جون غودمان: دوري في Kong يشبه المسؤولين عن سياسة الاحتواء في أميركا

نشر في 07-04-2017
آخر تحديث 07-04-2017 | 00:00
جون غودمان في Kong
جون غودمان في Kong
إنه ممثل موهوب حين يؤدي دور الظريف الحذق في أعمال الأخوين كوين، أو دور الناجي المصاب بجنون الارتياب في فيلم 10 Cloverfield Lane (طريق كلوفرفيلد 10)، أو دور الرجل المضحك والساحر والعميق من دون التفوه بكلمة في الفيلم الكوميدي الصامت The Artist (الفنان). تكلّم جون غودمان عبر الهاتف حديثاً عن أحدث فيلم له وأثبت مجدداً أنه يستطيع تقديم عرض مميّز حتى لو لم تكن الكاميرات تصوّره.
في فيلم Kong:Skull Island (كونغ: جزيرة الجماجم)، يجسد جون غودمان شخصية باحث معتوه يقود مستكشفين إلى منطقة مجهولة في جنوب المحيط الهادئ حيث يواجهون مشاكل كثيرة. من الواضح أنه استمتع بأداء ذلك الدور لكن تعلّقت أهم ناحية من هذا المشروع بإعادة عرض قصة أسطورية في عالم الأفلام.

لطالما استمتع غودمان بمشاهدة أفلام King Kong وأراد أن يُكرّمها. شعر بأن الفيلم الجديد (فيه حكاية مضحكة ومثيرة للاهتمام تدور أحداثها في نهاية حرب فيتنام) يعكس أول قصة طرحها فيلم Kong عام 1933.

انتقد غودمان الأعمال الرديئة التي اتّكلت على ميزانيات ضخمة واقتبسها جون غيليرمين وبيتر جاكسون والمحاولات اليابانية، معتبراً أن كل فيلم منها كان كارثياً لسبب مختلف: «كان يمكن أن يتوقفوا بعد صدور فيلم King Kong والجزء اللاحقSon of Kong (ابن كونغ) بفارق ستة أشهر. إنها النسخ الوحيدة التي شاهدتُها وأعتبرها جيدة».

ثم قال ضاحكاً: «في طفولتي، كنت أحب تلك الأفلام بسبب الحيوانات الخرقاء ولقطات ربط الفتيات. تحمل تلك المشاهد قيمة معيّنة في عمر السابعة. لكن حين كبرتُ واكتشفتُ طريقة التصوير، انبهرتُ بهذا العالم فعلاً. إنها مشاريع جريئة وناجحة. أصبحت أشبه بأسطورة وطنية منذ الثلاثينيات. يُعتبر King Kong جزءاً من المصطلحات السينمائية والثقافة العامة، لذا سنتابع تصوير أجزاء جديدة منه. كانت شخصية «كينغ كونغ» أول سبب دفعني للمشاركة في الفيلم».

تعلّق السبب الثاني بمغادرة الولايات المتحدة خلال فصل الشتاء: «صوّرنا في هاواي حتى عيد الميلاد ثم قصدنا الساحل الشرقي في أستراليا، ثم ذهبنا إلى فيتنام» (كان أول فيلم غربي يُصوَّر هناك).

باحث مهووس

تقع أحداث فيلم Kong في بداية السبعينيات، وكان العمل كفيلاً بتذكير غودمان ببداية مسيرته المهنية: «قصدتُ جامعتي حينها وحاولتُ الانضمام إلى فريق كرة القدم. لم تكن علاماتي أو موهبتي أو رغبتي كافية لتحقيق ذلك الهدف، لكني أردتُ بكل بساطة أن أنخرط في فريق كرة القدم كي أحصل على منحة دراسية ولا أقصد فيتنام بداعي الدراسة». صحيح أنه لم ينضمّ إلى الفريق، لكنه لعب أمام أشخاص تحت الأضواء ويشعر بالامتنان لأن الاختيار لم يقع عليه. يقدم فيلمه الجديد نظرة كوميدية قاتمة عن تلك الحقبة بحسب قوله.

