدم امتصاص المفيد منها جيدا، ومما ترسب منها في أماكن مختلفة من الجسم!

ولكن من خبرتي في الغذاء العلاجي، أرى أنه ماذا لو أعطينا المعدة إجازة من الأكل والطعام يوما أو يومين في الأسبوع، كصيام الاثنين والخميس مثلا؟ ونكتفي خلال اليومين بشرب الماء والعصير الطازج والسوائل من الشوربات، وأنواع الشاي من الأعشاب وغيرها، بحيث نساعد الجهاز الهضمي على أن يعيد صحته وعافيته ويساعد المعدة والأمعاء في التخلص مما رقد فيهما من أجسام غذائية جافة، والتي غالبا ما تؤدي إلى الإمساك والبواسير والتسمم الغذائي، أو سرطان القولون! وإذا أرفقناها بنظام رياضي من المشي أو التمارين الخفيفة، أو إعادة تنسيق ديكور المنزل، فإن ذلك سيعمل على تنشيط الدورة الدموية وزيادة تدفق الدم إلى الأجهزة الهضمية الأوتوماتيكية، مما يسرع في عملية طرح السموم الغذائية وتنظيف الدم من سموم رواسب الطعام!

فإذا تمكن الشخص من ذلك (إعطاء المعدة يوم إجازة)، فإنه سيعتاد على نظام غذائي صحي. وإن كان من ذوي الأمراض المزمنة كالضغط والسكر والسمنة والكوليسترول، فإن ذلك سيحسن عافيته الجسمية ويخسر الوزن الزائد الذي سبب له هذه الأمراض كلها. كما وسيحسن من امتصاص الدواء وسرعة مفعوله، وربما سيضطر إلى تخفيض الجرعة الدوائية أو إلى ترك العلاج ذاته وهو بصحة طيبة. لكن لا ننصح المريض بذلك دون إشراف الممارس بالغذاء العلاجي، منعا لعدم الوقوع بأي خطأ في القياسات أو الجرعات الدوائية!

لكن مع ذلك كله لن نستغني عن خطوات رياضية ولو خفيفة لتنشيط الدورة الدموية إجمالا كما أسلفت، خصوصا أن كثيرا منا يعلم أن الأعصاب الواصلة للجهاز الهضمي تنتهي أسفل الأقدام، والمشي أخفها إن لم يشتك الشخص من الخشونة في الركب!

back to top