تنفّسي بسهولة خلال المخاض

نشر في 21-03-2017
آخر تحديث 21-03-2017 | 00:10
المخاض
المخاض
حتى التنفس البسيط يقدّم لك مساعدة كبرى لتجاوز التقلبات التي تعيشينها أثناء الحمل. ما أهمية التأمل والتنويم المغناطيسي للشعور بالاسترخاء خلال المخاض؟
يجب أن تتنفسي بعمق كي تركزي بما يكفي. التأمل حالة عقلية إيجابية تساعدك على زيادة التركيز وبلوغ مستوى معين من السلام والاسترخاء عبر تقنيات متنوعة ترتكز على التنفس والتخيّل.

يعطي التأمل خلال الحمل أثراً مهدئاً على عقل الأم وجسمها وروحها، وتُنقَل تلك الآثار الفيزيولوجية إلى الجنين في رحم أمّه. بفضل التنفّس أثناء جلسة التأمل، تزيد نسبة الأوكسجين في جسم الأم وترتفع الكمية التي يتلقاها الطفل أيضاً. وبفضل أثر التأمل المهدئ، يفرز الجسم مواد كيماوية أو ببتيدات عصبية مفيدة عبر مجرى دم الأم فتنتقل إلى الطفل مساهمةً في توسيع قطر المشيمة وزيادة تدفق الدم نحو الجنين، من ثم تصبح بنية الطفل قوية ويكون وزنه صحياً عند ولادته. من الناحية الروحية، ستساعدك هذه التقنية على التواصل مع طفلك قبل ولادته.

يمكنك أن تمارسي التأمل عبر التقنيات التالية:

تأمّل «راجا يوغا»: تشدد الحصة على العقل بشكل أساسي ويُطلَب من الأم خلالها التركيز على العين الثالثة، أي المنطقة الواقعة بين العينين، في وسط الجبين، وتخيّل “الضوء” أو الوعي. بفضل التنفس الإيقاعي والأغاني التي تنقل رسائل إيجابية عبر الموسيقى، يمكن بلوغ حالة من السعادة الصافية.

تأمّل «مانترا»: تسمع الأم عبارات متنوعة تعطي أثراً إيجابياً في الرحم أثناء التأمل، ما يمدّها بطاقة إيجابية يمكن أن تنتقل إلى الجنين، فينمو الأخير في بيئة صحية.

تأمّل «برانايام»: إنه شكل التأمّل الأكثر شيوعاً بين الناس. يصبّ التركيز في هذه الحصة على التنفس ويسمح التأمل حينها بإرخاء الدماغ عبر مراقبة الأفكار التي تمرّ في العقل. لكن لا تحللي أفكارك كي لا تنشّطي عقلك بشكل مفرط.

مقاربات مختلفة

يلجأ المعالجون إلى مقاربات مختلفة في عالم التأمل. يمكن تطبيق مقاربة تدريجية تتطوّر مع كل فصل من الحمل. تكون الأشهر الثلاثة الأولى عصيبة وقد تشعر المرأة خلالها بإحباط وتعب. لذلك سيساعدها الاسترخاء عبر التنفس التصحيحي في استعادة الطاقة والسيطرة على الغثيان الصباحي وأعراض أخرى.

تتعلّم الحامل تقنية «الضوء الأبيض» في الربع الثاني من الحمل. يُطلَب منها حينها أن تستلقي على ظهرها في مكان هادئ وتتنفس بانتظام لضخ موجات الاسترخاء في أنحاء جسمها. بعد ذلك، يجب أن تتخيل ضوءاً أبيض اللون يدخل في ساقها اليسرى ويرخي قدمها وربلة ساقها وفخذها. تتكرر العملية نفسها مع الساق اليمنى. بعد ذلك، تسمع الحامل عبارات تجعلها تتخيل الضوء يصعد في جسمها وينير كيانها. يُطلَب من المرأة في هذه المرحلة أن تتكلم مع طفلها، وتنتهي الحصة بعد تمارين تنفسية بطيئة وعميقة طوال 15 دقيقة.