يؤدي غودمان دور باحث مهووس مقتنع بنظرية المؤامرة ويقود بعثة إلى جنوب شرق آسيا: «إنه رجل واثق من معلوماته، بما يشبه المسؤولين عن سياسة الاحتواء في بلدنا. قادنا أفضل وألمع المسؤولين إلى مستنقع فيتنام. لم يسمعنا أحد وأظنّ أن الوضع مشابه مع هذا الرجل. هو يتمسك بما يعرفه ولا يهتم بالأضرار الجانبية المحتملة لكنه مضطر إلى إثبات صحة أفكاره».

بوب ديلان

يحمل غودمان ذكريات جميلة عن عمله مع بوب ديلان في فيلم الدراما الكوميدية Masked and Anonymous (مقنّع ومجهول) في عام 2003 ومع جويل وإيثان كوين في ستة أفلام، بدءاً من فيلم Raising Arizona (ارتفاع أريزونا) في عام 1987 وصولاً إلى فيلم Inside Llewyn Davis (داخل ليواين ديفيس) في عام 2013.

قال غودمان متنهداً: «جعلني التمثيل إلى جانب بوب ديلان وتنفيذ سيناريو من كتابته أنتقل من المستوى النظري إلى أرض الواقع. كنت أكتفي بالعمل معه لأن محاولة قراءة أفكاره أو تفسيرها بما يتجاوز ما يُظهِره لنا قد توقعنا في المشاكل. كنت محظوظاً بما يكفي كي أتعمّق في معرفته».

الأخوان كوين

أدرك غودمان والأخوان كوين منذ 30 سنة أن تعاونهم ناجح: «قال إيثان إننا أشخاص ريفيون سافروا إلى المدينة الكبيرة وجمعتهم الحياة في النهاية. أظن أننا طوّرنا مفرداتنا الخاصة منذ البداية».

«كانت أول تجربة أداء (بدور هارب مجنون من السجن في فيلم Raising Arizona) ممتازة لأننا جلسنا بكل بساطة وتسلّينا طوال ساعة تقريباً. حتى لو لم أحصل على الدور، كانت تلك التجربة لتبقى مميزة». لطالما اختاره الأخوان كوين لأداء شخصيات سطحية أو شريرة لكنه لا يعترض على ذلك لأنه لم يجد خياراً آخر كما يقول.

يعتبر غودمان (64 عاماً) أن التزاماته المستمرة في عالم الأفلام والتلفزيون والمسرح استنزفت قوته: «أعترف بأنني متعب فعلاً!».

مسرح

أنهى جون غودمان لتوه عرضاً في برودواي لمسرحية The Front Page (الصفحة الأولى) مع ناثان لاين وأنهكته تلك التجربة: «حين عدتُ إلى المسرح بعد سنوات من الغياب، اكتشفتُ جوانب صَدِئة فيّ. كان إيقاع العمل سريعاً. تعلّمتُ درساً قيّماً لكني أعترف بأنني منهك. أصبتُ بالتهاب رئوي ثلاث مرات. لم أستطع أن أستجمع الطاقة الكافية كي أبدأ بممارسة التمارين الجسدية التي كانت لتمنع جزءاً كبيراً من تلك المشاكل».

لكنه كان يعود دوماً إلى ذلك المسرح حيث قدّم نحو 120 عرضاً نظراً إلى صداقته القديمة مع لاين: «أعرف ناثان منذ عام 1976 وأستمتع بالعمل معه دوماً. أنبهر بما يقدّمه. إنه شخص متألق ومدهش».

يقول غودمان إن جدوله المزدحم لا يضاهي جدول لاين ويعتبره «أكثر شخص مجتهد في عالم الاستعراض!».

غودمان يؤدي في Kong دور باحث مهووس مقتنع بنظرية المؤامرة
back to top