أبرز المشاكل التربوية... حلول ونصائح

نشر في 28-03-2017
آخر تحديث 28-03-2017 | 00:02
No Image Caption
تتطلّب تربية الأولاد أحياناً الاستعانة بآراء خارجية. يقدم الخبراء فيما يلي أجوبة عن أبرز المشاكل التي يواجهها الأهالي مع أولادهم.
يقلّد ابني البالغ من العمر ثلاث سنوات صديقه ويكرّر أبسط حركاته وأفعاله. ما سبب هذه النزعة وكيف يمكن إنهاؤها؟

تسمح النزعة إلى التقليد للطفل ببناء شخصيته، وإيجاد مراجع له خارج إطار عائلته. في عمر الثالثة، يتعلّم الطفل أن يقيم العلاقات مع المحيطين به ويكتسب بذلك شيئاً من الاستقلالية، وربما يبدو له التقليد أسهل طريقة لإحراز التقدم واكتساب الثقة قبل بدء اكتشافاته الخاصة. تسمح له هذه المقاربة أيضاً بإعادة النظر في رغباته وتحديد ما يسعده وتشجيعه على الانخراط في الجماعة. يمكن أن يرسم له الوالدان الحدود ويركّزا على مزاياه وحده حين يصيبه الهلع إذا لم يجد صديقه معه طوال الوقت.

تريد ابنتي البالغة من العمر 12 عاماً أن تتبنى حمية نباتية. هل يجب أن أوافق على رغبتها أو أكبح عاداتها الغذائية الجديدة؟

لا داعي للقلق! ربما يكون خيارها عابراً أو دائماً. يتأثر الأولاد دوماً بميل الراشدين من حولهم إلى المبالغة في استهلاك اللحوم وبالمشاكل البيئية. ناقشي مع ابنتك الأسباب التي تدفعها إلى تغيير نظامها الغذائي واقترحي عليها تخفيف اللحوم بدل حذفها بالكامل. في مطلق الأحوال، احرصي على مرافقتها في هذه المرحلة، بمساعدة اختصاصي عند الحاجة: يمكن إيجاد الفيتامين B12 في أغذية أخرى عدا اللحوم (بيض، أجبان، بقوليات) لكن لن يكون الحديد النباتي كافياً وستبرز الحاجة إلى استعمال المكملات. حاولي أن تحمّليها مسؤوليات إضافية واطلبي منها تحضير الأطباق معك.

بدأت ابنتي البالغة من العمر 5 أعوام ترتعب من الذئاب منذ بضعة أشهر لدرجة أنها تطلب منا أن نحمي غرفتها منها في كل مساء. كيف يمكن طمأنتها؟

يُعتبر الذئب جزءاً من المخيلة الجماعية ومن الطبيعي أن يمرّ الأولاد بنوبات من الرعب الليلي بسببه. تحتاج ابنتك إلى بناء شخصيتها والتحكم بانفعالاتها العدائية. خصّصي الوقت كي تصغي إليها وتراقبيها قبل أن تتدخلي. إذا عملتِ على تبديد خوفها سريعاً من دون أن يتسنى لها مواجهته، لن يختفي خوفها بالكامل. اسمعي ما تقوله واطردي معها الذئب من غرفتها لكن لا توافقي على نومها في سريرك. سرعان ما يترسخ شعورها بالأمان. إذا راودتها كوابيس متكررة وتجدّد خوفها في أوقات اليقظة، اطلبي منها أن تعبّر عن مشاعرها. قد تكون منزعجة من بعض الحوادث التي مرّت في حياتها اليومية.

