الوجبات العائلية... مفاتيح بسيطة لنجاحها

نشر في 09-03-2017
آخر تحديث 09-03-2017 | 00:00
No Image Caption
تجمع الوجبات العائلية بين الفرح، والإجهاد، والتوتر، حتى إنها قد تدفعك أحياناً إلى حدّ الاستياء. ولكن ما السبيل إلى التحكّم في هذه المناسبات والعمل على إنجاحها؟ عليك التعاطي معها بسلاسة وموضوعية.


حدّدي الهدف منها

يوضح علماء النفس أن الوجبات العائلية تستنفد البعض عاطفياً. لذلك من الضروري أن تحدّدي الهدف من هذه الوجبة وتفكري فيه ملياً قبل أيام كي تتمكّني من التعاطي معها باسترخاء وهدوء عندما يحين الموعد المنتظر. اجلسي في مكان هادئ لساعة أو اثنتين واطرحي على نفسك الأسئلة التالية: لمَ أعاني هذا الإجهاد؟ ما أخشاه؟ وهل مخاوفي مبررة؟ يعود هذا التوتر والخوف أحياناً إلى الطفولة. وعندما تتأملين فيهما بعمق، تدركين أنك أصبحت اليوم بالغة وأنك تستطيعين التعاطي معهما بفاعلية. على سبيل المثال، تصبح الأسباب التي تجعلنا نشعر بالسوء نتيجة سلوك ما أكثر وضوحاً مع التقدم في السن، ما يتيح لنا مواجهتها بفاعلية. تشمل أسباب قلقنا المحتملة أيضاً ذكرى سيئة. يوضح علماء النفس أن الدماغ يحتفظ خصوصاً بالتجارب السلبية في الذاكرة. فقد تشعرين مثلاً بالأسى جراء عشاء آلَ إلى نهاية سيئة. ولا شك في أنك ستشعرين براحة أكبر عندما تكتشفين الأسباب الكامنة وراء قلقك.

ولكن بغض النظر عن أسباب توترنا، من الضروري التركيز أيضاً على أوجه هذه الوجبة الإيجابية، التي نميل عادةً إلى تجاهلها، والأسباب التي تدفعنا إلى المشاركة فيها. ربما تشمل الأسباب جدة مسنة نحب إرضاءها والتقرّب منها، أو أخاً نرغب في تمضية بعض الوقت معه، أو طفلاً نلتقيه للمرة الأولى. ومع تحديد هذه الأسباب بوضوح، يتراجع تأثرنا بالعوامل السلبية التي تقلقنا.

وزعي المهام

تتحوّل تحضيرات هذه الوجبة إلى مصدر توتر حقيقي أحياناً. ربما تظنين أنك تستطيعين إنجاز المهام كافة بمفردك. ولكن لا ترسمي طموحات كبيرة كي لا تتحوّل إلى سبب للإجهاد. علاوة على ذلك، عندما تنجزين التفاصيل كلها بمفردك، تستنفدين طاقتك قبل موعد الوجبة، ما يسلبك بالتالي الرغبة في الاحتفال.

لذلك من الحكمة أن تطلبي مساعدة الآخرين. ينصحك الخبراء بأن تتعلّمي تفويض المهام للمحيطين بك كي تحرري نفسك من بعض الإجهاد وتكفّي عن القلق حيال أدائك أثناء الوجبة المنتظرة. من الطبيعي أن ترغبي في تقديم وجبة ممتازة. ولكن تذكّري أن الجو العام أكثر أهمية من إعداد الحلوى. بالإضافة إلى ذلك، قد يُسرّ أفراد العائلة بمساعدتك. فلا تتردي، إذاً، في الطلب منهم تعليق الزينة، أو تحضير بعض أطباق الوجبة، أو شراء عدد من الحاجيات في اللحظة الأخيرة.

أما إذا كنت مدعوة إلى وجبة عائلية، فاعرضي على معديها المساعدة قبل أسابيع كي لا يأتي عرضك متأخراً. علاوة على ذلك، تقاسمي المهام التي عليك إنجازها مع زوجك، فاطلبي منه مثلاً شراء الهدايا.

