زبدة الهرج: ميزة القمة العربية

نشر في 01-04-2017
آخر تحديث 01-04-2017 | 00:09
 حمد الهزاع ما يميز القمم العربية أن لها نكهة خاصة تختلف عن باقي القمم التي تعقد على كوكب الأرض أو الكواكب الأخرى، وميزتها أنه في كل قمة تعقد تضاف أزمة جديدة إلى جدول قائمة الأزمات، فقد كان الخطاب في السابق يقتصر على القضية الفلسطينية وما تحتويه من انتهاكات الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره، إضافة إلى احتلال الجولان ومزارع شبعا اللبنانية، وبعد ذلك تعددت القمم وزادت الأزمات والخطاب واحد، إلى أن وصلنا إلى قمة الأردن، والأزمة السورية مستمرة فلا حل يلوح في الأفق ولم يُجدِ نفعاً اجتماع أستانا وجنيف لإيقاف آلة القتل والدمار، وانقلاب الحوثيين والمخلوع علي صالح على الشرعية اليمنية في تمادٍ، حتى وصل بهم الحال أن يطلقوا صواريخهم القذرة باتجاه مكة، وحرب العراق ضد "داعش" زادت وتيرتها، فلا تمييز بين مدنيين عزل ودواعش فجَرة، والوضع في ليبيا بعد أن استقر بنهاية حكم القذافي فلت عياره وأخذ يحصد أرواح أحفاد عمر المختار، والصومال يئن تحت وطأة الفصائل المتناحرة والجوع الذي يفتك بالفقراء.

كل هذه المصائب و"البلاوي" حدت بالأمين العام أحمد أبوالغيط أن يستشهد في خطابه الذي ألقاه بقمة الأردن بالآية الكريمة "وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ".

والواضح أن اليأس والإحباط والتململ تسللت إلى قلب الجامعة العربية، فأصبحت عاجزة عن إيجاد حل واحد يتيم لأي قضية من القضايا العالقة التي تنخر جسد الكيان العربي، جميل أن يلتجئ المرء إلى الله سبحانه في السراء والضراء، وأن يوكل أمره إليه، وأيضاً كذلك يقول تعالى: "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ". إذن المشكلة تكمن في أن القرارات العربية ما هي إلا شعارات فقط دون تفعيل، وخطابات رنانة لا تسمن ولا تغني من جوع، وأخذ صور تذكارية على أساس أن لدينا جامعة عربية ولابد أن نظهر أمام العالم بالصورة المطلوبة.

لذا كان ينقص خطاب أبوالغيط أن يقول إن رمضان على الأبواب، ودعونا نعتكف في الحرم الشريف، ونبتهل إلى الله بالدعاء وهو يرانا ويسمع نحيبنا ورجاءنا، علّه تعالى يكشف الغمة عن الوطن العربي، وبالمرة ندعوه سبحانه لباقي الدول الإسلامية أن يستر عليها ويرزقها من حيث لا تحتسب "برضك إخوتنا بالدين".

ثم أما بعد،،،

يا خوفي من القمة المقبلة أن يضاف إليها أزمة جديدة، "علي النعمة"، ساعتها سنعلق رايات سوداً على أبواب الجامعة العربية "حزنا وحداداً على وفاتها".

back to top