أفلام قليلة التكلفة وبلا نجوم شباك... هل تنقذ صناعة السينما المصرية؟

نشر في 10-03-2017
آخر تحديث 10-03-2017 | 00:00
«علي معزة وإبراهيم»، و«يوم من الأيام»، و«يا تهدي يا تعدي»... ثلاثة أفلام طُرحت أخيراً أبطالها ليسوا جاذبين للجمهور، أو بتعبير أدق: ليسوا نجوم شباك وإيرادات، فضلاً عن أن هذه الأعمال قليلة التكلفة والدعاية.
السؤال الذي يفرض نفسه: هل يمكن اعتبار هذا النوع من الأفلام توجهاً جديداً في صناعة السينما المصرية؟
حصد بطل «علي معزة وإبراهيم» علي صبحي جائزة أفضل ممثل من «مهرجان دبي السينمائي الدولي» في دورته الأخيرة، وشارك في بطولة الفيلم عدد من النجوم البعيدين عن شباك التذاكر، أبرزهم: أحمد مجدي، وناهد السباعي، وسلوى محمد علي، فيما تولى التأليف إبراهيم البطوط والإخراج شريف البنداري. أما الأحداث فتدور حول قصة حب غريبة يعيشها الشاب علي القاطن في إحدى المناطق الشعبية المهمشة.

استقبلت الصالات السينمائية هذا الفيلم أخيراً وهو يتّسم بالميزانية المحدودة وعدم مشاركة نجوم شباك فيه. في اللائحة نفسها، يحضر «يا تهدي يا تعدي»، من تأليف أحمد عزت وإخراج خالد الحلفاوي وبطولة آيتن عامر ومحمد شاهين في أولى بطولاتهما السينمائية، ويتناول قصة فتاة تعمل في مدرسة لتعليم قيادة السيارات للنساء ويقع شاب في حبها. والفيلم حصد خلال أسبوع من العرض 250 ألف جنيه فقط.

كذلك لا يغيب عن اللائحة «يوم من الأيام» من بطولة مجموعة من الشباب أبرزهم: هبة مجدي، ورامز أمير، وأحمد حاتم، بالإضافة إلى الفنان الكبير محمود حميدة. تولى التأليف وليد يوسف والإخراج محمد مصطفى، والإنتاج حسين القلا بعد غياب استمر أكثر من 10 سنوات عن الساحة السينمائية.

الفيلم عبارة عن مجموعة من قصص الحب داخل حافلة تنطلق من المنصورة إلى القاهرة وفيها ركاب يمثلون شرائح المجتمع المصري، وحصد خلال أسبوع من العرض إيرادات وصلت إلى 300 ألف جنيه وهي تعتبر ضعيفة جداً ومخيبة للآمال.

نسأل: هل نجوم العمل هم المسؤولون عن الإيرادات، أم أن موسم طرح الفيلم يساهم بدرجة أو بأخرى في ارتفاعها أو هبوطها؟

رأي النقد

الناقد السينمائي طارق الشناوي يرى أن «الفيلم الجيد سيحقّق نجاحاً جماهيرياً، والأمثلة على ذلك عدة لعل أبرزها «أوقات فراغ» الذي حصد إيرادات ممتازة منذ أكثر من 10 سنوات، رغم أنه لم يكن يتضمن نجوم شباك. كذلك «سهر الليالي»، وأفلام أخرى كانت الجودة هي معيار نجاحها بعيداً عن أبطالها الجدد».

يواصل: «أعتقد أن «القرد بيتكلم» أيضاً حقّق نجاحاً لافتاً رغم أن بطليه أحمد الفيشاوي وعمرو واكد ليسا نجمي شباك. كذلك «بشتري راجل» نجح لأن في شريطه السينمائي قدراً من الجاذبية، ما يعني أننا لا نستطيع أن نضع المسؤولية كاملة على بطل العمل، بل لا بد من أن يملك الفيلم الجاذبية الكافية. بالنسبة إلى «علي معزة وإبراهيم» فبطلاه أحمد مجدي وعلي صبحي من النجوم الجدد، ودعنا ننتظر لعل الجمهور يتفاعل معهما في الأيام المقبلة».

بدوره يعلّق الناقد السينمائي محمود قاسم على الموضوع قائلاً: «السينما المصرية منذ فترة تنتج أعمالاً تعتمد على نجوم الصف الثاني من ممثلين ومخرجين ومؤلفين لصناعة مجموعة من الأعمال قليلة التكلفة، وهو ما نراه أيضاً في دول عدة كفرنسا وإيطاليا».

ويؤكد أن ثمة تجربة تنجح فيما لا تحقق تجربة أخرى القدر نفسه من النجاح، ولا يجب أن نحكم على الفيلم ونجاحه من منطق التجارة والإيرادات فحسب، لأن في هذه الصناعة منتجين ومخرجين يحفرون في الأرض لإنتاج تجربة بأقل التكاليف.

ويتابع: «ثمة نوعان من الجمهور: فريق صنعه منتجون يقدمون لوناً معيناً من الأفلام ربما لا يرقى إلى المستوى الفني المطلوب، وجمهور آخر يبحث عن الجودة الفنية بغض النظر عن أسماء الأبطال أو صانعيها. وعلينا جميعا أن نتكاتف مع التجارب الجيدة، وأعتقد أن تجربة محمد ممدوح ونيللي كريم «بشتري راجل» تحظى بتجاوب لافت. وفي أوروبا الرهان يكون على النجوم الجدد عبر التجارب الجديدة».

الناقد السينمائي نادر عدلي يقول أيضاً: «عند النظر إلى أبطال مجموعة الأفلام محل الحديث، من الممكن أن نستثني الفنان الكبير محمود حميدة فهو نجم متميز. لكن الآخرين نجوم جدد أو تلفزيونيون بتعبير أدق، أفلامهم تعرض الآن في موسم ليس رئيساً، أي غير جماهيري كموسم الأعياد».

ويؤكد أن الجمهور للأسف ما زال يحكم على الفيلم باسم النجم قبل عرضه، فيقول: فيلم محمد رمضان وأحمد السقا مثلاً. لكن ثمة أفلام قليلة قادرة على الصمود وفقاً للقضية التي تتبناها أو الدعاية الخاصة بها وبعيداً عن أن البطل نجم شباك. يضاف إلى ذلك أن الأفلام التي يقدّمها أبطال الصف الثاني لم تجد أوقاتاً مناسبة للعرض كي تحقّق نجاحاً أكبر، وعليه فإن ما أنجزته يعدّ جيداً».

وليد يوسف و«يوم من الأيام»

يؤكد المؤلف وليد يوسف أن فيلمه «يوم من الأيام» يحمل مجموعة قصص رومانسية جميلة، «لكن مسألة الإيرادات تتعلّق بالدعاية المكثفة التي تقدّمها شركة الإنتاج للفيلم عادة، فيما لم يحظ بها عمله، وعليه فالضعف الجماهيري هو نتيجة طبيعية لذلك».

back to top