«قمة الأردن»: دعوات لتجاوز الخلافات وترميم النظام العربي

• الملك سلمان: الإرهاب الخطر الأول و«التدخلات» تنتهك حسن الجوار
• السيسي لتعزيز الدولة الوطنية
• العبادي لإنهاء الاستقطابات الإقليمية
• أمير قطر لفصل الحرب على الإرهاب عن السياسة

نشر في 30-03-2017
آخر تحديث 30-03-2017 | 00:05
على عكس القمة العربية السابقة التي جسدت ذروة التشرذم العربي، بدت الصورة أكثر إيجابية في القمة الـ28 التي عقدت أمس في البحر الميت بالأردن، وسط حضور عربي ودولي ملحوظ.
وقد أظهرت كلمات الزعماء وقرارات القمة أن هناك محاولة لإعادة بناء النظام العربي، في ظل وجود تفاهمات بشأن أكثر من ملف.
انعقدت أمس القمة العربية الـ 28 على ضفاف البحر الميت في الأردن، وسط حضور غير مسبوق من القادة والزعماء العرب، وبمشاركة دولية ملحوظة.

وترأس العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني القمة، بعد كلمة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز، رئيس الدورة الـ27، الذي سلم الرئاسة إلى العاهل الاردني. وأعقب ذلك كلمة للأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

أبو الغيط

وأكد الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط، في كلمته أمس، قدرة الجامعة العربية على النهوض بدولها والتصدي للتحديات المحدقة بالمنطقة، محذراً من ان هناك "طيورا جارحة كثيرة تتربص بالعالم العربي، وتريد أن تنهش في جسده، ومنها من يوظف الطائفية والمذهبية على نحو مقيت لتحقيق أغراض سياسية تناقض المصلحة العربية على طول الخط، وهو نهج نرفضه ونتصدى له".

وأكد اهمية مواجهة ذلك بالحفاظ على الدولة الوطنية، مبينا ان الوضع العربي الحالي ليس مؤهلا بعد للدخول في أي ترتيبات طويلة الأمد للأمن الإقليمي في ضوء اختلال موازين القوى.

الملك عبدالله

وقال العاهل الأردني، في كلمته، إن أمام الأمة العربية تحديات كبيرة، لاسيما الإرهاب، مشيرا إلى أن الإرهاب يهدد العرب والمسلمين أكثر من غيرهم.

وفي الملف الفلسطيني، أكد الملك عبدالله الثاني أن "إسرائيل تواصل مساعيها لتقويض فرص السلام"، معتبراً أن "لا استقرار في المنطقة من دون حل القضية الفلسطينية".

وفي موضوع الأزمة السورية قال: "نأمل أن تثمر مفاوضات جنيف، ونصل إلى بدء عملية سياسية في سورية"، مضيفاً: "نتحمل أعباء اللجوء السوري عن أمتنا العربية".

الملك سلمان

وفي كلمته، أكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز على "مركزية القضية الفلسطينية وضرورة ألا تشغلنا الأحداث الجسيمة التي تمر بها منطقتنا عن السعي لإيجاد حل لها على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".

وقال الملك سلمان إن "الشعب السوري ما زال يتعرض للقتل والتشريد ما يتطلب إيجاد حل سياسي ينهي هذه المأساة ويحافظ على وحدة سورية ومؤسساتها وفقا لإعلان جنيف1 وقرار مجلس الأمن رقم (2254)".

وشدد على ضرورة "الحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره والتوصل إلى حل سياسي، وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ونتائج الحوار الوطني اليمني وقرار مجلس الأمن وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لمختلف المناطق اليمنية".

وأضاف ان "من أخطر ما تواجه الامة العربية هو التطرف والإرهاب الأمر الذي يؤكد ضرورة تضافر الجهود لمحاربتهما بكافة الوسائل"، مؤكدا أن "التدخلات في الشؤون الداخلية للدول العربية تمثل انتهاكا واضحا لقواعد القانون الدولي وسيادة الدول ومبادئ حسن الجوار".

السيسي

من جهته، أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على "التحديات الجسيمة التي تواجه المنطقة، وتهدد وحدة الدول وسلامة أراضيها"، معتبرا أن التحديات تتمثل في "انتشار الإرهاب وإضعاف كيان الدولة الوطنية".

وقال السيسي: "يتحتم علينا العمل على مسارين: مكافحة الإرهاب، وبذل أقصى الجهد لتسوية الأزمات في المنطقة من خلال تعزيز مؤسسات الدول الوطنية"، متحدثاً عن مقاربة شاملة للإرهاب تشمل الحسم العسكري وتحسين الظروف المعيشية والتصدي للفكر المتطرف من خلال تطوير التعليم وتطوير الخطاب الديني.

وحذر من أن بعض "القوى تستغل الظروف لتعزيز تواجدها في المنطقة والتدخل في شؤون الدول العربية"، داعيا إلى اتخاذ موقف واضح وحاسم إزاء هذه التدخلات، والتأكيد على أن محاولات فرض الهيمنة المذهبية ستواجه بموقف صارم.