في الربع الأخير من الحمل، تركّز الحصص على الاستعداد للمخاض وتطوير نظرة إيجابية حول الولادة المرتقبة.

منافع التأمل

- يزيد التأمل إنتاج جزيئات الأندورفين التي تخفف الألم الجسدي خلال المخاض.

- يساهم التنفس العميق أثناء جلسة التأمل في تقليص الضغط النفسي والحفاظ على نشاط هرموني طبيعي.

- يهدأ العقل ويستقر المزاج وتتحسن نوعية النوم وتتجدد طاقة الجسم.

- يرتفع مستوى إنتاج الحليب في جسم الأم وتتجنب الأخيرة اكتئاب ما بعد الولادة.

- ينخفض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، وتتراجع بالتالي أعراض تشنّج الحمل.

التنويم المغناطيسي

في أول مرحلة من المخاض، يتعلق سر الاسترخاء بالزفير إلى أقصى حد. خذي نفساً عميقاً لأربع ثوانٍ ثم ازفري ببطء لثماني ثوانٍ. كرري العملية كلما شعرتِ بانقباضات في المرحلة الأولى من المخاض، أي حين ينفتح عنق الرحم أو يتوسّع. أو يمكنك أن تشهقي ثم تهمهمي أثناء الزفير. ستشعرين باسترخاء وتصالح مع نفسك بفضل هذه التقنية التنفسية البسيطة.

تستفيدين أيضاً من الشهيق عبر الأنف والزفير عبر الفم. لكن تذكّري أن التنفس تزامناً مع التفكير بالمخاوف يزيد توترك وتعبك وانزعاجك. لذا ازفري بشكل متواصل كي تسترخي.

تبدأ المرحلة الثانية من المخاض حين يتوسّع عنق الرحم بالكامل. إنه الوقت المناسب كي تدفعي الطفل نحو الخارج. حين تشعرين بانقباض، اشهقي ثم احبسي أنفاسك وادفعي بكامل قوتك. تابعي التمرين إلى أن يزول الانقباض. إذا شعرتِ بتعب، تنفّسي من أنفك وازفري من فمك.

ركّزي على هذه التقنيات التنفسية في هذه المرحلة لأنها الطريقة الوحيدة التي تساعدك لإخراج صغيرك إلى العالم. تابعي التنفس إلى أن يولد الطفل. بعد مرور الانقباض، يمكنك أن تستريحي وتتابعي التنفس من البطن.

المرحلة الثالثة من المخاض مرادفة للاسترخاء والراحة التامة. تنفّسي بشكل طبيعي. ستخرج المشيمة وتنفصل عن جسمك خلال فترة تتراوح بين 5 و15 دقيقة، وتشعرين بانقباض خفيف في الرحم خلال هذه الفترة بسبب خروج المشيمة.

منافع التنويم المغناطيسي

- تسمح تقنيات التنفس والعبارات الإيجابية بإرخاء الجسم والعقل وتقليص ردود فعل الجسم تجاه الخوف والألم خلال المخاض.

- لما كان التنويم المغناطيسي يزيد مستوى الوعي، فإن طاقة الأم التي تستطيع السيطرة على نفسها خلال المخاض تمهيداً لولادة سلسة ستزداد.

- تصبح المرأة أكثر تجاوباً مع انقباضات الرحم بفضل استرخائها الكامل طوال فترة الولادة.

- تصبح بيئة الولادة هادئة، ما يعني أن الطفل سيكون هادئاً ويقظاً في المستقبل.

- يتوقّف فقدان الدم المتسارع.

- تتراجع المضاعفات خلال المخاض ولا تبرز الحاجة إلى تدابير طبية مكثفة.

- يتراجع ضغط الدم.

التأمل يزيد إنتاج جزيئات الأندورفين التي تخفف الألم خلال المخاض
back to top