زبدة الهرج: «خير اللهم اجعله خير»

نشر في 18-03-2017
آخر تحديث 18-03-2017 | 00:04
 حمد الهزاع بعد وجبة غداء دسمة استسلمت للنوم العميق، وسبحت في بحور الأحلام المزعجة، فحلمت بصديقي العزيز "بوحمد"، وإذ به على هيئة شيطان يوسوس لي أن أقترح على النواب أن يتبنوا قانوناً يشجع الرجال على الزواج من أكثر من امرأة، مع منح الراغب في الزواج حوافز مالية، وفقاً لاقتراح النائبة العراقية جميلة العبيدي، ولأن "أبوحمد ما يجي منه غير الخراب أكيد راح يكون شيطان"، وليس نانسي عجرم. المهم أنني ضحكت ضحكة مرعبة، وكدت أطبق على رقبته بكلتا يدي على طريقة الأفلام العربية، وأنا أقول له نم بسلام حتى ترتاح الأمة العربية منك ومن أمثالك، ولكن الحمد لله تمالكت أعصابي وعدّت على خير، وقلت له: "قصر حسك"، الحيطان لها آذان، ومن باعتقادك النائب الذي يستطيع أن يضحي بنفسه لـ"يبسط الشعب"، فجلسنا نفكر ونبصر كثيراً، ووجدنا أن أفضل نائب للمهمات الصعبة هو السيد وليد الطبطبائي، ولأن "أبومساعد" تشهد له ساحات الوغى بفروسيته وإقدامه فلا أعتقد أنه سيمانع تبني القانون، فقبل السيد على الفور بتقديم القانون ووافق عليه النواب الإسلاميون وبعض النواب من ذوي القلوب "الخضر" وكذلك صوتت الحكومة بالإجماع مع القانون، ولأول مرة تسعى الحكومة إلى "إسعادنا"، وبصراحة تغيرت نظرتي تجاه الحكومة وأحببتها، مع أنني "كنت ماخذ عنها فكرة مش كويسه".

في المقابل قامت النائبة صفاء الهاشم بقيادة مظاهرة مليونية نسائية حاشدة وغاضبة ضد القانون لتقتحم المتظاهرات البرلمان، ويتم القبض على النائب وليد الطبطبائي والعبد الفقير كاتب هذا المقال لنقتاد "سحلاً" إلى ساحة الصفاة، وأخذت النائبة صفاء بتلاوة نص الحكم، وهو الرجم حتى الموت، وإذا بالسيد يصرخ بأعلى صوته "أنا ما لي شغل هو اللي ورطني معاه". فالتفتُّ إلى الحكومة، وقلت لها: "أنا بوجهكم لا تخلوني تكفون"، فكشرت الحكومة عن أنيابها، وسقط قناع الحمَل الوديع، وقالت: "هذا ما جنيتموه على أنفسكم، نحن برآء من أفعالكم"، وأنشدت من معلقة عمرو بن كلثوم:

وَأَنَّـا العَاصِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا

وَأَنَّـا العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا

ونَشْرَبُ إِنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْـواً

وَيَشْـرَبُ غَيْرُنَا كَدِراً وَطِيْنَـا

وما هي إلا لحظات، وإذ بزوجتي أم خالد تخرج من بين الصفوف، وهي تصرخ: "يا خاين العشرة، ياللي ما تستحي على وجهك، ولا يبان في عينك شي، خل ينفعونك الإسلاميين"، وكانت تحمل بيدها "طابوقة جبري" أصلية مغلفة على طريقة هدية، وتختلف عن طابوق بيوت وزارة الاسكان، فقذفتني بها بكل ما أوتيت من قوة، وقبل أن ترتطم برأسي، فزعت من النوم مذعوراً، وأنا أُكبِّر الحمد لله أنه كان حلماً، "خير اللهم اجعله خير"، وسجدت لله شكراً، لا بارك الله فيك يا بوحمد على الاقتراح، أما السيد وليد "فما أدري إيش صار فيه".

ثم أما بعد...

بعض النواب بدأ يضيق ذرعاً بأصحاب الحاجات، فمنهم من أغلق جهازه، ومنهم من لا يرد على الرسائل، ومنهم من يغيب عن ديوانيته الأسبوعية، ومنهم من لا وقت لديوانيته، وإن غداً لناظره قريب.

back to top