إيما واتسون: يجب أن أزيد معارفي والطريق لا يزال طويلاً أمامي

نشر في 20-03-2017
آخر تحديث 20-03-2017 | 00:00
إيما واتسون
إيما واتسون
غابت الممثلة الإنكليزية إيما واتسون عن الساحة طوال سنة لكن لم تكن هذه الاستراحة عادية. زارت خلالها ملاوي في جنوب أفريقيا مع نساء من الأمم المتحدة، وألقت خطابات عالية المستوى حول المساواة بين الجنسين، وقابلت عدداً من الناشطات والممثلات لإطلاق منشورات ومواقع إلكترونية متنوعة، كذلك قابلت رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو للمشاركة في مؤتمر حول قيادة الشباب في العالم...
بالإضافة إلى نشاطاتها الاجتماعية والبيئية قرأت 46 كتاباً، بمعدل كتاب في الأسبوع.
«لم أشأ أن أثبت أمراً بالضرورة. فكرتُ بكل بساطة بأن أخصص هذه السنة لنفسي وأحدد ما أستطيع فعله لإحداث فرق حقيقي»، تقول إيما واتسون عن انشغالاتها الكثيرة خلال سنة أمضتها بعيداً عن كاميرا التمثيل.

تتقاسم الممثلة نقاطاً مشتركة مع شخصية هيرميون التي اشتهرت بها في سلسلة Harry Potter، بدءاً من نزعتها المثالية وصولاً إلى حاجتها إلى فعل الصواب. تبلغ واتسون اليوم 26 عاماً وتتمتع بِحسّ فضول «مدروس»: إنها ميزة جاذبة لدى امرأةٍ تدرك حجم تأثيرها في هذا العالم المضطرب.

تعترف واتسون بأنها تحب المكوث في المنزل وتحتاج إلى عزل نفسها عن الناس طوال 24 ساعة كي تستعيد توازنها. كذلك تعبّر الممثلة الشابة عن دعمها القوي للحركة النسائية، لذا توحي بأنها امرأة جدّية مع أنها مرحة أكثر مما يظن كثيرون. وهي تُعتبر صديقة وفية للمقربين منها وتركّز خصوصاً على كل ما يتعلق بعائلتها.

«الجميلة والوحش»

شاركت واتسون أخيراً في فيلم Beauty and the Beast (الجميلة والوحش). نال إعلانه الترويجي أعلى نسبة مشاهدة على الإطلاق، فحصد أكثر من 127 مليون مشاهدة خلال 24 ساعة. أخذت واتسون دروساً مكثفة في رقص الفالس والغناء قبل المشاركة في الفيلم. تقول عن تجربتها الأخيرة: «بالنسبة إلي، كان هذا الفيلم أفضل خيار وأكثره بهجة بعد سنة حافلة. العمل أشبه بملاذ للهرب من الواقع وصوّرتُه قبل أخذ استراحة طوال سنة. أعترف بأنني نضجتُ خلال هذه السنة وزادت قوتي. يجب أن يتقبل الممثلون والشخصيات العامة مستوىً من النقد لكن يختلف الوضع بالكامل عند تبنّي قضية كحقوق المرأة. في بعض الأيام، شعرتُ بأنني لا أستطيع النهوض من سريري. سرعان ما أدركتُ أنني أحتاج إلى 24 ساعة كي أهدأ وأمضي قدماً. تلقيتُ دعماً قوياً من بعض الشخصيات المؤيّدة للحركة النسائية. كان يجب أن أتذكر أن النقد ليس شخصياً بل إنه جزء من مجال عملي».

ربما تعلّقت أصعب الانتقادات بتلك التي وجّهها لها بعض المنتسِبات الأخريات إلى الحركة النسائية، فاعتبرن واتسون «مجرّد امرأة بيضاء ثرية» ولها مكانة خاصة في المجتمع: «يصعب أن نسمع انتقادات من أشخاص يشاركوننا القيم نفسها. لكني قررتُ متابعة مساري ودفعني بعض الحوادث إلى التفكير وإعادة النظر في مقاربتي. أحياناً، يكفي أن نضحك على سخافة التعليقات. أتساءل دوماً عما يمكنني فعله كي أنشر رسالتي بطريقة مرحة. في النهاية، ثمة جوانب في الحياة لا يمكن أن نتعامل معها بجدّية».

