«عمك أصمخ»!...

نشر في 11-03-2017
آخر تحديث 11-03-2017 | 00:15
 د.نجم عبدالكريم سألني: ألست مُقِلاً في الكتابة عن الكويت في مقالاتك، بينما تُكثر الكتابة في مواضيع أخرى؟!

***

• أولاً: نعم لست مُقلاً على الإطلاق، وبالعودة إلى مقالاتي خلال العام المنصرم تجد الكويت قاسماً مشتركاً في أغلبها.

• ثانياً: ليس بالضرورة أن يكرس الكاتب مواضيعه للشأن الداخلي، ولا أظن أن هذا الاتجاه يمثل "الجريدة" التي فتحت صفحاتها لشتى القضايا لنخبة من الكُتاب يتناولون فيها الموضوعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهم يشكلون "موزاييك" يمثل مختلف الاتجاهات الإنسانية.

• ثالثاً: أجد في الكثير مما يُكتب في الشأن الداخلي أنه قد أُتخم بالاجترار، والتكرار للموضوع الواحد، الذي تخصص فيه عدد من كُتاب الزوايا اليومية في أكثر من خمس عشرة جريدة يومية في بلد بحجم الكويت، فيجترون نفس الموضوعات المختزنة في أرشيفهم، لدرجة أنك لو حذفت تاريخ مقال الواحد منهم لما وجدته مختلفاً عن المقال السابق عليه، بل وبنفس المفردات... بالطبع لابد من استثناء جرائد معينة تحترم عقلية قارئها، بحيث يقرأ فيها الإنسان لأقلام ثرية المداد ومعايشة للأحداث وتحليلات موضوعية.

فبالاضافة إلى متابعتي لكُتاب جريدة "الجريدة" أتابع مقالات عبداللطيف الدعيج، وأحمد الصراف، وسعاد المعجل، وغيرهم ممن يسيرون في نفس الاتجاه، وكذلك أتابع بعض كُتاب المقالات الأسبوعية بكل تقدير لما يطرحونه من موضوعات مهمة.

• رابعاً: اختصر الفنان عبدالحسين عبدالرضا، وهو يمثل دوراً قصيراً مع الفنان سعد الفرج في افتتاح الأوبرا الموضوع بقوله:

- أنا صحيح سرقت!... وحبسوني... لكن منذ أكثر من ثلاثين سنة والسرقات مستمرة ولم تتوقف، ولكنهم لم يحبسوا أحداً غيري!

وكأن الرد على كل ما يُكتب عن الفساد في الشأن الداخلي "عمك أصمخ"!

فأين هو المقال المشابه لما كتبه bob wood ward عن تجاوزات رئيس أعظم دولة- نيكسون- فيقدم هذا الأخير استقالته إثر ذلك المقال؟!

وللأسف معظم ما يُكتب في الشأن الداخلي هو مجرد إرسال لا يجد استقبالاً، لأن "عمك أصمخ".

بينما الدول المتحضرة تضع إدارات خاصة في معظم مؤسساتها الرسمية لمتابعة ما تكتبه الصحف ويتم التحقيق فيما تطرحه من قضايا.

• خامساً: بات معروفاً- يا صديقي- للجميع أن الانقسام الذي طفح على السطح بين "فرقاء الأسرة الحاكمة" قد كرس هو الآخر انقسامات في المجتمع الكويتي شملت قطاعات لا يستهان بحجمها!... وصار تأثيرها ظاهراً على انتخابات مجلس الأمة والمؤسسات الإعلامية والجمعيات العامة والمنتديات الرياضية، حتى الشعراء والصحافيين، وللأسف، فإن هذا الانقسام تسبب في إثارة نعرات مدمرة في بلد كالكويت لديه كل مقومات العيش بسلام بعيداً عن أية هزات.

• ولكن أقولها بكل حزن وأسف، إن تلك النعرات صارت تُغذى من خارج حدود الوطن، وليس هناك إدراك حقيقي لعواقبها، لأن من عليهم مسؤولية إيقاف هذه المهازل شعارهم "عمك أصمخ"!

back to top