مقاطعة السار تفتتح الموسم الانتخابي الألماني

حزب ميركل يتصدر... واليمين الشعبوي يفوز بـ 3 مقاعد

نشر في 26-03-2017
آخر تحديث 26-03-2017 | 21:55
 الانتخابات التشريعية الالمانية
الانتخابات التشريعية الالمانية
قبل ستة أشهر من الانتخابات التشريعية الالمانية، واجه المحافظون بقيادة انجيلا ميركل الذين يحكمون منذ 12 عاما، أمس أول اقتراع يشكل اختبارا في مقاطعة السار (جنوب غرب) التي يأمل الاشتراكيون الديمقراطيون انتزاعها بعدما استعادوا شعبيتهم.

ودعي نحو 800 الف ناخب الى التصويت في هذه المقاطعة الصغيرة الحدودية مع فرنسا، لتجديد برلمانهم.

وسجلت نسبة المشاركة ارتفاعا في الساعة 14:00 (12:00 ت غ) ووصلت الى 32.6 في المئة مقابل 31.1 في المئة في الانتخابات السابقة في 2012.

ولا تمثل السار سوى واحد بالمئة من سكان ألمانيا، لكن النتائج ستكون موضع مراقبة دقيقة لقياس القدرة الحقيقية للاشتراكيين الديمقراطيين على تهديد المستشارة في انتخابات 24 سبتمبر 2017.

وأشارت التوقعات لدى الخروج من صناديق الاقتراع إلى أن حزب ميركل يتصدر، بحصوله على نسبة تتراوح بين 40 و41 في المئة، مما يعني حصول الحزب على 24 مقعدا في البرلمان، في حين حصل الحزب الاشتراكي على نسبة تراوحت بين 5. 29 في المئة و30 في المئة، ما يعني حصول الحزب على 17 مقعدا في برلمان الولاية.

وأوضحت التوقعات أن حزب اليسار ظل ثالث أقوى الأحزاب السياسية في الولاية، حيث حصل على 13 في المئة (سبعة مقاعد)، وحصل حزب "البديل من أجل ألمانيا" على 6 في المئة (ثلاثة مقاعد)، فيما عجز حزب الخضر عن الحصول على نسبة الـ5 في المئة المؤهلة لدخول البرلمان.

لكن الحزب الاشتراكي الديمقراطي أصبح قريبا منه، اذ تتوقع الاستطلاعات حصوله على ما بين 32 و34 في المئة من الاصوات.

وتدشن انتخابات السار سنة انتخابية. ففي السابع من مايو سيتوجه المقترعون في شليسفيغ-هولشتاين (غرب) الى مراكز التصويت، قبل ناخبي رينانيا شمال فيستفاليا (غرب) معقل الاشتراكيين الديمقراطيين والمنطقة الاكثر اكتظاظا، بعد ذلك بأسبوع.

وفي 24 سبتمبر ستجرى الانتخابات التشريعية التي تشكل واحدة من اهم عمليات الاقتراع هذه السنة في اوروبا المأزومة.

ويمكن ان يخرج الاتحاد الديمقراطي المسيحي من السلطة في السار التي توصف في بعض الاحيان بأنها "يونان المانيا" بسبب مديونيتها الكبيرة، حتى لو حل في الطليعة.

فالحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك الذي يمثل الأقلية في الحكومة الاقليمية المنتهية ولايتها، لا يستبعد هذه المرة تشكيل تحالف مع اليسار المتطرف في حركة "اليسار" (دي لينكي).

وتشير استطلاعات الرأي الى ان هذا الحزب الذي يقوده مؤسسه اوسكار لافونتين في المقاطعة، سيحصل على ما بين 12 و13 في المئة من الاصوات. ويمكن ان ينضم الخضر الذين يسجلون تراجعا سريعا في كل البلاد تقريبا، الى هذا التحالف اذا بقوا في برلمان السار.

وترك مارتن شولتز الباب مفتوحا لخيار من هذا النوع في المقاطعة، لكن على المستوى الاتحادي يبدو غير مطروح خصوصا بسبب مواقف اليسار من حلف شمال الأطلسي.

وقال زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي لصحيفة "بيلد"، أمس، "نريد أن نصبح الحزب الأول في السار وقيادتها، لأننا نريد ان نحرك الامور وانا متفائل". مضيفاً ان "من يريد بعد ذلك ان يحكم معنا فهو مدعو بحرارة الى مشاركتنا"، قبل ان يوضح ان تفاهما محتملا في السار مع اليسار المتطرف المنبثق عن الحزب الشيوعي السابق في ألمانيا الديمقراطية لن يعني تحالفا ممكنا على المستوى الفدرالي.

في صفوف المعارضين، بدأ التوتر يظهر في مواجهة التقدم المدهش للخصم الاشتراكي الديمقراطي. ويشعر بعضهم بالقلق من تباطؤ المستشارة في دخول الحملة.

وترى ميركل التي تحكم منذ نحو 12 عاما ان "المرحلة المكثفة" من الحملة الانتخابية "لم تبدأ بعد". وقالت انه خلال حملة انتخابية "هناك مرحلة يكون العمل فيها هو اتباع سياسة جيدة (...) ونحن في اوج هذه المرحلة".

وفي السار حيث يمكن ان تصبح الفرنسية اللغة الرسمية الثانية في المقاطعة بحلول 2043، يمكن ان يدخل اليمين الشعبوي الممثل بحزب "البديل من اجل المانيا" الى برلمان إضافي سيكون الحادي عشر من اصل 16 برلمانا في البلاد.

ويواجه حزب البديل من أجل المانيا الذي يعاني انقسامات بين قادته، تراجعا سريعا على المستوى الوطني مع هدوء ازمة اللاجئين التي كانت سبب القفزة الانتخابية التي حققها في 2015 و2016، في حين لم تعد الهجرة القضية التي تهيمن على النقاشات في ألمانيا.

back to top