أزمة مرور أم أزمة أخلاق؟

نشر في 04-04-2017
آخر تحديث 04-04-2017 | 00:09
لا شك أن أغلب دول العالم تعاني أزمات واختناقات مرورية وخصوصاً في ساعات الذروة، ولكن ما لاحظناه في الكويت أن تلك الساعات مستمرة على مدار اليوم، وفي كل الشوارع تقريبا، وبشكل خاص ما تسمى بالطرق السريعة التي لم يتبق لها من صفاتها إلا الاسم.
 يوسف عبدالله العنيزي معالي نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية:

مع كل التقدير والاحترام، إنها رسالة مودة وتقدير لكل ما تقومون به أنتم وأفراد وزارتكم الموقرة من جهد وعمل دؤوب، نعبر من خلالها عن بعض ما يعانيه مستخدمو الطرق في البلاد، مع الإدراك أنها لا تغيب عن بالكم، فلا شك أنكم أهلٌ للثقة وتحمل هذه الأمانة التي تنوء بحملها الجبال في المحافظة على أرواح العباد وسلامة البلاد، وهل هناك أمانة توازيها؟

لا شك أن أغلب دول العالم تعاني أزمات واختناقات مرورية وخصوصاً في ساعات الذروة، ولكن ما لاحظناه في الكويت أن تلك الساعات مستمرة على مدار اليوم، وفي كل الشوارع تقريبا، وبشكل خاص ما تسمى بالطرق السريعة التي لم يتبق لها من صفاتها إلا الاسم، حيث نقضي فيها الساعات الطويلة في معاناة قاسية، ثم أين نحن من تلك الحفنة التي امتهنت الاستهتار والاستخفاف بالناس وبأرواحهم، فغدت الشوارع ملاعب وساحات لممارسة هوايات هذه الحفنة من المستهترين الذين أصبحوا مصدر خوف وقلق لكل من يستخدم الطرق؟

ترى من يتحمل وزر تلك الدماء التي تسيل في شوارع الكويت؟ ومن يتحمل آثام تلك الأرواح التي صعدت إلى بارئها تشتكي جور من استهانوا بها وبحياتها، إضافة إلى تلك الأعداد الهائلة من الجرحى والمصابين بالعاهات المستديمة، وللأسف انتشر داء السرعة إلى الحد الذي لا يمكن السيطرة عليه، وأصبح يشكل عبئا شاقا على إدارة المرور وأفرادها يفوق قدرتها، فلماذا لا تُنشر كاميرات المراقبة في كل شوارع البلاد؟ ولماذا هذا التساهل في الأخذ على أيدي تلك الحفنة المستهترة التي تستخف بأرواح الناس، ولم تعد تخشى حتى رجال الأمن والمرور؟ ومن ناحية أخرى إلى متى تعاني شوارعنا الحفر والتشققات والحصى؟

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

سؤال بريء

قبل أيام جادت السماء علينا بنعمة المطر والخير بإذن الله، ولكن من المؤلم أن تلك النعمة ما كادت تصل إلى الأرض حتى تحولت إلى نقمة، فأصبحت الشوارع بحيرات، فجرفت السيارات وفاضت المجاري.

حدث هذا في يوم أو بعض يوم، فقد عشت ما يقارب أربع سنوات في مدينة "لاهاي" في مملكة هولندا الصديقة، حيث يستمر موسم هطول الأمطار على مدى أشهر، وأحيانا يستمر أسبوعا كاملا بدون توقف، في حين تسير حركة المرور بكل يسر وسهولة، ولم تتحول الشوارع إلى بحيرات، ولم تفض المجاري مع يقيني أن تكلفة المشاريع في هولندا أقل من الكويت، والسؤال البريء هو: لماذا يحدث هذا في شوارع الكويت، ولا يحدث في مملكة هولندا الصديقة؟

back to top