المخرج المصري خالد الحجر: الدولة المصرية لا تدعم الفن وعلى المهرجانات توثيق العلاقة بين السينما والجمهور

نشر في 24-03-2017
آخر تحديث 24-03-2017 | 00:00
المخرج المصري خالد الحجر
المخرج المصري خالد الحجر
يُشارك المخرج خالد الحجر في فعاليات «مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية» من خلال ورش عمل لتدريب الشباب من أبناء الأقصر على الإخراج. كذلك يستعد لأعمال فنية عدة في الفترة المقبلة. عن مشاركته في المهرجان والجديد لديه، وقضايا فنية عدة كان لنا معه هذا الحوار.

ما الذي حمسك للمشاركة في تدريب الشباب على الإخراج في «مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية»؟

ما يجهله البعض أنني صاحب الفكرة في الأساس. وجدت أننا نشارك في فعاليات المهرجان من دون إفادة حقيقية ومباشرة، رغم أننا نملك الوقت، فضلاً عن أن هدف أي مهرجان في الأساس إيجاد علاقة بين السينما والجمهور، وهذا لم يتحقق بالشكل الكافي. لذا عرضت الفكرة على كل من المديرة عزة الحسيني والرئيس سيد فؤاد فرحبا بها، ومنذ اليوم الأول أمضي ساعات بين شباب موهوبين متحمسين كانوا في انتظار من ينقل إليهم خبرتهم ويساعدهم. وللعلم، تعلمت الإخراج في ورشة عمل أو دورة تدريبية في معهد غوته، ثم مع يوسف شاهين، ما جعلني حريصاً على المشاركة في هذه الورش لمساعدة موهوب ما ربما يكون مخرجاً مهماً ذات يوم.

في تصورك، هل تقوم المهرجانات بدورها كما يجب؟

ليس بشكلٍ كافٍ. أتمنى من كل نجم يُشارك في مهرجان ما أو يحلّ ضيفاً عليه أن يُعطي للجمهور من وقته ويُشارك في تدريب الشباب أو توجيههم. مثلاً، ورشة تمثيل لمحمود حميدة أو إلهام شاهين، وورشة كتابة إن كان من بين الضيوف كاتب كبير أو مونتير، وهكذا يصبح المهرجان ذا أهمية وليس ترفيهياً فحسب. يكفي أننا نُقيم مهرجانات في أماكن لا تتضمّن دور عرض كافية.

الدولة والفن

كيف ترى موقف الدولة من الفن؟

لا تهتم الدولة بالثقافة عموماً، والفن ليس من ضمن أولوياتها. تتركنا نقدم ما نشاء، والمحصلة سينما جيدة، أو رديئة أو نظيفة أو... المهم ألا نتجاوز المسموح به من وجهة نظرها، وإن حدث تتحرك للمنع. وإحدى مشاكل السينما المصرية أنها فردية، كلها محاولات وإرهاصات فردية ربما تنجح أو تفشل، وفي النهاية هي غير مدعومة بأي شكل من الدولة، على عكس السينما في دول كثيرة، ومنها عربية.

أشرت إلى السينما النظيفة. ما الذي قدّمه لها هذا المصطلح؟

أضرّ هذا المصطلح الغريب بالسينما وجعلها مزيفة وغير حقيقية، سينما بعيدة عن الواقع المليء بالتحرش والاغتصاب والانفلات اللفظي في كل مكان، خصوصاً مواقع التواصل الاجتماعي، ومع ذلك نطلب سينما تخلو من ذلك كله. رغم أننا في الستينيات قدمنا سينما حقيقية ولم يعترض أحد وكان الشارع أكثر احتراماً وتحفظاً ولم نر يوماً في سامية جمال أو تحية كاريوكا أمراً فاضحاً أو غير لائق.

السينما والإنتاج المشترك

كيف ترى السينما الآن في المنطقة العربية؟

في السنوات الأخيرة، تقدمت السينما بشكل كبير في أكثر من دولة من بينها المغرب، وتونس، والجزائر، والإمارات. يكفي أن مصطلحات السينما النظيفة والمؤامرات وتشويه المرأة والمجتمع من خلال الفن غير موجودة إلا في مصر. لكن هذا لا يعني أن هذه البلاد هي الأفضل في هذه الصناعة. ما زالت مصر أهم وأقوى فنياً، وما زالت صاحبة التأثير وتشكيل الوعي رغم كل ما تعانيه السينما من أزمات ومشاكل. الإبداع المصري دائم وقادر على التغيير وعبور الأزمات.

لماذا يتعرض الإنتاج المشترك للهجوم دائماً؟

يتعرّض الإنتاج المشترك الأوروبي فحسب للهجوم، وليس العربي. منذ الستينيات، ينظر كثيرون إلى كل ما هو أجنبي على أنه عدو ومؤامرة. من ثم، أي إنتاج مشترك مع الغرب يكون جزءاً من مؤامرة. أذكر أن المخرج الكبير يوسف شاهين تعرّض للهجوم واتهم بالخيانة وطالب البعض بسحب الجنسية منه بسبب فيلم انتقد فيه الواقع المصري، وهو السبب الرئيس في الهجوم على الإنتاج المشترك، لأن المنتجين الغربيين يدعمون غالباً الأفلام الجادة التي تنتقد الواقع وتتحدث عن الحرية، وهذا هو دور الفن الحقيقي، وحتماً لن يدعموا فيلماً تجارياً يشبه الموجود بكثرة في السوق.

أين السينما المستقلة؟

لماذا تراجعت السينما المستقلة ولم تستمر؟ يقول خالد الحجر في هذا السياق: «لأن مخرجين كثيرين ممن قدموها تعاملوا معها على أنها مرحلة في مشوارهم وبعدها انتقلوا إلى السينما التجارية للحصول على الملايين».

ويسأل: «أين معظم مخرجي الأفلام المستقلة الآن؟ إنهم في السينما التجارية أو الدراما التلفزيونية، لأنهم كانوا يقدمون أفلاماً مستقلة ليس لاقتناعهم بأهميتها ولا برسالتها، بل لأنها كانت المُتاحة، وبعد الشهرة ابتعدوا عنها. في حين أن في الولايات المتحدة الأميركية مخرجين قضوا عمرهم كله مع السينما المستقلة كـنوع من هذه الصناعة ولم يتركوها».

مصطلح «السينما النظيفة» أضرّ بالسينما وجعلها مزيفة

ما زالت السينما المصرية الأقوى عربياً رغم كل ما تعانيه من أزمات

إحدى مشاكل السينما المصرية وأبرزها أنها فردية
back to top