هند الصبيح والطائر الأزرق

نشر في 31-03-2017
آخر تحديث 31-03-2017 | 00:08
 أ. د. فيصل الشريفي لعل ملف الخطوط الجوية الكويتية من الملفات الأكثر إثارة التي تناولتها الصحافة، وأبرزها حضورا في أروقة مجلس الأمة، وأكثرها جدلاً تحت قبة عبدالله السالم، وهو الحاضر الغائب في عدد المرات تعليقاً لحسابها الختامي لكثرة المخالفات الإدارية والمالية؛ مما دعا إلى تخصيصها لعل وعسى أن تنصلح حالها.

في عام 2008 وافقت الحكومة على دعمها بما يقرب من الـ600 مليون دينار في خطوة أثارت معها جدلاً سياسياً لتعارضه مع قانون خصخصة الكويتية بهدف تحسين وضعها التشغيلي، ومن ثم إعادة ثقة المستثمرين والمستخدمين بها، ولكن شيئاً من هذا لم يحدث.

مشاكل الكويتية على ما يبدو لم تقف عند إعادة هيكلتها، فبعد الاستغناء عن معظم القوى التشغيلية الوطنية شكلت شركة الخطوط الجوية الكويتية في تاريخ 5 مايو 2016 لجنة لاختيار طيارين جدد بهدف سد النقص، وهو إجراء سليم رغم تناقضه مع قرار الإحالة للتقاعد لأكثر من 30 طياراً كويتياً من أصحاب الكفاءة والمهنية العالية، علاوة على ذلك قامت المؤسسة بتعيين عدد من الطيارين الأجانب انتهى المطاف بترك بعضهم المؤسسة بعد أن استفادوا من الدورات التدريبية المجانية التي كلفت خزينة الدولة عشرات الآلاف من الدنانير، والتوجه إلى شركات أخرى!

المشكلة لم تقف عند هذا الحد، فاللجنة المشكلة لاختيار الطيارين الجدد ومقابلتهم ضمت خيرة ذوي الخبرة، ومع ذلك قدم رئيسها وبعض أعضائها استقالتهم نتيجة اعتراضهم على سياسة التوظيف التي تجاوزت الأعراف الإدارية، والتي تقتضي الإعلان عن حاجة المؤسسة في الصحف المحلية والعالمية عن الوظائف.

هناك من يراقب ويرصد قرارات مجلس إدارة الخطوط الجوية الكويتية بهدف التصعيد السياسي، وهناك من يرفض تحويل المؤسسة إلى القطاع الخاص باعتبارها الناقل الوطني، وبين هذا وذاك يظل السؤال حول إمكانية معالجة المخالفات الإدارية والمالية، وهل بإمكان الأخت هند الصبيح أم أحمد وضع يدها على الأخطاء ومعالجتها، أم لأصحاب النفوذ رأي آخر؟

لعل عامل الوقت لا يسعف الأخت أم أحمد في المضي قدماً بالإجراءات التصحيحية ما لم تحظَ بالثقة الكافية في دعم توجهاتها الإصلاحية من مجلس الوزراء، ومن سمو رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك الذي أكد في أكثر من مناسبة أنه لن يدخر أي جهد يصب في مصلحة الكويت.

الأخت الفاضلة هند الصبيح بالأمس تم تكريمك بوسام رئيس الدولة الفرنسية كاستحقاق لجهودك في خدمة الكويت لأكثر من 20 عاماً في عدة وظائف حكومية عليا، وهو بمثابة تعبير عن امتنان جمهورية فرنسا بالتزامك الشفافية، وهو أيضاً تكريم لدور المرأة في الإصلاح، ومع هذه الشفافية التي كرمت من أجلها ننتظر أن تترجم تلك المسيرة في طي ملف الخطوط الجوية الكويتية من خلال وضع النقاط على الحروف، وإخراج هذا الملف ومن يقف وراءه عبر بوابة كبار الضيوف، أو من أي باب آخر، فالطائر الأزرق يظل الناقل الرسمي للدولة، وأحد أهم الشواهد على نهضة الكويت الحديثة.

ودمتم سالمين.

back to top