تقبّلي عائلتك على طبيعتها

عندما نمضي وقتاً طويلاً بعيداً عن عائلتنا، نرسم في ذهننا توقعات عالية بشأن أقاربنا ولقائنا بهم. وينطبق ذلك خصوصاً على الوجبات العائلية التي تُعَدّ بمناسبة الأعياد لأننا نتوقع خلالها أن تجتمع العائلة بفرح ومحبة. نتيجة لذلك، تتحوّل هذه اللقاءات أحياناً إلى سبب لخيبة الأمل.

لتفادي خيبة الأمل هذه، عليك النظر إلى عائلتك بوضوح وموضوعية. تذكري أن أفرادها لا يتبدلون من سنة إلى أخرى وأن سلوكهم المزعج لا يزول بمرور الوقت. لكنك تستطيعين بالتأكيد التحكّم في طريقة تفاعلك مع أنماط السلوك هذه. على سبيل المثال، إن كنت تخشين تعليقاً معيناً، فكري مسبقاً في ردّ يوقف الآخر عند حده من دون أن يُشعرك بالاستياء. ولعل الحل الأمثل تبديل موضوع الحوار. قد تسألك إحدى قريباتك مثلاً: هل ما زال ولدك يواجه صعوبات كبيرة في المدرسة؟ أجيبيها في الحال: «نتحدث عن آدم. ألم أخبرك؟ اختاروه للعب في فريق المدرسة لكرة القدم. نحن فخورون به».

إحدى المسائل الأخرى التي قد تزعجك في اللقاءات العائلية هذه التفاوت الكبير بين الصورة التي يكوّنها الآخرون عنك وصورتك الحقيقية. لا تدعي هذه المسألة تفاجئك، بل توقعيها وتعاطي معها بصبر أو حتى بمرح. يوضح علماء النفس أن العائلة تشكّل نظاماً لكل فرد فيه دور محدد مقرر مسبقاً. وعليك تقبّل مكانك فيه، إن كنت ترغبين في الحفاظ على الوفاق. تهدف هذه اللقاءات الكبيرة إلى تأكيد وحدة المجموعة. قد تشعرين بأن الآخرين لا يفهمونك أو يتعاطون معك كما يجب. لكن هذه اللقاءات لا تشكّل اللحظة المناسبة لتصححي الأوضاع، وإلا قد تسببين الشقاق والخلافات داخل العائلة. لذلك ابذلي قصارى جهدك لتؤدي دور فرد العائلة السعيد لبضع ساعات.

أرجئي التوضيحات

اطرحي أثناء تناول الطعام مواضيع تهمّ أكبر عدد من الحاضرين، مثل السفر أو العادات الغذائية. وإن كان أحدهم يكره موضوعاً محدداً، فحاولي تبديله بسرعة بسرد دعابة أو التحدث عن آخر كتاب قرأته أو حفلة حضرتها. كذلك حافظي على موقف منفتح بالإصغاء إلى الجميع وتفادي تحميل كلماتهم معانٍ ومدلولات سلبية.

يؤكد الخبراء أن من الطبيعي أن ينتابك بعض المشاعر السلبية. ولكن لا تسمحي لها بأن تسيطر عليك. لذلك ينصحونك بإدراك هذه المشاعر ومن ثم التركيز على أوجه اللقاء الإيجابية، متذكرةً سبب مشاركتك في هذا اللقاء.

أما إذا عجزت عن ذلك، فيمكنك بكل بساطة الجلوس وحدك لبضع دقائق من دون التعبير عن غضبك، زاعمةً أنك تودين دخول الحمام. وعندما تصلين إلى الحمام، تنفسي بعمق ثلاث مرات متتالية. لكن هذا لا يعني أن عليك تقبّل كل ما أو من يسيء إليك. إن جرحك أحد الحاضرين بتصرف أو تعليق، تحيني لاحقاً الفرصة المناسبة لتعاتبيه. فعندما يهدأ غضبنا، يمكننا التعاطي مع المشاكل بحكمة وفاعلية.

ابذلي قصارى جهدك لتؤدي دور فرد العائلة السعيد بضع ساعات
back to top