قف باستقامة لتسترجع ثقتك بنفسك

نشر في 14-03-2017
آخر تحديث 14-03-2017 | 00:04
كيفية استرجاع الثقة بالنفس
كيفية استرجاع الثقة بالنفس
تحدد لغة جسمك هويتك الحقيقية! أثبتت بعض التجارب المخبرية أن وضعية الجسم التي تعبّر عن الثقة بالنفس تؤثر في كيمياء الدماغ، فتُحفّز على إنتاج هرمونَي التستوستيرون والكورتيزول اللذين يؤديان دوراً أساسياً في مواقف إثبات الذات. لذا يعتبر علماء النفس أن وضعية الجسم تنعكس على الأفكار والعواطف.

صحّح وضعية جسمك

برز رابط وثيق بين وضعية الجسم وبين الحالة الداخلية. إذا غيّرتَ وضعية جسمك أو صحّحتها مثلاً، سيتأثر وضعك العاطفي. ترتبط كل عاطفة، بغض النظر عن طبيعتها (فرح، راحة، خوف، قلق، توتر، غضب...)، بتشنّج عضلي معيّن. حين تشاهد شخصاً كئيباً، ستلاحظ أن نظرته منخفضة وكتفيه هابطتان وإيقاع تنفّسه قصير. أما الشخص الواثق من نفسه فيكون رأسه عالياً وكتفاه مستقيمَتين نحو الخلف وتنفّسه هادئاً ونظرته حيوية. لذا تؤثر طريقة الوقوف وملامح الوجه، بدرجة معيّنة، في الصحة النفسية والعقلية.

يجب أن تجيد تصحيح وضعية جسمك كي تُحسّن حالتك النفسية. يمكن أن يحقق الناس كلهم هذا الهدف لأن معالجة شكل الجسم تُمهّد لمعالجة الروح. تسمح وضعية الجسم المستقيمة بتحسين وصول الأوكسجين إلى الدماغ والجسم. ستستعيد بهذه الطريقة الهدوء وتصبح قادراً على التحكم بنفسك. تبدو الوضعية السليمة بسيطة وسهلة: يكفي أن تقف وتفتح قدميك قليلاً، بِعَرض الوركين، وترفع رأسك من دون المبالغة في إرجاعه إلى الوراء. أرجع كتفيك أيضاً كي يرتفع قفص صدرك قليلاً وحافظ على استقامة ظهرك وانظر بعيداً أمامك وتنفّس بهدوء وابتسم.

حدّد مكانتك الصحيحة

حين تتّخذ وضعية جسم سليمة، ستتمكن من طرد الأفكار السوداء وفرض شخصيتك والاستعداد لخوض المعارك والفوز بها. لكن لا تقف المنافع عند هذا الحد. تشير الوضعية الصحيحة في المقام الأول إلى أنك تعطي نفسك الحق بإيجاد مكانتك في العالم، وسط الآخرين. هذه المسألة ليست بسيطة بالنسبة إلى الأشخاص الذين يشككون بقدراتهم وبحقهم في العيش. تسمح الوضعية التي تعكس معنى الانفتاح بإثبات الوجود بطريقة سلسة وضمنية أمام الذات والآخرين. ويعني إثبات الوجود أن تدرك أفكارك الحقيقية ومشاعرك وقيمك وقدراتك وتتمكّن من التعبير عنها بسهولة. في خضمّ بحثك عن معنى وجودك، ستبحث فعلياً عن ذلك الرابط الصادق والقوي الذي تقيمه داخلياً مع ذاتك. لا يتعلّق الهدف الحقيقي بفرض الأفكار أو ترهيب الآخرين بل بالتعبير الصادق عن الذات. تعبّر «وضعيات القوة» عن درجة الانفتاح والقدرة على احتلال المساحات وتقضي بمدّ الذراعين فوق الرأس. في المقابل تعكس مؤشرات الانغلاق على الذات «وضعيات العجز».

ضاعف الباحثون تجاربهم واختباراتهم الهرمونية واستنتجوا أن «وضعيات القوة» تُرسّخ الثقة بالنفس. ولا تحدد وضعية الجسم مشاعرنا فحسب بل ترسم الأفكار التي نحملها عن نفسنا علماً بأن هذه الأفكار تستطيع تسهيل قدرتنا على التواصل مع ذاتنا وعيش الحاضر أو يمكن أن تعيقها. إذا غيّرتَ وضعية جسمك، ستغيّر نظرتك إلى نفسك لأن «وضعيات القوة» تنشّط النظام السلوكي الذي يدفعنا إلى إثبات نفسنا واقتناص الفرص وأخذ المجازفات والمثابرة.

تخيّل نفسك في المواقف مسبقاً

يتوقف نجاحك الدائم على طبيعة مشاعرك. حين تتخذ وضعية قوية وفاعلة، يجب أن تشعر بها بكيانك كله ولا تتردد في تخيّل الموقف الذي ينتظرك مسبقاً. نسخ الوضعيات الخارجية ليس كافياً بل يجب أن تعيشها من الداخل كي تنجح. تفيد هذه النصيحة المرأة تحديداً لأن معظم النساء يعجزن عن احتلال المساحة المحيطة بهنّ بطريقة صحيحة. إذا كانت المرأة مقتنعة بفشلها الحتمي، يكفي أن تتخذ الوضعية الخارجية المناسبة وتتذكر انتصاراً شخصياً حقّقته سابقاً، حتى لو كان بسيطاً، كي تعيش تلك اللحظات مجدداً. سيسجّل دماغها في هذه الحالة ذلك الحدث ويربط بين العواطف الإيجابية وبين وضعية الجسم. سينشط هذا الرابط في المرة المقبلة بشكل تلقائي.

باختصار، يجب أن نحاول التمسك بالجوانب الإيجابية والقوية التي نحملها في داخلنا. إذا بدا لك هذا الهدف طموحاً جداً على المدى القصير، يكفي أن تبدأ باتخاذ وضعية جسم مستقيمة وتنظر بكل ثقة أمامك كي تلاحظ ما سيحصل معك.

back to top