لا يكفّ ابني البالغ من العمر 7 أعوام عن طرح الأسئلة عن المواضيع كافة ومسائل صعبة لا أستطيع الإجابة عنها. كيف أشبع فضوله من دون أن أقدّم له أجوبة سخيفة؟

في هذا العمر، تكثر الأسئلة الوجودية التي تدور في عقله (عن الحياة والموت والكون والعالم...). حين يطرح عليك ابنك هذه الأسئلة، يريد بذلك أن يخوض نقاشاً حقيقياً معك لأنك تحتلين في نظره مكانة خاصة. أخبريه في البداية بأن سؤاله لامع وأنكما ستبحثان معاً عن الجواب على شبكة الإنترنت مثلاً أو ستقصدان معرضاً أو تشاهدان فيلماً وثائقياً أو تطالعان كتاباً مصوراً عن هذا الموضوع. بهذه الطريقة، سيتعلم الطفل درساً قيّماً وسيفهم أن أحداً لا يحمل أجوبة عن الأسئلة كافة، وسيحصل في الوقت نفسه على مجموعة واسعة من المعارف ويُطوّر طرائق بحثه عما يريد معرفته.

منذ بضعة أشهر، لم يعد ابناي التوأمان يعيشان علاقتهما الأخوية بالطريقة نفسها. يميل أحدهما إلى إبعاد نفسه عن الآخر بينما يتمسك الثاني بعلاقة التماهي التي تجمعه بشقيقه. هل يجب أن أتدخل؟

بعد سنوات من التماهي، من الطبيعي أن يسعى أحد الشقيقين إلى التميّز وسط عائلته. إنه سلوك إيجابي! لكن تتعلّق المشكلة بشعور الرفض الذي يمكن أن يعيشه الشقيق الآخر كونه لا يختبر تجربة “فك الرابط” بالإيقاع نفسه. لذا يجب أن تتكلمي مع الشقيق الذي بدأ يبتعد وتقولي له: «أعرف أنك تحب شقيقك لكنه لا يشعر بذلك. يجب أن تُطمِئنه وتُظهِر له التعاطف كي لا يتألم». بعد هذه المحادثة الصريحة، سيفهم ابنك الوضع تدريجاً وسيخفف سلوكياته العدائية.

تبلغ ابنتي سنتين وتبدو لي شَرِهة لأنها تريد أن تأكل طوال الوقت. هل يجب أن أكبح شهيتها منذ مرحلة مبكرة أم من الأفضل أن أحترم رغباتها؟

في البداية حاولي أن تتأكدي من أن ابنتك شَرِهة فعلاً: هل ترغب في الأكل حين تشاهد الطعام أم تبدو شهيتها كبيرة وتشعر بالجوع غالباً؟ ستكون حاجاتها طبيعية في الحالتين. في عمرها، يجب ألا تضعفي توازنها الغذائي لأي سبب. لا تكبحي شهيتها بل عرّفيها إلى منتجات متنوعة من دون إخافتها من أصناف معيّنة لأنها تحتاج إلى الفئات الغذائية كافة في هذا العمر.

يبلغ ابني 16 عاماً ويشعر بانزعاج شديد لأنه لم يحدد بعد المجال الذي يريد العمل فيه لاحقاً. كيف أساعده كي يطرح الأسئلة المناسبة ويعرف ما يريده؟

لا تحاولي أن تؤثري في قراره المستقبلي استناداً إلى رغباتك الخاصة لأن سوق العمل في هذا العصر يشهد تقلبات هائلة. بل حاولي أن تشجعيه على تكوين رؤية تسمح له ببناء نفسه مستقبلاً. يجب أن يجد التوازن الصحيح بين “الأنا” وبين السوق من خلال طرح أسئلة أساسية على الشكل الآتي: ما الذي يضحكك في الحياة عموماً؟ ما الذي يشجعك: شغفك، قيمك، مزاجك؟ يمكنه أن يلجأ أيضاً إلى كتب تحفيزية أو يتصفح المواقع الإلكترونية التي تقدّم مبادرات مميزة لمساعدة الشبان على اختيار مسارهم.

لا تحاولي أن تؤثري في قرار ابنك المستقبلي استناداً إلى رغباتك الخاصة

من الطبيعي أن يمرّ الأولاد بنوبات من الرعب الليلي
back to top