وتحدث الرئيس المصري عن تدخل خارجي في سورية، دون ان يسمي أي دول تتدخل، كما شدد على حرص واهتمام مصر على استعادة الاستقرار في ليبيا، داعيا الى "إيجاد صيغة عملية لتنفيذ الاتفاق السياسي بين الاطراف الليبية".

أمير قطر

وقال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في كلمته، إن "التضامن العربي عامل أساسي في تحقيق التطلعات العربية"، مضيفاً انه ليس من الانصاف أن" نبذل جهدا لاعتبار تيارات سياسية نختلف معها إرهابية".

وبين بن حمد أن "مكافحة الارهاب أخطر من أن نخضعها للخلافات والمصالح السياسية والشد والجذب بين الأنظمة".

وأكد أنه "لن تقوم دولة فلسطينية بدون غزة أو في غزة فقط"، مشدداً على ضرورة "إجبار النظام السوري على تنفيذ القرار الدولي 2336". وعبر عن تقديره للأردن ولبنان، لاستضافة اللاجئين السوريين.

العبادي

بدوره، دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى "منع التدخل الخارجي في قرارات الدول العربية"، مضيفا: "لا يمكن أن تعيش أي دولة آمنة بمفردها، ولن تكتمل فرحتنا بهزيمة داعش الا بهزيمة الارهاب في كل الدول العربية".

وحث العبادي على "إنهاء الخلافات والنزاعات الجانبية والاستقطابات الاقليمية"، مطالباً بـ "موقف عربي تجاه اي تجاوز للسيادة الوطنية للعراق، وعدم السماح به واعتبار ذلك خطا أحمر، في علاقتنا مع الدول".

وأضاف أن "العراق لجميع العراقيين دون تمييز، ونحن دولة تحترم التنوع الديني والقومي والمذهبي والفكري، ولدينا مؤسسات دستورية تحمي هذا التنوع وتدافع عن حقوق جميع العراقيين وفق مبدأ العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات"، مؤكداً: "لقد دفعنا ثمنا باهظا بسبب خطابات الكراهية والتحريض الطائفي، وما نطلبه من إخوتنا العرب أن يساعدونا في القضاء على خطاب التمييز والكراهية وأن يكون الخطاب والإعلام داعما لوحدة شعوبنا وليس مفرّقا ومحرضا على القتل والتدمير".

هادي

وقال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إن "إيران تغذي الإرهاب في المنطقة العربية"، داعيا إلى استراتيجية عربية موحدة لمواجهة التحديات.

وأشار هادي إلى أن الميليشيات الحوثية وعلي صالح دمرا النسيج الاجتماعي اليمني، مضيفا: "تنازلنا كثيرا في المفاوضات، ليس ضعفا بل حرصا على بلادنا، وميليشيات الحوثي والمخلوع صالح استخدمت السلاح ضد اليمنيين بأوامر إيرانية"، ومؤكدا أن الحكومة اليمنية بحاجة إلى الدعم العربي لإعادة الإعمار.

عون

وألقى رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون كلمة قال فيها ان "على الدول العربية التعاون من أجل الخروج من الازمة التي تعصف بالبلدان العربية، والبحث عن حلول من اجل الخروج منها، والحد من الخسائر الفادحة التي ترتفع يوماً بعد يوم".

ودعا عون الدول العربية إلى "الجلوس على طاولة الحوار وإلا ذهبنا جميعا عمولة حل لم يعد بعيدا، سيفرض علينا".

لقطات

أسعد بن طارق ينوب عن السلطان قابوس

غاب عن القمة العربية سلطان عمان قابوس بن سعيد، وتمثلت السلطنة في نائب رئيس الوزراء العماني لشؤون العلاقات والتعاون الدولي الممثل الخاص للسلطان قابوس أسعد بن طارق آل سعيد.

وتم تعيين بن طارق، الذي يعد أحد أبرز المرشحين لخلافة السلطان قابوس في منصبه هذا قبل أسابيع، في خطوة قال المراقبون إنها مرتبطة بترتيب الحكم في السلطنة.

... مثلوا بلادهم في القمة

• الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات حاكم دبي مثل بلاده بدلا من رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.

• رئيس الوزراء حيدر العبادي، وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة العراقية، ويملك صلاحيات واسعة، مثل العراق بدلا من الرئيس العراقي فؤاد معصوم.

• عبدالقادر بن صالح، رئيس مجلس الأمة الجزائري، مثل بلاده في القمة بسبب غياب الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة.

وجهان جديدان

شهدت القمة العربية الـ28 حضور وجهين جديدين، هما الرئيس اللبناني ميشال عون، والرئيس الصومالي محمد فرماجو.

ضيوف شاركوا

حضر القمة بصفة ضيوف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، ومبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومبعوث للحكومة الفرنسية.

كما شارك مبعوث شخصي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نائب وزير الخارجية الروسي، مبعوث الرئيس إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ميخائيل بوغدانوف.

back to top