في شهر نوفمبر الماضي، وزّعت واتسون نسخاً من كتاب مايا أنجيلو، Mom & Me & Mom (أمي وأنا وأمي)، في أنحاء لندن ثم في محطة قطار الأنفاق في نيويورك بعد انتخاب ترامب كجزءٍ من مشروع نادي الكتب الذي أطلقته. لكن تقول النجمة الشابة إن الناس كانوا منشغلين بالنظر إلى هواتفهم لدرجة أنّ أحداً لم يلحظ وجودها. تطرح واتسون على موقعها الإلكتروني لائحة من الكتب الممتازة التي يجب أن تقرأها كل امرأة ويتناقش الأعضاء بشأنها بطريقة مفيدة.

كتب وكتابة

تفضّل واتسون الكتب التي تؤلفها نساء جريئات عن مسار حياتهن وتحاول اكتشاف أسرارهن لأنها لا تعتبر نفسها جريئة لكنها تسعى إلى اكتساب هذه الصفة: «لا أهتم بما يقوله الناس عني الآن لكني لم أصل بعد إلى مستوى التوقعات التي وضعتُها لنفسي. إنه وضع متعِب. بعد سنة من الغياب، أشعر بأنني لم أعد أهتم بمعارضة الناس أو محاولة إرضائهم طوال الوقت. أحياناً، يكفي أن نقوم بما نريده».

تحب واتسون كتاب Persepolis لأن جدّيها أمضيا فترة في إيران ووُلد أبوها هناك: «يجمعني رابط مميز بذلك الكتاب لأنه يقدم صورة عامة عن الحركة النسائية حول العالم».

ربما تفكر واتسون بالكتابة في مرحلة لاحقة من حياتها لأن هذا المشروع يحتاج إلى وقت طويل بحسب رأيها ولا يمكن أن تُقدم على خطوة لا تبرع فيها: «يجب أن أزيد معارفي أولاً. أنا لا أقرأ هذه المؤلفات كلها منذ سنوات ولا أعرف معلومات كثيرة. أشعر بضغط شديد أحياناً لأن الناس يفترضون أن ثقافتي عالية. أنزعج حين ينتظر مني الناس أن ألقي المحاضرات عن الحركة النسائية لأن الطريق لا يزال طويلاً أمامي. لستُ واثقة من أنني أستحق هذا الاحترام كله لكني أعمل على تطوير نفسي».

مؤلفات خفيفة

إلى جانب الكتب العميقة، تعترف واتسون بأنها تحب المؤلفات الخفيفة والمرحة أيضاً وتميل إلى الكتب التي تشجّعها على تحسين نفسها لأنها تحب قراءة كل ما يمكن أن يغيّر حياتها. حين سُئلت عن قصة الحب المفضلة لديها، اختارت مذكرات باتي سميث التي حملت عنوان Just Kids (مجرّد أولاد) وتروي فيها الكاتبة قصة حبها الطويلة مع المصور روبرت مابلثورب: «سحرتني الفكرة القائلة إن الحب يشبه السفينة كونه يحتاج إلى توازن دائم، وتجاوزت قصتهما حدود العلاقة الجسدية ودامت طوال الحياة. كانت القصة سابقة لأوانها فعلاً».

من اللافت أن تكشف إيما واتسون عن هذا الجانب الحساس منها ومن المتوقع أن تزيد ثقتها بنفسها مع مرور الوقت واقترابها من عمر الثلاثين. في النهاية، من الواضح أن هذه الممثلة المميزة اكتسبت سلاسة متزايدة في تصرفاتها وأفكارها، ما ينذر بمستقبل واعد للشخصيات التي يمكن الاقتداء بها في أوساط الحركة النسائية!

back to top